بريد الوطن.. لعلها تستطيع (قصة قصيرة)

بريد الوطن.. لعلها تستطيع (قصة قصيرة)
كان الجو يُنبئ بقدوم عاصفة، فالرياح تشتدُ، والرمال تتحرك فى كل اتجاه، وأنا لا أزال فى سيارتى، وإشارة المرور لا تزال خضراء، أحاول أن أستعين بالصبر لكى لا يتملكنى شعور الغضب ولكن بعد أن طال الانتظار، بدأت أبواق السيارات تعلن عن غضبها واحتجاجها، وهنا ظهرت شابة صغيرة، ترتدى فستاناً أزرق اللون، تحمل بين يديها مناديل ورقية تحاول أن تبيعها لتكسب قوت يومها، تطرق زجاج كل سيارة، ولا أحد يعيرُها أى اهتمام، تحاول وتحاول، ولكن دون فائدة، فالكل قد تجمد، وعندما أصبحت الإشارة حمراء، انطلقت السيارات كأسير تخلص من أسره، أخذت الشابة تبحث عن الرصيف وأرادت أن تعبر، ولكن هيهات، فلا أحد يُريد أن يقف ليسمح لها بالعبور، وفى إحدى مُحاولاتها للعبور، اختل توازنها فسقطت، ظن البعض أن إحدى العربات قد صدمتها، ولكنها نهضت بعد أن ساعدها بعض المارة دون أن يصيبها أى أذى، أمسكت بالمناديل، وانتظرت حتى تصبح الإشارة خضراء، لكى تحاول وتحاول، لعلها تستطيع أن تبيع شيئاً، تكسب به قوت يومها.
نجيب محفوظ نجيب
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com