الفائز بـ"جائزة التفوق": الدولة تولي اهتماماً كبيراً بالبحث العلمي.. وتكريم العلماء يدفعهم لاستكمال المسيرة البحثية
د. سامح سعد على: مستشفى "57357" يعالج 14 ألف طفل سنوياً
![د. سامح سعد يتحدث لـ"الوطن"](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/18145874621602180064.jpg)
د. سامح سعد يتحدث لـ"الوطن"
أكد الدكتور سامح سعد على، خبير الأمن الصحى العالمى، مدير برامج مستشفى سرطان أطفال مصر «57357»، والفائز بجائزة الدولة للتفوق فى العلوم التكنولوجية المتقدمة «العلوم الأساسية»، أن «البحث العلمى فى مصر يسير بصورة إيجابية وطيبة»، مضيفاً أن القيادة السياسية تولى اهتماماً كبيراً له، لما له من دور فى نهضة المجتمع ودفع عجلة الاقتصاد، مشيراً إلى أن تكريم العلماء والباحثين دافع قوى لهم لاستكمال مسيرتهم البحثية.
وأوضح «سعد»، فى حوار لـ«الوطن»، أن «مجمل الأبحاث التى تقدم بها للجائزة تتعلق بمعرفة مسببات الأورام السرطانية وكذلك طرق العلاج له»، مضيفاً أن مستشفى 57357 يستقبل 40% من أطفال مصر المصابين بأورام بمختلف أنواعها، مشيراً إلى أنه فى أشد الحاجة حالياً لتبرعات المواطنين، لاستكمال باقى إنشاءاته، موضحاً أن أسباب الإصابة بالمرض تخضع لعوامل متعددة، أبرزها العوامل البيئية والسلوكية والمعيشية للمواطنين.
وإلى نص الحوار:
بداية.. حدثنا عن الجائزة وطبيعتها؟
- للتوضيح أولاً، الجوائز التى تقدم لعلوم الأفراد تعبر عن عمل الفريق وليس لفرد بعينه، ومَن يستحق الجائزة، هو الفريق المشارك فى العمل، سواء كان طالباً أو باحثاً أو عضو هيئة تدريس، ثانياً: كل تفوق يحققه المرء يرجع للأسرة التى نشأ بها، وأهدى الجائزة لوالدى رحمه الله ولأمى، والمقصود بالعلوم الأساسية، هى جائزة تكريم للعطاء لـ5 سنوات ماضية، لشخص واحد كل عام، وتقدم من قبل أكاديمية البحث العلمى التابعة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وهى العلوم الأساسية للبحث العلمى، مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم البيولوجية والأحياء، وهى حجر الزاوية للبحث العلمى، ولا يمكن لبلد التقدم دون تطبيق نتائجه على أكمل وجه، والدولة تولى رعاية لها.
هل تقدمت للمشاركة فى المسابقة؟
- العلماء جميعاً لا يسعون للتكريم، ولكن الهدف الرئيسى فى الدخول للمسابقات، هو التعرف على قيمة العمل الجارى تنفيذه من قبل العالم والبحث المنشور له، وكذلك دعم الجهات المعنية للأبحاث، ما يحقق استكمال مسيرة البحث العلمى، وتقديم مثل وقدوة للباحثين الشباب، وذلك بإعطائهم فكرة أنه فى نهاية الطريق يكون هناك تكريم، واعتراف بالعمل، مما يمكنهم من استكمال المسيرة والسعى فى الطريق نفسه.
