أستاذة حضارة إسلامية: تُهمة ازدراء الأديان سبب في تكبيل الفكر العربي

كتب: محمود البدوي

أستاذة حضارة إسلامية: تُهمة ازدراء الأديان سبب في تكبيل الفكر العربي

أستاذة حضارة إسلامية: تُهمة ازدراء الأديان سبب في تكبيل الفكر العربي

قالت الدكتورة ناجية الوريمي، أستاذ الحضارة العربية الإسلامية بجامعة تونس، إن هناك مشكلة في دلالات مصطلح "ازدراء الأديان" والمقصود منه وموعد نشأته وكيفية انتقاله إلى الواقع والسياق العربي، موضحة أنه في مطلع الألفية كان هناك اعتناء دولي بمسألة ازدراء الأديان.

وأضافت "الوريمي"، خلال حوارها في برنامج "يتفكرون"، مع الكاتب والمفكر خالد منتصر، على شاشة "الغد" الإخبارية، أن الأمم المتحدة تبنت قرارات تتعلق بمحاربة ازدراء الأديان ولكن ليس في اتجاه الحد من حرية الرأي والتعبير وإنما اقرار الكرامة الإنسانية وحق الإنسان في أن يعتقد وألا يعتدى عليه وألا يحقر بسبب عقيدته.

وذكرت أستاذ الحضارة العربية الإسلامية بجامعة تونس، أنه  عندما انتقل المصطلح إلى السياق العربي نلاحظ قوانين كثيرة صيغت منذ مطلع هذا القرن أصبح له توجه آخر وغايات أخرى ليست غايات الحفاظ على كرامة الإنسان وحريته وإنما في اتجاه حماية عقائد معينة ومنع التفكير في هذه العقائد ومنع نقد هذه العقائد رغم أن العقائد في الحقيقة فيها مستويات.

وأوضحت أن منع حرية الرأي والتكبيل بحرية التفكير وجدت لها ملجأ في هذا المصطلح الذي كانت له دلالات إيجابية على المستوى الدولة، نلاحظ أن الكثير من الوقائع والقوانين من مشرقه إلى مغربه في الوقاع العربي هدفها الحد من حرية التعبير ومحاربة هذا النزوع النقدي العقلي الذي نحتاج إليه اليوم بشكل كبير لا يمكن للثقافة والواقع العربي بجميع مستوياته أن يراجع ما هو سائد وأن يطمح إلى ما هو أحسن إلا إذا أتيحت حرية الرأي ووقع التشجيع على الفكر النقدي وحرية التفكير.

وأشارت إلى أن مسألة ازدراء الأديان عندما ننظر إلى جانبها التطبيقي نلاحظ أنها تسير في اتجاه محاسبة كل من اجتهد في قراءة الدين أو على الأقل وظف توظيفيا ابداعيا وأقصد الشعراء والأديب بعض المسائل المتصلة بالدين ونلاحظ أن هذا التوجه "القديم الجديد" له جذور كما أن العرب لا يتعظون فكلما كان هناك توجيه لتهم لها مسميات مختلفة ولكن المسمى واحد هي تهم الزندقة والكفر والبدعة هي قيم نسب الثوابت والنسب المعلوم بالدين بالضرورة.

وتابعت: "تتعدد المسميات ويكاد يكون واحد وعندما نلاحظ محاكمات الفكر في التاريخ العربي الإسلامي سنرى أنها كانت سبب في تكبيل الفكر ولم يكن لها نتائج إيجابية إلا في صالح السلطيتين الإيجابيتين ومتحكمتين في الضمير والفكر وهما السلطة السياسية والسلطة الدينية".


مواضيع متعلقة