رشدي.. أحد أضلاع مثلث الإبداع الذي اكتمل بـ"بليغ" و"الأبنودي"
رشدي.. أحد أضلاع مثلث الإبداع الذي اكتمل بـ"بليغ" و"الأبنودي"
صوت مصري أصيل، استطاع أن يعبر عن القرية والحارة المصرية بصدق، خاصة في الأغاني التي كتبها له الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، هو المطرب محمد رشدي الذي رحل في مثل هذا اليوم 2 مايو، بعد أن قدم عددا كبيرا من الأغاني المميزة مثل "عدوية" ، و"تحت الشجر يا وهيبة" ، و"ملحمة أدهم الشرقاوي" وغيرها.
ومحمد رشدي مولود في 20 يوليو 1928 بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، حفظ القرآن الكريم في كُتّاب القرية ثم جاء إلى القاهرة، والتحق بمعهد فؤاد الموسيقي. قدم أول أغنية هي "قولوا لمأذون البلد"، وفتحت له الإذاعة ميكروفونها غناءً وتلحيناً، فسجل للإذاعة ملحمة "أدهم الشرقاوي" ونجح نجاحا كبيراً.
شارك في التمثيل للسينما 6 أفلام، كما كون محمد رشدي وبليغ حمدي مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ثلاثيا فنياً عظيماً وكان هذا سبباً لبداية انتشار الأغنية الشعبية، كما غنى محمد رشدى أغاني دينية ووطنية في انتصارات حرب أكتوبر، و قدم في رمضان أغاني مسلسل "ابن ماجه" وسجل آخر البوم له بعنوان "دامت لمين".
في أحد اللقاءات بالتليفزيون المصري التي جمعت الأبنودي ومحمد رشدي، أكد الأبنودي على عمق علاقة الصداقة بينهما، والتى نشأت لتقارب نشأة الاثنين، وعن صوت رشدي، قال الأبنودي: "هو صوت من الأصوات الجميلة" ثم استدرك قائلا: "بل محمد رشدي من الأصوات الحقيقية، فهو حين يغني يبعث الريف، ويبعث حارتنا الشعبية الحقيقية، أقدر أقول أن محمد رشدي هو صوتي" وتابع الأبنودي: "ولولا وجود رشدي ما كتبت هذه الأغنيات".
وأوضح الأبنودي: حين سمعت صوته في "أدهم الشرقاوي" و"قولوا لمأذون البلد، أحسست أن إمكانياته أكبر من هذه الأغنيات، أى أن صوته أوحى لى بالأغنيات التي كتبتها له فيما بعد، وكان أول أغنية كتبتها لرشدى "تحت السجر يا وهيبة"، مؤكدأ أنه "ولولا وجود هذا الصوت في مصر، لما كنت كتبت هذه الأغنيات".
وعقب رشدي، قائلا: بظهور عبدالرحمن الأبنودي تحددت شخصيتي الفنية، وخلق لي لغة جديدة للغناء، وحين انضم إلينا بليغ حمدي اكتملت التجربة. كما رشدي خلال مسيرته، مجموعة من الأغاني المميزة منها: (عدوية، كعب الغزال، مغرم صبابة، عرباوي)، قبل أن يرحل في 2 مايو 2005 عن عمر يناهز 76 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