عدت إلى مصر بدعوة من د. أحمد زويل.. ونحن فى أشد الحاجة إلى تقديم تبرعات للمستشفى لاستكمال مسيرة العمل والبحث العلمى وتقديم العلاج بالمجان للأطفال
ما أبرز الأبحاث التى شاركت بها لنيل الجائزة؟
- قدمت حوالى 10 أبحاث تتناول دور مصانع الطاقة داخل خلايا جسم الإنسان وتأثيرها على الشيخوخة والسرطان، فضلاً عن تعلقها بكيفية ودراسة مسببات الأمراض والبحث عن مشكلات مصاحبة لها وإيجاد حلول، وعملية التقييم بأبحاث تتم من خلال ما تم إنتاجه خلال 5 سنوات ماضية، ومدى إفادتها للمجتمع ومستواها عالمياً، ومن ثم النظر للإنتاج العلمى بصفة عامة ومدى إفادته للمجتمع الخاص به، وفى عام 2012، قدرت لى الظروف أن أرجع إلى مصر بدعوة كريمة من الدكتور أحمد زويل للمشاركة فى تأسيس «مدينة زويل» من خلال الدراسة، وفى هذه الفترة رفضت المشاركة فى التقدم للجوائز التى تقدمها الدولة، وذلك بالأبحاث التى أنتجتها خلال سنوات ما قبل الرجوع لمصر، حرصاً منى على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص «يعنى ما ينفعش أدخل وأتقدم لجوائز أنتجتها فى الخارج وبإمكانيات كبيرة وزملائى يشاركون فى التقدم للجوائز بأبحاث تمت داخل مصر، فقررت الانتظار حتى الانتهاء من إنتاج أبحاثى هنا وبنفس القدرات البحثية وتكون من مصر»، والأبحاث التى تقدمت بها، البعض منها تم على مرض السرطان، ومحاولة فهم كيفية أداء الخلية السرطانية لوظيفتها، وكل خلية لها شخصيتها فى التعامل مع المواد الغذائية واستخلاص الطاقة منها، دون الخضوع للقوانين المنظمة للعمل داخل الجسد البشرى.
سعد: الخلايا الجذعية لا تعالج "السرطان"
كيف ذلك؟
- الخلايا السرطانية تقوم دوماً بالتغلب على القوانين المنظمة لعمل الخلايا داخل جسم الإنسان، وتخليق نوع مختلف من الخلايا يسمى «الخلايا الورمية»، وهى فى الأصل تنتشر ولا تخضع للقوانين، وسبب ذلك يرجع إلى تغير طرق التمثيل الغذائى، وذلك لأنه ينتشر بسرعة ومن ثم يحتاج لطاقة كبيرة، وعملية الانقسام له لا نهائية من المرض، وهذا يجعله يستند إلى طرق غير طبيعية من التمثيل الغذائى تنمى من الطاقة التى يحتاجها، والبحث العلمى عامة، يقوم بمحاولات لمعرفة طرق التمثيل الغذائى للخلايا السرطانية ومدى اختلافها عن الخلايا الطبيعية وأهميته تتمثل فى تجفيف المنابع، من خلال الأدوية والعلاجات التى تؤثر على نمو الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا الطبيعية بأى شكل، ويوجد بكل خلية جزء مهم جداً «المايتوكوندريا»، وهى سر الحياة والموت، وذلك لأهميتها فى استخلاص الطاقة من المواد الغذائية التى يأكلها الإنسان، وكذلك 95%، من الأكسجين الذى يتنفسه الإنسان لدعم الطاقة للخلايا، وهى بمثابة الأمن للخلية بصفة عامة، وهى تقوم باكتشاف أى شىء غريب للخلية والتعرف عليه وتكسيره وتدميره، كما أنها تشكل حجر الأساس للتعامل مع السرطان والشيخوخة وأكثر من 250 مرضاً يهدد البشرية، ونحن فى «57357» متخصصون فى دراسة «المايتوكوندريا»، وهى مجال التخصص، وعملت عليها فى أمريكا، وعندما رجعت مصر أنشأت مركز دراسات الشيخوخة بمدينة زويل، ومعملاً لدراسة وظائف «المايتوكوندريا» ودورها فى الأورام وفى السرطانات، ونعمل على تنشيطها كى تواجه الأورام باستخدام العلاجات المختلفة.
ماذا عن مركز دراسات الشيخوخة بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا ودوره وأبرز إنجازاته؟
- المركز تم إنشاؤه وهو الأول فى الشرق الأوسط، الذى يدرس أمراض الشيخوخة، بدعم من الدكتور زويل، عام 2017، وفى هذه الفترة تم نشر أكثر من 18 بحثاً دولياً، ومن ضمنها أبحاث كانت سبباً فى حصول العديد من الباحثين على جائزة التفوق.
