وزير المغتربين اليمني: ندرس تجربة مصر في التصدي للهجرة غير الشرعية (حوار)

02:12 م | الأحد 23 أغسطس 2020

قال الوزير علوي بافقية وزير المغتربين اليمني، إنّه ناقش مع السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، في زيارته الأخيرة لمصر، مجموعة كبيرة من القضايا التي تتعلق بالتعاون المشترك وتبادل الخبرات في ملفات الهجرة والمغتربين وذلك في إطار المباحثات الثنائية بينهم

وأكد بافقية، في حوار خاص لـ"االوطن"، أنّ المباحثات تستهدف مزيدًا من التعاون الثنائي بين البلدين في عدد من الملفات المهمة، والتي تشير لقوة وعمق العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين، والتي تضرب بجذورها في عمق التاريخ.

وأوضح أنّ اللقاءات الثنائية تأتي استثمارًا لهذه الزيارة المهمة، وأنّ ملف المغتربين والمهاجرين يشهد تعاونًا مستمرًا بين الجانبين المصري واليمني خلال الفترات السابقة، إضافة لاستعراض التجربة المصرية في التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية والتي تلاقي إشادة عالمية، وإلى نص الحوار..

ما هي آخر المباحثات الثنائية مع السفيرة نبيلة مكرم خلال الزيارة الأخيرة لمصر؟

التعاون مع السفيرة نبيلة مكرم هو تعاون مثمر على الأصعدة كافة، خاصة أنّ هذا هو اللقاء الثاني معها، وهي متفهمة لجميع المطالب، وجرى طرح العديد من القضايا التي تخص الشعبين المصري واليمني، والاتفاق على تحقيق المصالح المشتركة، في إطار تسهيل أوضاع اليمنيين في مصر.

ومصر تعتبر دائما المقصد الدائم لليمنيين، ونعمل على أن يكون هذا هو المقصد الأساسي، في حالة البحث عن مكان للإقامة أو دراسة أو سياحة أو علاج، وبالفعل جرت مناقشة مع السفيرة نبيلة مكرم، لتسهيل الإجراءات التي تعيق هذه المقاصد، ونحن نعلم جيدا أنّ الشعب المصري مضياف، ونتمتع بنفس الثقافة واللغة، والجالية اليمنية من أكثر الجاليات التي بها نسبة تزاوج مع المصريين.

علاقة مصر واليمن تمتد جذورها في عمق التاريخ

ما هي المشكلات التي جرت مناقشتها في لقاء الوزيرة نبيلة مكرم؟

ناقشنا عددا من المشكلات، أهمها تسهيل تأشيرة اليمنيين إلى مصر، خاصة وأنّها مقصدا لهم، سواء في التعليم أو الإقامة، وعلى سبيل المثال أنا كوزير، أسرتي تعيش في مصر، وأبنائي يتعلمون في الجامعات في مصر، وأنا تعلمت في مصر أثناء عمل والدي سفيرا بها حتي سن العاشرة من عمري، لذا فأهم مشكلة تقابل اليمني هي الحصول على تأشيرة لفترة طويلة.

وتربطنا مع مصر علاقات تاريخية وروابط إخوة متينة، إذ تعد مصر أكثر رابع دولة من حيث هجرة اليمنيين، حيث يوجد نحو مليون يمني يعيشون هنا، كما أنّ لمصر نجاحات عدة في ملف المغتربين، ما يدفع لبحث التعاون المشترك وتبادل الخبرات في هذا الملف.

علوي بافقية: أفضل دراسة أولادي في مصر

حدثنا عن علاقتك بمصر ولماذا يدرس أولادك بها؟

- علاقتي بمصر علاقة ممتدة منذ كنت طفلا، وكان والدي يعمل سفيرا في فترة السبيعينات، ودرست بها منذ كنت في العام الرابع الابتدائي حتي الجامعة، ورغم انتقال والدي لفرنسا للعمل سفيرا بها، إلا أنّه رفض انتقالنا للدراسة هناك، واستمرينا بالدراسة في مصر، وأنا أفضل أن يدرس أولادي بها، فلدس 3 أبناء بالجامعات المصرية، وابن في المرحلة الابتدائية بمصر.

ما هي أهم المطالب التي طالبت بها للجالية اليمنية في مصر؟

أهم ما يشغل بال الجالية اليمنية في مصر أو اليمنين الوافدين بشكل عام، هو التأشيرة والإقامة، لذا طالبت وزيرة الهجرة بأن يكون تعامل اليمني مثل السوري او السوداني، بمعني أنّ المواطن السوري أو السوداني تكون إقامته بـ200 جنيه، لكن اليمني 1700، وحال تفعليها ستكون مبادرة جيدة.

هل ما زلت على علاقة بأصدقائك في مصر؟

للأسف الشيء الذي أفتقده هو الأصدقاء، لم أكون صداقات بسبب انتقالي من بلد لآخر، وقضيت فترة طفولتي في مصر حتى سن 17 عاما، ثم سافرت للكويت وانقطعت علاقتي بأصدقائي المصريين.

ما رأيك في الاستثمارات الجديدة بمصر؟

- الجالية اليمنية من الجاليات التي تستثمر في المجال العقاري وبتوسع كبير، وأنا أرى أنّها مكسبا للجميع، إذ لم يقتصر الاستثمار فقط على العقارات، لكن هناك استثمار في مجال المطاعم، ونسبة كبيرة من العاملين في هذه المطاعم من المصريين، فالعلاقة بين مصر واليمن هي علاقة ناجحة.

كيف تتم حماية الجيل الثاني والثالث من أبناء اليمن؟ وكيف يتم ذلك على أرض الواقع؟

- الاستفادة من تجربة مصر في التعامل مع الجيلين الثاني والثالث من أبناء المصريين بالخارج، والعمل على ربطهم بوطنهم الأم، ما يمثل تحصينا لهم من أي أفكار متطرفة قد تسيطر عليهم في ظل الظروف الراهنة، وكذلك تعامل مصر مع علمائها وخبرائها بالخارج من خلال سلسلة مؤتمرات "مصر تستطيع"، دليل قاطع على نجاح السياسات المصرية في هذا الصدد، كما أنّ الدول العربية ومنها اليمن، حريصة على الاستفادة منها.