دينا عبدالفتاح تكتب: أنقذوا 4 ملايين شاب من الأمية!

دينا عبدالفتاح تكتب: أنقذوا 4 ملايين شاب من الأمية!
- دينا عبدالفتاح
- الأمم المتحدة
- اليوم العالمي لمحو الأمية
- محو الأمية
- دينا عبدالفتاح
- الأمم المتحدة
- اليوم العالمي لمحو الأمية
- محو الأمية
تحتفل الأمم المتحدة الثلاثاء المقبل الموافق 8 سبتمبر 2020 بـ«اليوم العالمى لتحصيل المعرفة ومحو الأمية»، وهو الاحتفال الذى بدأ لأول مرة فى 8 سبتمبر 1966، بعد أن طالبت «اليونيسكو» بإدراجه ضمن الاحتفالات العالمية فى 17 نوفمبر 1965.
وما زالت مصر تعانى من انتشار كبير للأمية بين أبنائها، وهو الأمر الذى يعوق بشكل كبير التنمية والتقدم، ويؤثر فى مؤشرات العدالة الاجتماعية نتيجة وجود أكثر من 20 مليون مواطن مصرى، حسب إحصائيات عام 2017، يعانون من الأمية وعدم القدرة على القراءة والكتابة، وهؤلاء يواجهون أزمات كثيرة فى حياتهم اليومية، وفى مدى قدرتهم على الحصول على حقوقهم والقيام بواجباتهم تجاه أسرهم وتجاه وطنهم.
فليس من المنطق أن يوجد هذا العدد الكبير من الأميين فى دولة أصبحت تتجه إلى تقنيات الذكاء الاصطناعى ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة وبحوث الذرة والفضاء والاستثمار الذكى وتقنيات الاقتصاد الأخضر.
لذا يجب وضع حلول فعلية لمعالجة مشكلة القراءة والكتابة لهذه الأعداد الضخمة ولو بشكل مرحلى، تتعاون فيها الدولة مع مؤسسات المجتمع المدنى والشركات ورجال الأعمال من واقع مسئوليتهم المجتمعية.
وأقترح أن نبدأ بالفئات العمرية الصغيرة الذين لم يتركهم قطار التعليم بعد، وما زال فى إمكاننا أن ندمجهم مع المنظومة التعليمية الرسمية، خاصة فى ظل الإحصائيات التى توضح أن الأمية بين الفئة العمرية 10 : 14 عاماً تمثل 4.1%، وترتفع فى الفئة العمرية 15 : 19 عاماً إلى 9.1%، وتواصل ارتفاعها فى الفئة 20 : 24 عاماً إلى 14.8%، وفى تقديرى أن هذه الفئات الثلاث ينبغى أن تبدأ بها المبادرة القومية لمحو الأمية.. وأتوقع أن تكون استجابة هذه الفئات العمرية للتعلم أكبر من استجابة كبار السن الذين يستندون إلى مقولات «اتعلمنا من الدنيا» و«الخبرة بتعوضنا» و«البركة فى الصغار»!
ولك أن تتخيل أن هناك 16% من الشباب (13.5% ذكوراً و18.5% إناثاً) فى الفئة العمرية 18 : 29 سنة لا يستطيعون القراءة والكتابة، بما يعنى أن لدينا 4 ملايين شاب فى عمر العطاء والإنتاج وبناء الأسرة لا يستطيعون «فك الخط».
ووفقاً للإحصائيات والدراسات العالمية الصادرة عن المؤسسات الدولية، سيواجه أصحاب الوظائف من المتعلمين وأصحاب المؤهلات العليا مشكلة كبيرة وتحدياً شديداً فى مدى إمكانية احتفاظهم بوظائفهم فى المستقبل، خاصة فى ظل التطورات التى يشهدها العالم حالياً والتوسع المطرد فى الاعتماد على الآلة على حساب البشر، والمشكلات الاقتصادية التى بدأت فى الظهور هنا وهناك وستحجم من قدرة البلدان المختلفة على خلق وظائف جديدة، فكيف ستكون قدرة هؤلاء الشباب الذين لا يستطيعون القراءة فى القرن الـ21 على الاحتفاظ بوظائفهم الحالية.. إذا كانوا يعملون فى الأساس؟!
وحتى تتمكن الدولة من تنفيذ مبادرة لتعليم هذه الأعداد الكبيرة بشكل صحيح لدىّ بعض المقترحات، التى يمكننى إيجازها فيما يلى:
أولاً: لا بد أن يتم إجراء حصر شامل ومحدّث لكل الأميين على مستوى الدولة مهما بلغت تكلفة ومجهود هذا الحصر.
ثانياً: أن يتم توجيه البرامج التعليمية المختلفة التى تستهدف محو الأمية وتطوير المعرفة للفئات العمرية الصغيرة، وذلك لأكثر من دافع؛ الأول أن هذه الفئات أكثر قدرة على الاستيعاب والمرونة فى التعلم خلال هذه المرحلة العمرية، الثانى أن هذه الفئات يمكن توجيهها للانتظام فى العملية التعليمية من خلال المسارات الطبيعية الحالية، لتقاربهم فى العمر من المنتظمين فى العملية التعليمية بالفعل.
ثالثاً: لا بد أن يتم وضع المخصصات المالية الكافية لتنفيذ هذه المهمة، ووضع نظام رقابى محكم، لعدم تكرار أى مبادرات فى السابق انطلقت لمحو الأمية دون أن تحقق الأهداف المرجوة منها.
رابعاً: لا بد أن تشارك جميع مؤسسات المجتمع المدنى فى هذه الحملة وتحشد التبرعات الضخمة لتمويلها.
خامساً: لا بد أن توجه البنوك والشركات ورجال الأعمال نسبة كبيرة من إنفاقهم المجتمعى لهذه المهمة القومية، التى تمثل مفترق طرق بالنسبة لحياة الملايين من أبناء مصر.