ما أبرز الأبحاث المنشورة فى مجال الكيمياء والعلوم الطبية؟
- لدينا العديد من الأبحاث فى هذا الشأن، ويتم الاقتباس منها حتى اليوم، وعلى سبيل المثال: تم نشر بحث فى مجلة «الساينس» عن إنزيم يتسبب فى حدوث مرض «الشيزوفرينيا»، ومجموعة أبحاث متتالية حول تطوير نوع جديد من الأدوية، وهو حالياً فى مراحل التجارب السريرية، ويتم استخدامه كمضاد لشلل الرعاش، وتم الانتهاء من مراحل تجارب الحيوانات على القرود، وهناك 4 براءات اختراع للدواء وقد تم نشر العديد من الأبحاث المتعلقة به، كما تم اكتشاف دور فيتامين «D» فى الأمراض المختلفة، وفى مصر تم نشر عدد من الأبحاث عن استهداف خطوط الطاقة فى خلايا السرطان، كالموجودة فى سرطان الثدى، وهى الخلايا المقاومة للعلاج، واكتشاف مقاومتها للعلاج عن طريق استخدام التمثيل الغذائى.
ماذا عن براءات الاختراع التى حصلت عليها؟
- حصلت على 4 براءات اختراع لأكثر من دواء، سواء فيما يتعلق بأدوية مضادة لأمراض الشيخوخة، والأدوية المضادة لـ«شلل الرعاش»، وكذلك الخرف الشيخوخى، وجميعها تعتمد على مدى التطبيق، سواء كان فى أمريكا أو على مستوى أوروبا وغيرهما.
هل لديك دراسات أو أبحاث فى «علوم الأعصاب»؟
- معظم الأبحاث عن الأمراض العصبية قدمتها قبل الرجوع إلى مصر، بالإضافة إلى العمل فى أبحاث مجال السرطان، ويرجع ذلك لاكتشاف عائلة من الأدوية، من «الفولورينز»، تم دراستها كى يتم استخدامها فى القضاء على أمراض الشيخوخة وألزهايمر، والعديد منها له علاقة بعلم الأعصاب.
40% من أطفال مصر مصابون بأورام.. و60% نتيجة التفاعل مباشرة مع البيئة بشكل غير صحيح
وماذا عن المجهودات والأبحاث العلمية التى تتم فى مصر لدراسة الأورام بصفة عامة وفيما يتعلق بأورام الأطفال؟
- بداية من رجوعى إلى مصر، ونحن نبحث لإيجاد حلول علمية للأورام، وأجريت دراسة عن أغلب الأمراض المنتشرة فى مصر عام 2012، ووجدت العديد منها له علاقة بالسرطان، فى «المثانة، الكبد، الثدى»، الناتجة عن عوامل متكررة، ومن ثم تم العمل مباشرة على هذا الموضوع وتم نشر العديد من الأبحاث، ومنذ التحاقى بمستشفى «57357»، الذى يعد الأكبر فى العالم لعلاج أورام الأطفال، لما يحتويه من أجهزة وإمكانيات عظيمة وبرمجيات وارتفاع نسبة الشفاء لـ80%، وهذا منحنى القدرة على استكمال المسيرة العلمية، والمستشفى يستقبل أكثر من 40% من حالات الأورام بالنسبة للأطفال، بمختلف المراحل والحالات والأنواع، وبصفة عامة هناك أنواع عديدة من الأمراض تصيب الأطفال، مثل سرطان «الدم والمخ»، وغيرها من النوادر، ونعمل فى المستشفى على معرفة أسباب الإصابة، وكذلك الوصول لأفضل طرق العلاج، وكذلك إيجاد طرق للوقاية منها، فعلى سبيل المثال: هناك ورم يصيب الطفل فى المخ، ويرتكز ما بين المركز المتحكم فى الرؤية والمركز المتحكم فى الهرمونات، ويعمل على إصابة جزء من الاثنين وتدميره، أو يدمر الجزأين معاً، وهذا يؤدى إلى مشكلات كبيرة قد تسبب العمى، وحتى هذا الوقت لم يتم اكتشاف علاج له أو كيفية توقفه، ونعمل فى مراكز الأبحاث بالمستشفى على دراسة الورم ومعرفة طرق التمثيل الغذائى وطرق نشاطه، وأيضاً على أمراض الدم، وكذلك عمليات زرع النخاع وبالمجان، وتكلفتها خارج مصر 800 ألف دولار، ونسعى جاهدين بالأبحاث لإيجاد طرق وعلاجات للأطفال، وندرس أيضاً الأطفال المصابين بكورونا، وهل ستكون هناك خطورة على الأطفال المصابين، ومن ثم نجتهد لدراسة الأدوية وكيفية توليفها لعلاج سرطانات الأطفال.
