خالد منتصر يعرض تقريرا عن "الأسطورة عند فراس السواح"
خالد منتصر يعرض تقريرا عن "الأسطورة عند فراس السواح"
عرض الكاتب والمفكر خالد منتصر، تقريرًا عن الأسطورة عند فراس السواح، حيث إن السواح كثف مفهوم الأسطورة وميزها عن سواها من أداب الأقدمين، فالأسطورة لم تأتي من فراغ، بل هي تعبير عن محاولة الإنسان، الإجابة عن الأسئلة الكبرى التي واجهته في بداياته الأولى.
وأوضح التقرير، الذي عُرض خلال برنامج "يتفكرون"، على شاشة "الغد" الإخبارية، أنه لو كانت الأساطير انتهت كبنايات فكرية في عصرنا الراهن، فإن رواسبها لا زالت راسخة في قاع وعي الإنسان الديني، وهي بالتالي تساهم في تشكيل وعيه الكلي، خاصة إذا أخذنا بتعريف السواح للإنسان، بأنه حيوان متدين.
الأسطورة تطورت عند الأغريق لتصبح فلسفة، وهذه الأخيرة بنيت عليها العلوم التطبيقة الحديثة، من هنا تأتي أهمية الأسطورة ودراستها، والبحث في الأسطورة كما بّين فراس السواح، لا يهم باحثي التكنولوجيا بل الباحثين في جملة من حقول العلوم الإنسانية، خاصة تاريخ الأديان وعلم الأديان المقارن والأثنولوجيا والسيكولوجيا، فالأساطير تقدم في هذه المجالات مادة غنية، تساعدها على فهم وتفسير ظواهر الثقافة الإنسانية.
درس فراس السواح في رحلته الأسطورية، علاقة الأساطير الشرقية القديمة بالأغريقية، مكتشفًا تسرب كثيرًا من الأولى إلى الثانية، ورغم أن هذا يبدو منطقيا، حيث أن الأساطير البابلية سبقت الإغريقية بمئات السنين، فأنه يكشف عن عولمة ثقافية مبكرة إن جاز التعبير، ويؤكد على انتماء اليونان القديمة المشرقية، قبل أن تنتقل خليفتها الحديثة، إلى المجال الثقافي الغربي، رغم ثبات الجغرافيا.
