رئيس جراحات السمنة بـ"عين شمس": سنُجري جراحة تحويل المعدة المعدّل لـ"محمود سمير" خلال 10 أيام

11:10 م | الثلاثاء 25 أغسطس 2020

قال الدكتور خالد جودت، أستاذ ورئيس قسم جراحات السمنة المفرطة بطب عين شمس، والمكلف بعلاج محمود سمير، المصاب بالسمنة المفرطة، بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن «محمود يعانى من سمنة ثلاثية تسببت فى حدوث مشكلات تنفسية وأخرى فى الحركة»، منوهاً بأنه جارٍ إعداد جراحة له بعد خضوعه لعلاج غذائى.

ولفت «جودت»، فى حوار لـ«الوطن»، إلى أنه «سيخضع لجراحة تحويل معدة معدّل، وهى جراحة خاصة به، وتعطى أفضل نزول فى الوزن على المدى القريب والبعيد»، مضيفاً أن «مصر رائدة فى جراحات السمنة، ولديها أكبر قسم فى جامعة عين شمس على مستوى جامعات العالم».. وإلى نص الحوار:

بداية.. كيف تم تكليفك بعلاج المريض المصاب بالسمنة محمود سمير؟

- الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، تواصلت معى تليفونياً، وأخبرتنى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى مهتم بعلاج مريض مصاب بالسمنة، وأنها تريد علاجه فى مستشفى دار الشفاء، نظراً لأنه من المستشفيات المجهزة، وبالفعل توجهت إلى المستشفى، وفحصته، وبدأنا فى إجراءات العلاج.

الدكتور خالد جودت: المواطن مصاب بمشكلات فى "التنفس والحركة".. وبدأنا ببرنامج علاج غذائى

بعد فحص المريض.. ما التشخيص النهائى لحالته؟

- المريض يعانى من سمنة ثلاثية، أعلى درجة فى مستويات السمنة المفرطة، ويصاحبها مجموعة من المشكلات، محمود وزنه 257 كيلو ويعانى من وجود كتل شحمية أثرت على حركته وتنفسه، فى البداية سنُخضعه لعلاج غذائى، لوجود خطورة على حالته إذا بدأنا مباشرة فى الجراحة، لذلك تم عرضه على أطباء التجهيز لمتابعة حالته وتجهيزه للجراحة، وفى نفس الوقت يخضع لعلاج غذائى، وسيجرى العملية خلال أسبوع أو 10 أيام، ونوع الجراحة خاص بى كطبيب، واسمها تحويل المعدة المعدل، فيها تعديلات كثيرة عن تحويل المعدة العادى، تعطى أفضل نزول فى الوزن على المدى القريب والبعيد، ويأتى إلينا أشخاص من كل مكان فى العالم لإجراء هذا النوع من الجراحات.

ما مضاعفات السمنة التى يعانى منها؟

- السمنة المفرطة التى يعانى منها ناتجة عن الإفراط فى تناول الطعام، إذا كان الإنسان الطبيعى جسمه يحتاج إلى 2000 سعر حرارى ممكن محمود كان يوصل لـ6000، وبالتالى انعكس هذا الأمر على حالته، وأكثر المشكلات التى يعانى منها كمضاعفات للسمنة هى مشكلات التنفس، وخاصة توقف التنفس أثناء النوم، ولا يستطيع التحرك، فعند التحرك يعانى أيضاً من صعوبة فى التنفس، لكن عندما يُجرى العملية سوف تنتهى جميع هذه المشكلات، لذلك نحن نسميها سمنة مرَضية.

حدثنا عن الفرق بين السمنة المرَضية والعادية!

