الوساطة والمحسوبية.. حديث «المشير» تميز بالحزم والإصرار وكشف قدرته على التغيير

الوساطة والمحسوبية.. حديث «المشير» تميز بالحزم والإصرار وكشف قدرته على التغيير
اتفق عدد من الخبراء على أن وقف «الواسطة» داخل مؤسسات الدولة فى مصر يحتاج لاستراتيجيات وإجراءات صارمة، سواء على المدى البعيد أو القريب، مشيرين إلى تأكيد المرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى، فى ظهوره التليفزيونى الأول، أمس الأول، أنه لا يقبل «الواسطة» ويكره «المحسوبية»، وأنه لم يتوسط يوماً لأبنائه، مدللاً على ذلك بأن ابنه «حسن» تقدم لوزارة الخارجية مرتين، فيما كان هو وقتها مديراً للمخابرات الحربية ثم وزيراً للدفاع، فتم رفضه مرتين. وقال الخبراء إن صفات الانضباط والحزم التى كانت واضحة فى كلام «السيسى» تدل على قدرته على تغيير السياسات العامة داخل مؤسسات الدولة حال وصوله للرئاسة، وأنه سيتمكن من القضاء على «المحسوبية والواسطة»، خاصة أن هناك فئات اجتماعية كبيرة داخل المجتمع ترفضها.
الدكتورة سوسن فايد، مستشار علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث، قالت إن القضاء على «الواسطة» فى مؤسسات الدولة المختلفة سواء فى التدرج الوظيفى وإلحاق العاملين بها، كذلك أثناء تقديم الخدمات للمواطنين، خاصة فى المنشآت الخدمية، يحتاج إلى حزمة من الإجراءات والقرارات، سواء على المدى القريب بإصدار قوانين صارمة وتفعيل الرقابة على العاملين ووضع شروط محددة للخدمة أو الوظيفة، ومحاسبة من يتجاوزها، أو على المدى البعيد بالتأكد من تطبيق السياسات الجديدة باستمرار، والحرص على عدم الإخلال بها، وأن يكون المعيار الرئيسى فى التعيين هو الكفاءة والقدرة على القيام بالمهام الوظيفية، ومدى أحقية الفرد فى الحصول على الخدمة أو الدعم المقدم من الدولة على جميع المستويات المختلفة.
«سوسن» أوضحت أن شخصية «السيسى»، التى تتسم بالحزم والإصرار والقدرة على وضع السياسات، تأكدت فى ظهوره الإعلامى الأول كمرشح رئاسى، مؤكدة أنه سيحظى بالدعم الشعبى الأعظم، وقالت: شرائح عديدة داخل المجتمع المصرى ستؤيد وتدعم تحقيق خطوة المساواة فى الفرص، خاصة أن هناك الآلاف من المتفوقين دراسياً ومهنياً من أصحاب الكفاءات وكذلك أوائل الخريجين فى الكليات المختلفة، التى ضاع ولا يزال حقها ضائعاً يومياً بسبب «الواسطة»، كما يظهر خلال السنوات الأخيرة فى خروج العشرات من هذه الفئات للتظاهر للمطالبة بحقهم فى التعيين.
وقالت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن «السيسى» أراد أن يقدم نفسه للناس ليعرفوا من هو، ويعطيهم فكرة متكاملة عن حياته كرجل مصرى مسلم، وعندما تكلم عن حياته الأسرية وعن منطقة الجمالية التى تربى بها وعن الحياة الدينية التى عاش فى ظلها؛ فهو بذلك يرسم صورة أكثر وضوحاً عن كونه ليس فقط رجلاً عسكرياً، بل إنه رجل فى الأساس ملتزم، وشاعر بالمسئولية ومتفهم لتاريخ منطقة عريقة مثل الجمالية، عاش بها لفترة طويلة، وتربى على القيم العريقة سواء من وجوده فى هذه المنطقة التى تحمل هذا العبق من التاريخ والتراث، أو فى إطار مدرسة الوحدة الدينية والتى لا وجود فيها للعنصرية الزائفة، وهذا إن دل على شىء، فإنه يدل على أنه رجل نبيل ومتدين. وأضافت «خضر»: «لم يتكلم السيسى عن رغبته الشخصية فى أن تعود مصر إلى جمالها وأصالتها، وإنما هو تكلم بلسان كل الشعب الذى يريد القيم والأخلاقيات والأمان، فهو واحد ممن تربوا على عدم الابتذال وعلى الرقى السلوكى فعلاً وقولاً.
وتابعت «خضر»: «فيما يتعلق برؤيته الدينية، فنحن أمام إنسان مسلم وسطى ومعتدل، عاش فى مجتمع متجانس لا يفرق بين أبنائه، فهو مثلنا جميعا كمصريين نحرص على ألا نعتدى على دور العبادة، ووجود إسلام لا يعيق وجود أديان أخرى، وبجانب احترامه للدين، كان احترامه للتاريخ والأصول والعادات، فقدم لنا نموذجاً للمصرى الوسطى البعيد عن التطرف والغلو».
أخبار متعلقة
«السيسى».. جدل «الظهور الأول»
سياسيون: المشير أظهر صورة «رجل الدولة»
لغة الجسد: نجح فى السيطرة على الحوار واستخدم الدهاء
«الإخوان»: تصريحاته إقصائية وعدائية ولن نتوقف عن المظاهرات بالداخل والخارج
الأحزاب: مصداقيته ستزيد من شعبيته واكتسب المزيد من ثقة المصريين
الطب النفسى: ذكى ولماح وتحاور بطريقة محترفة
لفظ العسكر.. «التكتل»: إهانة للجيش و«6 أبريل»: من المعاجم
العلاقات الخارجية: سياسة «استقلالية القرار وتنويع الخيارات»
قيادات نسائية: يملك إرادة سياسية لوضع المرأة فى مكانتها الحقيقية
الكرافتة الزرقاء: ممكن تبقى «صدفة».. وممكن تبقى «دليل قوة»