بريد الوطن.. بين الإدراك والتمييز
بريد الوطن.. بين الإدراك والتمييز
جميعنا ندرك أن هناك صواباً وخطأ وخيراً وشراً وثواباً وعقاباً، ولكن بالرغم من ذلك يفضل البعض اختيار ما يجلب لحياته المشقة والتعب، فلماذا يحدث ذلك؟
هناك فهم مغلوط يخلط بين الإدراك والتمييز، فليس كل مُدرِك يستطيع التمييز، ولكن كل من استطاع التمييز هو فى الأصل مُدرِك جيد. كلمة إدراك تعنى أن يعى الشخص وجود الشىء ويتيقن من ذلك، تماماً كما يعلم جميع البشر بوجود السماء كمكان للمُخلصين فى الحياة والمؤمنين بالله، ووجود الجحيم كمكان مُعَد لإبليس ومعه من استطاع تجنيدهم لصالحه والسيطرة على عقولهم ونفوسهم، ولكن ليس معنى هذا الإدراك أن الجميع سيذهبون إلى السماء باعتبارها المكان الأفضل، الذى لم يخطر على بال إنسان تخيله.
أما كلمة «تمييز»، فتعنى القدرة على اختيار القرار الأفضل من وسط كل ما هو متاح مع الالتزام التام بتوابع ذلك حتى إن تضمن القرار تحديات صعبة، ولذلك يستطيع أن يرى الإنسان فى التمييز أبعد مما تراه عيناه فى الوقت الحاضر، إذ يعتبر التمييز أكثر تفصيلاً من الإدراك الكلى للأمور فى مجملها، ولذلك يكون «المُمَيِزون مُميزين»، لأنه لا يستطيع كثيرون فهم تلك المعادلة.
أخيراً تذكر إن كنت مُدركاً، فإنك كمثل العامة من الناس، وإن كنت مُميِزاً للأمور فتيقن أن لك الخير الكثير الذى سيتبعك، إنه قرارك أنت.
د. ريمون ميشيل- استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