- السمنة المرَضية هى المسببة للأمراض، ويعانى منها الأفراد الذين يكسبون زيادة 40 كيلو فوق وزنهم الطبيعى، وفى حالة «محمود» فهو يعانى من زيادة 200 كيلو، أما «السمنة العادية» فهى التى يعانى صاحبها من زيادة أقل من 40 كيلو فوق وزنه الطبيعى، وهناك حالات تعانى من سمنة عادية وتصاب بـ«السكرى»، وحالياً من خلال جراحات السمنة يتم القضاء نهائياً على المرض، وكانت لى تجربة فى نقل جراحات تحويل المعدة بالمنظار لأن مشكلتهم فى الأكل ويعانون من السكرى وليس السمنة.

5% من المصريين يعانون "سمنة مفرطة".. و1% فقط يخضعون لـ"جراحات" نظراً لتكلفتها العالية

كيف يمكن الاستفادة من جراحات السمنة على المستوى القومى؟

- لدينا فى مصر 5% من المواطنين يعانون من سمنة مرضية، بما يعادل 5 ملايين شخص، جالسين فى منازلهم لا يستطيعون العمل أو الحركة، فضلاً عن أنهم يعانون من أمراض نتيجة هذه السمنة المفرطة مثل «الضغط والقلب والسكر والتهابات المفاصل»، والإصابة ببعض أنواع السرطان، هؤلاء الأشخاص عبء على الدولة، أشخاص غير منتجين، وفى نفس الوقت مصابون بأمراض كثيرة تحتاج إلى علاج، وفى حال علاج هؤلاء سنوفر كثيراً على الدولة، وبمجرد إجراء جراحة له كل هذه المشكلات الصحية تختفى، والسمنة المرضية تُعتبر أخطر من أمراض كثيرة مثل السرطان، فالأخير لو اكتشفناه مبكراً سيُشفى المريض، وإذا لم نعالج السمنة المرضية، ستنتهى حياة المريض بالوفاة.

من وجهة نظرك.. كيف يتم تحويل هؤلاء الأشخاص من عبء إلى منتجين؟

- أقترح أن يتم حصر هؤلاء المرضى ضمن المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة»، فالرئيس مهتم بالصحة العامة للمصريين، وهذا العدد يعانى بنسبة كبيرة من أمراض مزمنة مثل الضغط والسكر والقلب، وبالتالى علاجهم وإجراء جراحات لهم يساعد على القضاء نهائياً على هذه الأمراض التى تصرف عليها الدولة مبالغ كبيرة، ويتحول هذا العدد إلى أشخاص منتجين.

متى يقرر الطبيب إجراء جراحة لمريض السمنة؟

- إذا كان المريض يعانى من زيادة فوق الوزن أكثر من 40 كيلو لا بد من إجراء جراحة له، لو وزنه أكثر من 35 كيلو فوق الوزن المثالى، ونتج عن هذا الأمر مرض السكرى لا بد من إجراء جراحة له، الفكرة أنه بالرغم من أن السمنة المرضية تصيب 5% من المواطنين، فإن العلاج الجراحى يغطى 1% من المرضى.

هل توجد مسببات أخرى لمرض السمنة غير الإفراط فى تناول الطعام؟

- يوجد سبب آخر وهو حدوث مشكلات فى الهرمونات، وهى نسبة قليلة جداً لا تتعدى 1%، وهناك مرضى يكون عندهم ضعف فى نسبة الحرق وقلة فى العضلات مقابل كثرة الدهون.

جراحات السمنة

المصابون بالسمنة المفرطة لا يُقبلون على جراحات السمنة لسببين، الأول: هو عدم وعى الناس ومعرفتهم بجراحات السمنة كعلاج نهائى للكثير من الأمراض، وعلى رأسها «السكرى»، خاصة أن 80% من مرضاه لا يوجد لهم علاج، إضافة إلى أمراض أخرى مثل «الضغط وآلام المفاصل ومشكلات التنفس»، الأمر الثانى: هو أن مستهلكات جراحات السمنة مكلفة جداً فى مصر، خاصة أنها يتم استعمالها لمرة واحدة فقط، لأن إعادة استخدامها قد تنقل الأمراض.