سامي عبدالراضي يكتب: لماذا يلعب مروان محسن كرة القدم؟

كتب: سامي عبد الراضي

سامي عبدالراضي يكتب: لماذا يلعب مروان محسن كرة القدم؟

سامي عبدالراضي يكتب: لماذا يلعب مروان محسن كرة القدم؟

هل الأزمة في مباراة الزمالك أمس؟ وهل تسبب "مروان بيه محسن" في خسارة الأهلي؟ الأمر ليس مرتبطا بالهزيمة أمس فقط. ولا بالثلاثية ولا بـ"لقطته" العجيبة في المباراة. فالجمهور يبحث فقط عن لاعب "يمزجه". يفرحه. ومنذ فترة طويلة ومروان ملوش في "التمزيج" ولا في صناعة الفرحة ولا في الأهداف ولا في أي شيء. قد ترى منه هدفاً مهماً كل 20 مباراة. وقد تسجل له "أسيسيت" كل 17 مباراة. ويتسبب في "فاول" كل مباراة. لا ترى منه لمسة ولا همسة ولا ترقيصة "عليها العين". هو كده. رايح فين. رايح النادي. جاي منين. جاي من النادي.

وعودة لأجمل وأغرب لقطات القمة في آخر 70 مباراة بين الفريقين- أهلي وزمالك- والتي كان بطلها "مروان" فهي واحدة من إيفيهات القمة على مدار تاريخها. لقطة سينمائية بامتياز. ودرامية بتمكن. وعفوية بشكل يجعلك "تنط" داخل شاشة التلفزيون. وتجيب مروان من "ياقة قميصه الكروي". وتقول له: "إيه ده يا مروان؟ ليه ده يا مروان؟ يا ابني يا حبيبي. ده المهاجم بيكون أوفسايد بـ"الفدان" ويجري ويجري ويرقص الحارس ويحرز هدفاً ويلغى وينذره الحكم ويقول للحكم وهو يشير إلى أذنيه: "والله ما سمعت" وقد تكون الصافرة قد "اخترقت أذنيه ولكن هكذا يكون المهاجم يحب "يهز" الشبكة لكن أنت يا مروان مش مهاجم. وواضح إنك ملكش في هز الشبكات. لقطة الأمس قتلت الكثير من جمهور يبحث عن تعادل وكانت الفرصة مواتية يا عزيزي أن تجعل الجمهور يتسامح مع ما قدمت مسبقاً ويقول لك: "جدع يا مروان".

غضبت أنت والسيد والدك ممن انتقدوك ولكن غضبكما ليس مبرراً كان الطبيعي أن تعترف وتقول: "مش ماشية معايا".. وباعتذر لجمهور الأهلي لكنك كابرت وعاندت وتعاند. هذا حال كرة القدم. تضعك فوق الرؤوس مرات. وتضعك تحت "مقصلة" النقد مرات.. وأنت يا مروان ممن لم يتم وضعهم فوق الرؤوس فلا بطولة تنسب لك ولا هدفاً خيالياً نحلم به يوماً. قد يكون قرار استمرارك في الأهلي من عدمه في يد الإدارة ولكن صدقني يا مروان إنك خرجت كلية تجارة فاعمل محاسباً.. وإن كنت خريج كلية طب أسنان فاعمل بها. وإن كنت خريج آداب فعليك بتدريس الفلسفة. ولو كنت خريج دبلوم صناعي عليك أن تفتح ورشة يا غالي.

دعني أقول لك وبكل أمانة كما قالها الراحل حسن حسني: "يا ابني الكار ده مش كارك". متزعلش يا مروان. فعلاً مش "كارك".. على الأقل في النادي الأهلي. قد يكون " كارك " في ناد آخر.

لماذا يلعب مروان محسن محسن كرة القدم؟

سؤال طرحه مرات عديدة زميلي وصديقي الكاتب الساخر شريف أسعد منذ عامين أو ثلاثة وهو في بعض المناسبات يكتبها لماذا، وأمس عقب نهاية مباراة الأهلي والزمالك عاود "شريف" نفس السؤال. وسألت نفسي: " لماذا يلعب مروان محسن فهمي ثروت كرة قدم". هل يستحق مروان أن يكون أساسياً في فريق هذا النادي العريق؟ هل يكون هذا الشاب (31 عاماً ) أن يقف داخل "الصندوق" في مكان وقف فيه وأبدع عظماء في الأهلي طوال مدة قاربت 80 عاما؟.