نشرنا 18 بحثاً دولياً من ضمنها أبحاث حصلت على جائزة التفوق
هل معرفة التسلسل الجينى للمواطنين والبشرية تسهم فى إيجاد حلول وأدوية للأمراض؟
- الجينات عبارة عن برنامج يسهم فى إنشاء مكونات الخلية، وبالفعل يكون لها دور، والمعروف أن للأمراض أسباباً جينية، تتعلق دوماً بعيوب أو خلل فى جين الخلية ما يؤدى لمرض، أو أمراض ليس لها أساس جينى ولكن لها استعداد جينى، والحالة العامة للجينات أنه فى حالة التعرض لمشكلة ما تؤدى إلى زيادة احتمالية الإصابة بالمرض، وهناك بعض الأنواع الأخرى من الأمراض يصاب بها الإنسان نتيجة التفاعل المباشر مع البيئة ونظم المعيشة، والدراسات أثبتت أن أكثر من 60% من الإصابة بأمراض الأورام المختلفة يرجع إلى التفاعل مباشرة مع البيئة بشكل غير صحيح، سواء من ملوثات أو مسرطنات وطرق أكل غير سليمة، فالسمنة من عوامل الإصابة بالمرض بدرجة كبيرة وكذلك السهر لوقت متأخر، كما أن خلل الساعة البيولوجية أثبتت الدراسات أنه يزيد من فرص الإصابة بمرض السرطان، ويسعى العلماء إلى فك شفرة الجينوم البشرى لتوقع الخطر وتحذير المريض فيما بعد بمدى خطورة المشكلة وتداعياتها واستشراف المستقبل وإصلاح الأخطاء مستقبلاً عن طريق البحث العلمى والطرق الحديثة فى حلول المشكلات، وهى نتيجة التفاعل مع البيئة وطرق الحياة مع البشر.
هل أزمة كورونا أسهمت فى الاهتمام بالقطاع الطبى؟
- كل محنة يكون فى باطنها منحة، ولكن تسير الأمور فى مصر بصورة إيجابية بالمقارنة بدول أخرى، وأزمة كورونا أدت إلى اهتمام الناس بأهمية القطاع الطبى، والبحث العلمى واكتشاف الدواء والشفرة الجينية، وكذلك احترام الناس للأطباء، لأنهم كانوا على خط المواجهة الأول.
كيف يمكن أن نعالج الأورام بالخلايا الجذعية؟
- هذا الأمر غير وارد، لأنها تشترك مع السرطان فى انقسامها بلا نهاية، والمقصود بها هو إعادة إنماء عضو موجود من خلال شبيه له، ولكن ذلك ما زال فى طور الأبحاث، والمتعارف عن الخلايا الجذعية أنها ترتبط بالدم، وهى تعمل على تخليق خلايا صحية.
نختص في "57357" بدراسة "المايتوكوندريا" وتنشيطها.. ونواجه الأورام باستخدام العلاجات المختلفة
حدثنا عن التوسعات الجارية فى مستشفى «57357».. وإلى أى مدى وصلت؟
- المستشفى يستقبل عدداً كبيراً من أطفال مصر، وغير قادر على استيعاب المزيد، نظراً لعدم وجود أماكن، والهدف الأساسى هو استقبال كل من يحتاج للرعاية، ومن هنا قررنا التوسع، ليس بهدف الربح، ولكن لتقديم الخدمة العلاجية مجاناً، من خلال التبرعات، ونحن فى أشد الحاجة إلى تبرعات الفترة الحالية بعد أزمة كورونا، فالطفل المريض المصاب بسرطان الدم يتكلف على المستشفى 860 ألف جنيه، والمصاب بورم فى المخ يتكلف 550 ألف جنيه، وسنوياً يتم العناية بعدد لا يقل عن 14 ألف مريض سنوياً، والتوسعات تأتى بهدف استيعاب عدد أكبر والحفاظ على جودة الخدمة المقدمة، وإحضار أجهزة غير موجودة فى الشرق الأوسط، ومعالجة السرطان عن طريق الجهاز المناعى، والتوسعات ضرورة بحتة، والمفروض بعد التوسعات الوصول إلى سعة 600 سرير، وحالياً يوجد 350 سريراً.
