"السادات وهواية التمثيل: قلد يوسف وهبي وهرب من الحياة بـ"الريحاني"

"السادات وهواية التمثيل: قلد يوسف وهبي وهرب من الحياة بـ"الريحاني"
- انور السادات
- نصر اكتوبر
- اكتوبر 73
- حرب اكتوبر
- 6 اكتوبر
- انور السادات
- نصر اكتوبر
- اكتوبر 73
- حرب اكتوبر
- 6 اكتوبر
6 أكتوبر يوم "النصر، والوداع"، فقبل 47 عاما احتفلت مصر والأمة العربية بالانتصار في الحرب، وإخراج العدو الإسرائيلي من أرضها، وبعدها بـ8 سنوات اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، بطل النصر، والذي كان له العديد من الجوانب غير السياسية، من بينها الفن.
"الفن" كان المعشوق الذي لم يتردد الرئيس الراحل أنور السادات، الإعلان عنه في مناسبات مختلفة، حتى أفرد له مقالًا كتبه في جريدة الجمهورية، وأعادت نشره مجلة صباح الخير في 5 ديسمبر عام 1996؛ فلم يكن عاشقا ثانويا يشاهده في السينما ويذهب، ولكنه مارسه وتمنى احترافه، لولا أنه لم يُقبل كوجه جديد في السينما.
وتحدث "السادات" في مقاله، عن الهواية التي اكتشفها في نفسه أوائل عام 1936، عندما كان في مدرسة رقي المعارف الثانوية، والتي تكون فيها فرقة تمثيلية، كان ضمن هو أفرادها، بعد أن أدى الامتحان أمام المشرف، وكان الأخير ممثلا محترفا، جاء ليشرف على الفرقة ويعد الرواية التي ستقدمها هذه الفرقة في نهاية العام الدراسي: "منذ فجر الشباب وأنا أحس بميل شديد للفن وللفنانين، بخاصة التمثيل، ولي في هذا المجال قصص كثير"
وأحضر المشرف روايتين، إحداهما درامية وأخرى فكاهية: "وأذكر أنه أعطاني دورين، أحدهما في الدراما وكان اسمي فيه (جبروم)، والآخر في الرواية الكوميدية وكنت أمثل فيه دور مأذون اسمه الشيخ عزيز، ومازلت أحتفظ إلى اليوم بـ(البروجرام)، الذي طبع لهذه الحفلة وعليه صورتي".
بعد أن أدى الشاب محمد أنور الشادات الدورين في حفل المدرسة، قرأ إعلانا تطلب فيه الفنانة أمينة محمد، وجوها جديدة لفيلمها الذي كانت تزمع عمله، وهو "يتياوونج".
توجه الشاب "السادات" إلى مقر الشركة، في عمارة بشارع إبراهيم باشا، وجاءت الفنانة أمينة محمد: "واستعرضتنا جيئة وذهابا، وكنا أكثر من 20 شابا، انتقت مننا اثنين، وطلبت من الباقيين أن يرسلوا لها بصورتين إحداهما (فاس) والثانية (بروفيل) ولم يكن هذا الطلب إلا زحولة!"، بحسب نص المذكرات.
ونشر الإعلان الذي يشير إليه "السادات"، حسب ما كتب رشاد كامل في مقاله بـ"صباح الخير"، في مجلة "فصول" التي كان يصدرها الكاتب الكبير محمد زكي عبدالقادر، وأرسل الرئيس الأسبق صورته وبياناته إلى المجلة.
ونشر في عدد مجلة فصول نص رسالة الشاب أنور السادات: "أنور السادات أفندي كوبري القبة شارع أبي وصيف رقم 4 ويقول في خطابه: أنا شاب متقدم للبكالوريا هذا العام، طويل، وسطي رفيع جدا، وصدري مناسب وسيقاني قوية مناسبة، لوني ليس كما في صورتي لأني أغمق من الصورة قليلا، والآن أصف لكم الجزء العملي: أنا متحكم في صوتي بمعنى الكلمة، فتارة تجدني أقلد صوت يوسف وهبي وتارة تجدني أقلد صوت أم كلثوم، وهذه خاصية أظنها نادرة".
يقول صلاح الشاهد، كبير أمناء رئاسة الجمهورية، إنه كان زميلًا للسادات عام 1932 في مدرسة فؤاد الأول الثانوية بالقاهرة: "كان السادات ممثلا بارعا تعلم التمثيل على يد زكي طليمات، وصلاح منصور"، وبعد رحيل الرئيس الأسبق، كتب أنيس منصور مؤكدًا: "إن السادات كان ممثلا بارعا".
وبعد ذلك أقلع "السادات" عن هذه الهواية، ودخل الكلية الحربية: "كنت دائما أحس في نفسي الفخر والزهو بالجندية، إلى أن شاءت المقادير أن أطرد من الجيش ولم أكن قد خدمت سوى أربع سنوات، واعتقلت عقب طردي مباشرة، حيث أمضيت أكثر من سنتين ثم هربت من المعتقل".
دخل "السادات" السجن على خلفية وقائع سياسية، ولم ينس الفتى الأسمر حبه وشغفه وافتنانه بفن التمثيل، فقام المتهمون باغتيال الوزير الوفدي أمين عثمان، بتكوين فرقة مسرحية من أجل التسلية وقت الفراغ.
يقول الرئيس الراحل محمد أنور السادات في مذكراته "30 شهرا في السجن"، والتي نشرها قبل الثورة بسنوات في مجلة المصور، وقبل أن يلتقي بالعراف الذي قال لزوجته "جيهان" أنها ستكون ملكة: "استخف بنا الفرح فنظمنا أمس (19 فبراير 1946) أول مرة مهرجانًا نفسنا فيه عن نفوسنا كربا كان حبيسا مكتوما، ولم يطلب لي أن أروي في هذه الصفحات وصفا لهذا المهرجان الهيستيري لعلي أتمتع بقراءاته في الخارج في يوم من الأيام".
وبحسب الرئيس الأسبق، كان المهرجان سهرة في قصر هارون الرشيد "واشتركنا جميعا في وضعه وتمثيله وإخراجه والاستمتاع به في آن واحد"، وأدى فيه "السادات" دور الخليفة هارون الرشيد.
وعلق الصحفي رشاد كامل، في مقاله بمجلة صباح الخير: "حتى في التمثيل لا يقنع السادات بغير دور البطولة، حتى لو كان دور البطولة لا يشاهده إلا مجموعة من المعتقلين السياسيين".