"الوطن" داخل محطة بشتيل: هنا عيون لا تنام لأجل صعايدة مصر (فيديو وصور)

03:50 م | الثلاثاء 25 أغسطس 2020

أثار تصريح للفريق كامل الوزير، وزير النقل والموصلات، عن عدم وصول قطارات الصعيد لمحطة مصر برمسيس مرة أخرى، غضب عدد من أهالي جنوب مصر، بسبب تفسير خاطئ لتصريحات الرجل، رغم محاولاته عبر وسائل إعلام عدة توضيح وتفسير تصريحاته.

"الوطن" قررت خوض التجربة، لاكتشاف "محطة مصر الجديدة" بمنطقة بشتيل، التي سيتوقف بها قطارات الصعيد، بعد 5 سنوات، والتي ستتضمن محطة رئيسية وورشة كاملة للجرارات والعربات، إضافة إلى حوش محطة، يسع 5 سكك ومحطة طوالي للقطارات التي ستستمر إلى القاهرة والإسكندرية، لنكتشف عدة مفاجآت خلال الرحلة التي استغرقت ساعتين فقط.

"الوطن" داخل أرض محطة بشتيل للقطارات

بدأت الرحلة بالتحرك عبر "GPS" من الدقي، وتحديد نقطة "محطة مصر الجديدة بـ"بشتيل" حيث تستغرق نحو 16 دقيقة، لتصل في النهاية إلى شارع أحمد عرابي بحي المهندسين المعروف بهدوئه وسكينته، الذي لا يبشر بوجود أي مشروع قومي في هذا المكان.

كما أكد أهالي المنطقة، أنه لا يوجد سوى "محطة بشتيل" واحدة، وتبعد نحو 13 كيلومترا عن منطقة المهندسين، التي ذهبنا إليها بعد رحلة شاقة بسبب الزحام، لنكتشف مفاجأة صادمة، حيث تتناثر القمامة في أرجائها، وتعبث الحيوانات على قضبان القطارات، وسط تكدس المواطنين الذين يبحثون عن مكانًا يحتمون فيه من حرارة الشمس، وأغلبهم من أهالي الصعيد.

هنا تأكدنا أن هذا ليس المشروع الذي نقصده، لنتحرك إلى المحطة المجاورة وهي "محطة بشتيل المطار"، حيث لم يختلف المشهد عما ذكر سلفًا، سوى ببعض الخرفان والماعز الذين يأكلون من القمامة المنتشرة بمحيط المحطة.

وقبل أن نحبط من المشروع المقصود سلفًا، أرشدنا أحد المواطنين إليه، وقال لنا إنه يبعد بنحو 3 كيلومترات، حيث يعرف جميع الناس المشروع بشيء واحد "أول ما تلاقي معدات وآلات وناس شغالين كتير هتعرف إن دي المحطة الجديدة".

وصلنا فورًا إلى المكان المقصود، وجدناه موازيًا للنقطة الأولى بمنطقة المهندسين، التي توقفنا عندها في الصباح، والتي لا يعرفها المواطنون الموازون لها، رغم ارتفاع أصوات المعدات والآلات، وانتشار عشرات العمال على طول 2 كيلومتر، لكن لم يصل صوتهم إلى العالم الهادئ الموازي في الحي الراقي.

مثلث بشتيل: هنا يعمل مئات العمال

هنا مشروع "مثلث بشتيل"، الذي يضم محور الملك سلمان، حيث يعمل مئات العمال والآلات على طول أكثر من 2 كيلومتر، وبجوارها "محطة مصر الجديدة"، المحاطة بسور ضخم لا يخفي الجهد المبذول بالداخل، والذي يضم عددا من الآلات التي تهد العقارات القديمة، وأخرى تحفر لتشييد جديدة بديلة لها.

أحد أهالي المنطقة يدعى "علي. ع"، يقول إن هذا المشروع هو حلم بالنسبة لأهالي المنطقة، حيث سيوفر آلاف الوظائف بشكل مباشر أو غير مباشر، مؤكدًا أنه لم يصدق يومًا أن يقام مشروع بهذا الحجم الكبير في منطقة بشتيل.

أما مالكة أحد الأكشاك المجاورة للمشروع، قالت: "أهالينا الصعايدة زعلانين من تصريح الوزير، لكن أنا بقول لحضرتك هنا عشرات العمال والآلات، بتعمل ليل نهار عشان عيون الصعايدة".

وقال الفريق كامل الوزير، وزير النقل والمواصلات، إن اختيار مثلث بشتيل جاء لتخفيف العبء عن محطتي رمسيس والجيزة، مؤكدًا أن مترو الأنفاق والنقل العام، سيكون جاهزا قبل بدء تشغيل المحطة لخدمة جميع الركاب، وأنه لا تمييز بين أهالي بحري وقبلي.