مركز دراسات الشيخوخة بمدينة زويل الأول من نوعه بالشرق الأوسط
ماذا عن تقييمك لمسيرة البحث العلمى فى مصر مؤخراً خلال فترة تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- حقيقة، وجدت رعاية للبحث العلمى وزيادة فى حجم الإنفاق، ونرى اهتمام الرئيس بالبحث العلمى وتدشينه لعدد من اللجان وإشرافه عليها شخصياً، والتحرك السريع فى مواجهة الأزمات الصحية، وكذلك رؤية المشروعات القومية الجارى إنشاؤها وانعكاسها على البحث العلمى والاهتمام بالتطبيقات فى الزراعة واستخدام الطرق الحديثة فى الرى، وهناك اهتمام غير مسبوق بميزانية البحث العلمى، ومدى تقدم الدول يقاس على ما يتم إنفاقه عليه، وهو يسير بصورة إيجابية وطيبة، وتكريم العلماء والباحثين بدولهم دافع قوى لهم لاستكمال مشروعاتهم.
كل إخوتي قريبون مني.. فهناك تفاهم فكري بيني وبين "عمرو" وهو مشروع حياتي وأخي وصديقي وابني.. و"أحمد" موهبة عظيمة منذ طفولته
ماذا عن علاقتك بكلٍّ من شقيقيك الفنانين عمرو وأحمد سعد؟
- «كل إخواتى قريبين منى شخصياً»، فـ«عمرو» هناك تواصل وتفاهم فكرى بينى وبينه، و«أحمد» موهبة عظيمة منذ طفولته، ولكن «عمرو» هو مشروع حياتى وأخى وصديقى وابنى، وأتواصل معه وأنا خارج مصر، ونجاح «أحمد» دافع مهم لنجاحى.
سان دييجو
سافرت إلى أمريكا عام 2000، بإعارة من كلية العلوم جامعة عين شمس - قسم الكيمياء، وبعدها عملت فى جامعة واشنطن على موضوعات مهمة متعلقة بالشيخوخة، واكتشاف دواء يؤخرها، ونشرنا أبحاثاً عديدة، وعام 2005 انتقلت لجامعة كاليفورنيا، و2007 تم تعيينى أستاذاً مساعداً بكلية الطب - قسم أمراض الشيخوخة، حتى رجوعى لمصر، ولكن منصبى كان ممتداً، وعملت على العديد من الأبحاث بالمشاركة بين الجامعة بأمريكا ومدينة زويل، التى تتعلق بالشيخوخة واكتشاف أدوية لها، وكذلك أدوية تسهم فى الحد من الأمراض المصاحبة لها كألزهايمر.
الجينات الوراثية
نحن فى حاجة إلى بنك لـ«الجينات الوراثية» وفى العلاج الحديث تم الاتجاه نحو ما يسمى بالطب المشخصن، وهو دراسة الاختلافات بين البشر، ومن خلاله يتم الاطلاع على الشفرات الجينية التى تمكّننا مستقبلاً من تحديد وتخصيص العلاج لكل شخص وفقاً لمرضه، والذى يفرض علينا أن تكون لدينا مرجعية للشفرة الجينية، ولها فوائد فى تحديد الأصول ومعرفة الجينات ومدى تقبلها وإصابتها للأمراض وكذلك معرفة طرق العلاج لها، وكذلك تحديد نسب وفرص الإصابة بالمرض، وفى هذا السياق أشيد بخطوة وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، بإنشاء المعمل الجينى المرجعى، بتكلفة مليار جنيه، حيث سيسهم فى فك الشفرة الجينية لـ100 ألف مواطن، وأن يكون لدى مصر معمل «جينوم» مرجعى صحيح، يمثل العنصر المصرى، باستشراف المستقبل واكتشاف الأمراض، ومن ثم دراستها بالمقارنة بالجين المرجعى «طفل جديد بيتولد، يبقى من خلال الشفرة نستطيع معرفة إذا كان يعانى من مشاكل فى الوقت الحالى أو سيعانى فى المستقبل، وهل سيكون عنده عيب خلقى وغيره».