دينا عبدالفتاح تكتب: رجاءً احترسوا!

كتب: دينا عبدالفتاح

دينا عبدالفتاح تكتب: رجاءً احترسوا!

دينا عبدالفتاح تكتب: رجاءً احترسوا!

فى البداية يسعدنى أن أتقدم لكل قراء «الوطن الاقتصادى» الأعزاء بخالص التهانى بمناسبة عيد الفطر المبارك.. أعاده الله علينا وعلى كل الأمة الإسلامية وشعب مصر العظيم بالخير واليمن والبركات.

لا شك أن هذا العيد يأتى فى ظروف مختلفة تماماً عن أعيادنا السابقة، خاصة مع توحش وباء كورونا وتهديده لكل البشر حول العالم.. خاصة مع زيادة عدد المصابين على ٥ ملايين حالة ومئات الآلاف من الوفيات حسب الإحصاءات العالمية.. واقتراب المصابين فى مصر من ١٦ ألف حالة ومئات الضحايا.. الأمر الذى يضعنا أمام معادلة شديدة الصعوبة.. تتعلق بالضرورة الشديدة لعودة عجلة الإنتاج فى العديد من القطاعات نتيجة عدم قدرة الاقتصاد على تحمل خسائر الإغلاق لأكثر من ذلك.. هذا من ناحية.. والضرورة الشديدة لاتخاذ كل سبل الحذر والوقاية فى مواجهة الفيروس دون تهوين أو تساهل.. هذا من ناحية أخرى.

وهذا يعنى أننا جميعاً أمام اختبار صعب لا مجال للرسوب فيه، فلا بد أن يعاود كل منا حياته العملية كما كانت، ولكن بضوابط وأسلوب حياة مختلف تماماً عما كان فى السابق.

ولدينا جميعاً فرصة ذهبية لمدة أسبوع تقريباً يبدأ اليوم وينتهى الجمعة المقبل علينا أن نكون جميعاً على قدر المسئولية وأن نكون صرحاء مع أنفسنا أن معدلات انتشار هذا الوباء فى الوقت الحالى مخيفة بدرجة شديدة، والدولة اتخذت قراراً بعودة العمل فى جميع الأنشطة تدريجياً ابتداءً من منتصف يونيو المقبل، وهذا القرار غير قابل للتراجع للأسف؛ لأن الاقتصاد المصرى أو حتى أعتى اقتصاديات العالم لن تتحمل خسائر الإغلاق لما هو أبعد من ذلك.

أعلم أننا جميعاً اعتدنا فى أعيادنا على التجمعات ومشاركة الأقارب والأصدقاء الفرحة، ولكن هذا العيد حساباته مختلفة، فاستمرار عاداتنا بالشكل الذى كانت عليه فى السابق يهدد حياتنا جميعاً، ويهدد حياة من نحب، بل ويؤثر بشكل مباشر فى استنزاف موارد الدولة فى مواجهة عدو مجهول لا نعرف من أين أتى؟ أو متى سيقرر الرحيل؟!

فلا بد أن تنحصر أعداد الإصابات لأضيق الحدود الممكنة خلال هذا الأسبوع -إذا أحسنا التصرف- وساعدنا الدولة على تطبيق الحظر شبه الكلى الذى بدأت تطبيقه ابتداءً من صباح اليوم ولمدة ٦ أيام متواصلة.

الأزمة الكبيرة التى ما زالت موجودة بيننا حالياً وتمثل خطورة كبيرة فى مستقبل مواجهة الدولة لهذا الوباء هو الفهم الخاطئ من البعض لتصريحات الحكومة بعودة العمل قريباً، وترجمتها على أنها رحيل للفيروس أو استهانة به وتقليل لخطورته، ولكن على العكس تماماً عودة العمل قريباً تعنى أننا لن نستطيع الاستمرار فى مواجهة هذا الفيروس طويلاً دون إنتاج وتوليد دخل حتى نستطيع الإنفاق على البرامج الصحية وإنقاذ ملايين الأسر التى توقفت دخولها نتيجة توقف عجلة الإنتاج فى عدد كبير من القطاعات كان من أهمها صناعة الترفيه والسياحة.

وإننا جميعاً مضطرون للعودة إلى أعمالنا والدخول فى مواجهة شرسة ومباشرة مع «كورونا»، وعلى الجميع أن يتسلح فى هذه المواجهة بجميع احتياطيات الأمان الممكنة، وتقليل الاختلاط فى غير الضروريات، والبعد بشكل تام عن التجمعات دون اتخاذ الاحتياطيات اللازمة، وغيرها من الإجراءات التى بات الجميع يعرفها من المتابعة اليومية والدقيقة لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى فى زمن الكورونا.

سمة مشكلة أخرى لاحظت وجودها بشكل كبير على مدار الفترة الماضية، وهى إدراك البعض بأن عدم إصابتهم أو أى من ذويهم بهذا المرض منذ ظهوره فى مصر حتى الآن هو بمثابة إعلان بأن المرض بعيد عنهم، وأنهم فى مأمن منه، وأنهم سيمارسون حياتهم بشكل طبيعى كأن لم يكن هناك «كورونا» وسيخففون جميع إجراءات الوقاية لشعورهم بأنهم بعيدون عن الوباء!

ولكن للأسف هذا الشعور فى حد ذاته قادر أن يقلب الحياة رأساً على عقب لدى أصحابه ويكون سبباً رئيسياً فى إصابتهم بهذا الفيروس الشرس الذى أصبح اليوم أقرب إلينا جميعاً من أى وقت مضى، ولعلك لو تدقق فى شبكة علاقاتك حتماً ستجد أكثر من فرد فيها مصاباً بالكورونا إن لم يكن أخطر من ذلك ويكون البعض قد غادر عالمك بفعل هذا الفيروس اللعين.. فرجاءً احترسوا..


مواضيع متعلقة