دينا عبدالفتاح تكتب: شكرا السفيرة نبيلة مكرم

كتب: دينا عبدالفتاح

دينا عبدالفتاح تكتب: شكرا السفيرة نبيلة مكرم

دينا عبدالفتاح تكتب: شكرا السفيرة نبيلة مكرم

عندما يكون لديك وزيرة تمتلك المهارة الفائقة فى التخصص، أو ما نطلق عليه لفظ «التكنوقراط»، وتمتلك الحس السياسى القوى، حتماً ستكون النتيجة نجاحها فى إدارة الملف المسئولة عنه، وتفوقها، وتقديمها أكثر مما هو متوقع منها.. عن السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج أتحدث.. حيث أثبتت الوزيرة على مدار الفترة الماضية جدارتها الفائقة فى إدارة هذا الملف ونجاحها الساحق فى تحقيق أهدافه على صعيد تعزيز قنوات التواصل مع المصريين فى الخارج ومراعاة مصالحهم وحقوقهم، وكذلك على مستوى تنظيم مسألة الهجرة والعمل فى الخارج خلال السنوات الماضية.

السفيرة نبيلة مكرم لا تتوقف عن الابتكار.. عن الإبداع.. عن الخروج بكل ما هو جديد لخدمة هذا الوطن، فمنذ أيام قليلة أطلقت الوزيرة مبادرة مهمة للغاية ونحتاج إليها بقوة فى مثل هذا التوقيت وهى مبادرة «اتكلم مصرى» التى تهدف إلى تعليم اللغة العربية واللكنة المصرية لدى أبناء المصريين العاملين فى الخارج، خاصة فى البلدان الأجنبية، وذلك لتعزيز انتمائهم لهذا الوطن الذى تربى ونشأ آباؤهم فيه، وتعلموا فيه، ومنه انطلقوا لينجحوا هنا وهناك.. كلٌ فى مجاله.

وذلك لأن تعزيز اللغة واللهجة المصرية لدى هؤلاء الأطفال بمثابة الخطوة الأولى للحفاظ على هويتهم المصرية، وربطهم بهذا الوطن، وبثقافته وبزيارته مستقبلاً ودعمه عندما يحتاج إليهم.

وحددت الوزيرة مع فريق العمل الخاص بها عدة أدوات رائعة لتنفيذ هذه المبادرة من ضمنها إطلاق تطبيق تعليمى لأبناء المصريين فى الخارج يحتوى على مفردات اللغة العربية المصرية ومعلومات ثقافية متعددة عن مصر «أم الدنيا»، ومواقف ومشاهد ستُحفر فى نفوس أبناء المصريين بالخارج لتسهم فى تشكيل ثقافة مصرية لدى هؤلاء النشء.

ولا تعد هذه المبادرة هى الوحيدة التى أبدعت فيها الدكتورة نبيلة مكرم، ولكنها نجحت نجاحاً مبهراً فى الترتيب لمبادرة «العودة للجذور» التى أطلقها رؤساء مصر واليونان وقبرص من الإسكندرية - عروس البحر الأبيض المتوسط - فى 30 أبريل 2018، والتى تستهدف إعادة الترابط بين مصر والمهاجرين اليونانيين والقبرصيين الذين عاشوا فيها منذ عشرات السنين وعادوا إلى بلادهم أو ما زالوا مستمرين حتى الآن، حتى يمكن الاعتماد عليهم فى الترويج لمصر كمقصد سياحى وثقافى حاضن لكل الثقافات والانتماءات على أرض السلام والأمان ومهبط الأديان؛ مصرنا الحبيبة.

واعتمدت الوزيرة فى نجاح هذه المبادرة على مخاطبة القلوب وليس العقول، خاصة فى الفيديوهات التى بثتها والتى احتوت على رسائل وجهها اليونانيون والقبارصة الذين عاشوا فى مصر منذ عشرات السنين وبالتحديد فى الإسكندرية إلى مصر وشعبها. والجميل أن هذه الرسائل تم بثها باللغة العربية باللكنة المصرية الرائعة، واحتوت الفيديوهات على مشاهد مؤثرة للغاية، حيث انهمرت الدموع من أعين اليونانيين بمجرد أن ذكروا اسم مصر وأنهم سيعودون لزيارتها من جديد.

هذا هو مفهوم الإبداع فى العمل؛ أن تتجه إلى الملفات المنسية التى يمكن الاعتماد عليها فى تعزيز الحاضر ودعم المستقبل، فبدون مبادرة «اتكلم مصرى» يمكن أن يتم طمس هوية آلاف الأطفال من أبناء المصريين بالخارج، وبدون مبادرة «العودة للجذور» ستخسر مصر مجموعة من أهم المروّجين للسياحة فيها بطريقة مبتكرة وجديدة.

وأتصور أن استمرار الوزيرة فى عملها بهذا المفهوم هو الضمانة الأولى لتعزيز استفادة مصر من طيورها المهاجرة بالخارج، حيث تمتلك مصر علماء ومستثمرين كباراً مهاجرين فى مختلف التخصصات أثق أنهم على استعداد تام لمساعدة هذا الوطن على التقدم والازدهار، ولكن ينقص فقط أن تتم مخاطبتهم بأسلوب واضح يمنحهم الاهتمام المستحق ويحدد لهم الدور المطلوب منهم.. فشكراً نبيلة مكرم.


مواضيع متعلقة