"حداد" أحبه أهالي بشتيل فأطلقوا اسمه على منطقة.. تعرف على أصل "لعبة"

10:40 ص | الخميس 27 أغسطس 2020

قبل 50 عامًا، اتجه الشاب رأفت مبروك علي، وشهرته "لعبة" إلى قرية بشتيل بالجيزة، وفتح ورشة الحدادة الخاصة به، بعدما تعلم المهنة على أيدي كبارها في منطقة السبتية، ذهب الشاب واختار مكانًا على أحد جانبي خط السكك الحديدية الذي يشطر القرية نصفين، نصف يسوده الأراضي الزراعية وبيوت قليلة متفرقة، اختاره "لعبة" ليكون مكانًا لأول ورشة حدادة خاصة به، والنصف الآخر تغطيه شبكة من البيوت والمنازل.

مرت الأيام وأصبحت ورشة "لعبة" علامة مميزة لأهالي قرية بشتيل، فهي الوحيدة الموجودة بجانب الأراضي الزراعية، وكانت ورشته حلًا للنزاعات اليومية التي عاني منها الأهالي عند ركوبهم وسائل المواصلات التي كانت تتركهم على مدخل القرية من الخارج، لتنقسم المواصلات بعد ذلك إلى "بشتيل" إذا أرادوا مدخل القرية من الخارج، و"بشتيل لعبة" إذا أرادوا المدخل الثاني من القرية، ومع مرور الوقت استسهل الأهالي استخدام "لعبة"، لتصبح بعد ذلك منطقة كبيرة بأكملها اسمها "لعبة".

داخل ورشة الحاج "لعبة"، الذي فارق الحياة وترك اسمه على أشهر منطقة في بشتيل، جلس "أحمد لعبة"، الابن الأكبر للحاج "لعبة"، يمارس عمله داخل ورشة والده، التي ما زالت قائمة حتى الآن، وتوجد في مواجهة "موقف ميكروباصات لعبة".

يتذكر الابن مواقف عدة قصّها والده عليه، أبرزها: "والدي كان راكب عربيات لعبة من الإسعاف رايح ورشته، وسمع راكب بيسب ويشتم منطقة لعبة بألفاظ كانت صعبة وماعترضش، فالسواق قال للرجل اللي بيشتم (عيب يا حاج، عارف المنطقة اللي انت عمال تشتم فيها دي، اتسمّت على اسم الحاج لعبة)".

بفخر ونبرة يملؤها الاعتزاز، يواصل "أحمد" قصص والده: "زمان كان العائلات في بشتيل قليلة ومعروفة، وأي حد كان ابنه بيسافر بره مصر، لما ييجي يبعت جواب لأهله كان يكتب عليه بشتيل ورشة لعبة الحداد، وكان والدي بيستقبل كل الجوابات ويوزعها على أهالي القرية، كل الناس كانت بتحبه، كان بشوش وبيضحك وورشته مفتوحة للكل".

أكثر شيء يفرح قلب الابن الكبير هو تخليد اسم والده وإطلاق اسمه على منطقة كاملة في بشتيل: "أبويا كان محبوب وطيب وخدوم، وبسبب كده اسمه وسيرته فضلوا حتى بعد وفاته، حتى أنا بعد ما أموت هيفضل اسم لعبة عايش".