بريد الوطن.. حتى الأغاني كانت تُرضيها بهذه البساطة

بريد الوطن.. حتى الأغاني كانت تُرضيها بهذه البساطة
ربما لأنها لم تكن تسمع مثلها من قبل، أو أنها كانت تُمنِّى نفسها بحب قوى يكون سنداً ومتكأ، حتى قابلته صدفة فى حفلٍ صغيرٍ يضم نخبة من الكُتّاب الشباب منزوياً قليل الكلام، كثير الحكمة، قليل الثقة كثير الرهبة، وما كان لها من أجمل هدايا القدر رغم خجله ووحدته..
ولجت عالمه الخاص واخترقت أغانيه القديمة التى اعتاد سماعها، اعتادت هى على شرنقته الباردة وحياته التى تحمل بين الحين والآخر طابعاً باهتاً.
قرأت روايات الحب وتخيلته فيها، أحبته أكثر مما ينبغى وتفنن فى جرحها أكثر مما ينبغى، اعتنقت صمته حتى اعتادت التعبد فيه، فهو صمت من نوع خاص كمحراب للهوى لا يسكنه سوى من عشق باحتراف.
كان لديها الكثير والكثير من الذكريات الحقيقية التى تجمعها به، لكنه تعمَّد إثقال الذاكرة بنوع آخر من العذابات تتراكم فوق بعضها كأتربة منذ زمنٍ غابرٍ تحتاج سنين لتنظيفها، تحاول هى نفض ما علق بها ولا يدع لها مجالاً للاحتفاظ بالأفضل، وكلما تصل لأعلى قمة فى الحب يلقى بها مجدداً بالقاع، أعليها أن تعيد سماع أغانى الحب الذى أهداها إياها؟
أم تركن مشاعرها وربما حواسها وتعيد تستنكر ذكرياتها كطفلة ثم مراهقة ثم عاشقة ساذجة وتكمل مسيرتها كأنثى عابثة بلا قلب؟!
أسماء عبدالخالق
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com