لماذا يلعب مروان محسن كرة القدم؟ تقول الأرقام إنه شارك مع الأهلي في 71 مباراة خلال 4 مواسم. سجل خلالها يا "مؤمن" 17 هدفاً وصنع 6 أهداف وهذه الـ17 سجل ضعفها في موسم واحد حسام حسن. وسجل مثلها وأكثر في موسم واحد عماد متعب وفلافيو وتريكة. واقترب منها "المغضوب عليه" وليد أزارو المعار للاتفاق السعودي الآن. وبالأرقام أيضاً شارك مروان في 73 مباراة بتروجت برصيد 18 هدفا في 73 مباراة خاضها مع الفريق البترولي، وتمكن من صناعة 3 أهداف أخرى. حتى لا نظلم "مروان" فالأرقام تقول إن موسم 2015 كان الأفضل في مسيرته. سجل مع الإسماعيلي 14 هدفاً وصنع 8. وبشكل عام شارك مروان مع الأهلي والإسماعيلي وبتروجت في 136 مباراة سجل خلالهم 40 هدفاً وصنع 16.

وبعيدا عن "المحلي" فمسيرته الدولية مع منتخب مصر في 9 سنوات أنتجت 35 مباراة وسجل 7 أهداف. لماذا يلعب كرة القدم؟ وهل مروان "مش محظوظ" مع الأهلي. إذا عدنا للأرقام فأرقامه مع الفرق التي لعب لها متساوية. هكذا إنتاجه. وهذه صناعاته. وتلك طلته. وهذه مشيته. وربما يكون الأمر متطلباً لكثير من الأهداف والإنتاج في الأهلي. ليس لأنه الأهلي فقط. ولكن لأنه الأكثر هجوماً وتهديفاً وحصداً للبطولات عن أي ناد آخر. وهل يصلح مروان للأهلي؟ قالت التقارير الإخبارية إنه من فترة اقترب من الاستمرار مع ناديه لمدة موسمين مقبلين بعدما اتفق مسئولو النادي الأهلي معه على مد عقده لمدة موسمين إضافيين بخلاف الموسم المتبقي فى عقده الذي ينتهي في موسم 2023. وكذلك تم تصعيده للفئة الأولى بعد أن كان من ضمن لاعبى الفئة الثانية طوال الفترة الماضية ليتساوى مع رمضان صبحي "الذي خلع" مثلاً، والذي يساوي "عشرات من مروان". ووليد معلول وفتحي والشناوي والسولية ونفر من لاعبي الأهلي.

يا مروان لا تغضب ولا تحزن. ونم الليل. واحمل حقيبتك في الصباح. واذهب لنادينا. حبيبنا كل صباح ومساء. وتدرب مع زملائك. تدرب يا صديقي. فأمامنا نهائي إفريقيا لم يضع بعد. ضيعه. وإن أتتك الكرة اللعينة من "باجي" لا تقترب منها ولا تلمسها. فقد تكون "تسللاً" أو فاولاً. أو بعد لطشة كوع. أو بعد تدخل عنيف. وأنت بكل إنسانية ومثالية و"مفهومية" لا تتعامل معها ولا تفكر في هز الشباك. بل تفكر في جملة واحدة: لماذا مرر لي "باجي" ووليد وقفشة والسولية وحسين الشحات ومعلول هذه الكرة؟ لماذا مرورها وقد أكون متسللاً؟ أنت تسأل هذا السؤال ونحن نسأل كما يسأل الكاتب شريف أسعد: "لماذا يلعب مروان محسن كرة القدم؟ وأضيف عليه لماذا تلعب أنت ولماذا نحن هنا؟ لماذا نحن هنا؟ ننتظرك تحرز أهدافاً لماذا أنت ولماذا نحن يا مروان بيه".  


مواضيع متعلقة