السيدة زينب.. شهيدة بيت النبوة

السيدة زينب.. شهيدة بيت النبوة
السيدة زينب، بنت النبي وأمها خديجة الكبرى، وهي ثاني أولاده صلى الله عليه وسلم، ولدت بعد القاسم عليه السلام مولدها سنة ثلاثين من مولده صلى الله عليه وسلم، زوجها قبل البعثة لأبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس فلما بعث صلى الله عليه وسلم كلفه قومه فراقها فأبى، وكان يحبها ويحسن إليها، وأثنى عليه النبي، صلى لله تعالى عليه وسلم فقال: "إن أبا العاص حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي".
وأنجبت له زينب رضي الله عنها، عليا وأمامة وهي التي كان يحملها صلى الله تعالى عليه وسلم، في صلاته وورد ذكرها في حديث نبوي عن صلاة الفجر، ثم خرجت زينب من مكة مهاجرة إلى المدينة لما امتنع زوجها من المهاجرة، وأرسل معها ابن عمه كنانة بن عدي إلى المدينة، فعرض لهم رجال من قريش وهي راكبة على ناقتها، فخوفوها ودفعوها على صخرة، فوقعت زينب رضي الله تعالى عنها واهراقت الدماء، وتمرضت وقدمت إلى المدينة ولم يزل بها مرض من أثر تلك الوقعة إلى أن ماتت.
وخرج أبو العاص مع قريش محاربًا ضد المسلمين في غزوة بدر سنة 2 هـ، وبقيت زوجته السيدة زينب في مكة، وتم أسر أبوالعاص، وأرسلت زينب في فداءه بقلادة كانت لها من أمّها خديجة بنت خويلد، فتأثر النبي لذلك، وقال لأصحابه الذين أسروه: "إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتردُّوا عليها مالها فافعلوا"، فأطلقوا سراحه وردّوا مالها. واشترط النبي على أبي العاص أن يخلّي سبيلها ويأذن لها بالهجرة إلى المدينة المنورة، فوفّى بذلك.
وقدم زوجها أبو العاص، وأسلم فردها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، بالنكاح السابق في أصح الروايات، وقيل: بنكاح جيد، وكان صلى اله تعالى عليه وسلم يردف ولدها عليا خلفه يوم الفتح، وتزوج علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بنتها أمامة بعد وفاة خالتها فاطمة رضي الله تعالى عنها، وقتل عنها فتزوجها المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
وأجمع أهل السير على أن أولاد النبي: القاسم، ثم زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم ولد في الإسلام عبد الله فسمي الطيب الطاهر وكلهم من خديجة، رضي الله تعالى عنها، ثم ولد إبراهيم من مارية.
تُوفيت زينب في حياة النبي في عام 8 هـ الموافق 629 عن عمر يقارب الـ 29عامًا، ويُروى في سبب موتها أنّها مرضت بسبب ما تعرّضت له أثناء هجرتها إلى المدينة المنورة من إسقاط حملها، فلم يزل بها المرض حتى ماتت شهيدة الدعوة والهجرة النبوية.