الرسائل المسربة: قمع الحشود في 25 يناير يعني حمام دم لن يقبله الجيش

الرسائل المسربة: قمع الحشود في 25 يناير يعني حمام دم لن يقبله الجيش
كشف موقع «واشنطن فرى باكون» الأمريكى عن وثائق من البريد الإلكترونى الخاص بهيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، توضح خطة واشنطن لتفكيك المؤسسات الداخلية تحت قيادة محمد مرسى، وإعادة هيكلتها تحت قيادة خبراء أمريكيين. وكشفت الوثائق عرض «هيلارى» المساعدة السرية لمحمد مرسى فى إعادة هيكلة قوة الشرطة المصرية، بزعم أنها تدعم الأسس والمعايير الديمقراطية. وتضمنت الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء الأمن الأمريكى إلى مصر.
وكشفت الوثائق المسربة عن دعم المؤسسات الأمريكية لجماعة الإخوان الإرهابية للوصول إلى السلطة عام 2012. كما كشفت عن لقاء «كلينتون» بـ«مرسى»، عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية فى 14 يوليو عام 2012. وسبق أن كشف الكاتب الأمريكى الشهير إريك تريجر عن تفكير جماعة الإخوان فى إعادة هيكلة وزارة الداخلية المصرية، بحسب ما صرح له القيادى الإخوانى المسجون حالياً محمد البلتاجى.
وفى سياق متصل، كشفت الرسالة المرسلة إلى كلينتون فى 31 يناير 2011، أى قبل رحيل مبارك بـ11 يوماً، والذى أخفى صاحبها اسمه، أنه أجرى محادثات آنذاك مع تايلر دراميلر وهو ضابط بالاستخبارات المركزية الأمريكية، ومدير الشعبة الأوروبية للعمليات السرية، وباتريك لانج وهو ضابط أمريكى متقاعد ومحلل استخباراتى للأوضاع فى الشرق الأوسط حول الأزمة المصرية.
وأشارت الرسالة إلى أن «دراميلر» كان على اتصال وثيق مع مسئولى استخبارات أوروبيين رفيعى المستوى ومع مصادر مباشرة على الأرض فى مصر، أما «لانج» فهو صديق قديم لعمر سليمان. وقال الاثنان فى الرسالة إن «الأوضاع فى الإسكندرية والسويس أسوأ بكثير مما كانت عليه فى القاهرة، لا شرطة، لا حكومة، لا قضاة، مزيد من العنف، ومزيد من القتلى، ومبارك يريد الاستمرار حتى لا يضطر إلى الفرار».
واعتبر التحليل الاستخباراتى أن ما يحدث فى مصر ليس مجرد «مجموعة من الشباب يلعبون بوسائل التواصل الاجتماعى كما صورت الصحافة الأمريكية». ورأى التحليل أن «الوضع يمكن أن يذهب فى أى اتجاه، لكن قمع الحشود يعنى حمام دم غير مقبول للجيش».
ورأى التحليل أن أفضل سيناريو لانتقال السلطة هو أن يصبح عمر سليمان رئيساً مؤقتاً للبلاد، لكن ذلك يمكن أن يكون خطراً، حسب ما ورد فى الرسالة الموجهة لكلينتون. ورغم ذلك، أكد التحليل أن «كل يوم يبقى فيه مبارك تصبح احتمالات الكارثة أكبر». وقال إن فكرة دعم الإدارة الأمريكية للرئيس مبارك أصبحت من الماضى، كما أنه ليس مقبولاً أن يتحدث الرئيس السابق باراك أوباما مع مبارك لأنه «لا يمكنه أن يكون المبعوث» الذى يخبره بأن عليه أن يترك السلطة.
وحسب الرسالة، اقترح التحليل أن ترسل الولايات المتحدة مبعوثاً يلتقى مبارك وجهاً لوجه ويخبره بذلك، مثل قائد البحرية الأمريكية الأدميرال مايكل مولن، بينما تم استبعاد فكرة ترشيح وزير الخارجية السابق كولن باول للقيام بهذه المهمة، لأن «المصريين لا يحترمونه»، فى حين رجّح أن يتمكن وزير الخارجية الأمريكى الأسبق جيمس بيكر من ذلك.
ويتماشى ما جاء فى رسائل «كلينتون» حول عمر سليمان مع رؤية «واشنطن» لمدير المخابرات العامة المصرية الأسبق، ففى 7 فبراير من عام 2011، أعدت وكالة أنباء «فرانس برس» تقريراً عن «سليمان» بعد قرار «مبارك» بتعيينه نائباً له بأنه يحظى بثقة «واشنطن» فى نقل مصر إلى الديمقراطية، على حد زعم التقرير.