"النبي إدريس وأبو الهول".. القصة الكاملة للجدل بين علي جمعة وزاهي حواس

04:56 م | الاثنين 27 أبريل 2020

"ما قيل في نبي الله إدريس عليه السلام، ورجحه بعض علماء المسلمين، مثل الشيخ محمود أبو الفيض المنوفي في كتابه "العلم والدين"، أن وجه تمثال أبو الهول في مصر، هو وجه سيدنا إدريس عليه السلام"، تصريحات أدلى بها الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال إحدى حلقات برنامج "مصر أرض الأنبياء" الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل على شاشة الأولى المصرية، أثارت جدلا بينه وبين عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، اعتبرها الأخير "تخيلات بعيدة عن العلم".

جمعة: أبو الهول موجود قبل الأهرامات وسيدنا إدريس ليس خوفو أو خفرع أو منكاورع

القصة بدأت بتصريحات الدكتور علي جمعة، خلال استضافته بالبرنامج، بأن الأثريين سلكوا مسلكًا آخرًا، وقالوا إن أبو الهول موجود قبل الأهرامات، وأن سيدنا إدريس ليس هو خوفو أو خفرع أو منكاورع.

وتابع جمعة: "الفراعنة كانوا يصورون مقدساتهم في صورة طائر أو حيوان أو أي كائنات أخرى، ولكن أبو الهول صوروه في شكل إنسان، وهو ما يتناسب مع كلمة المعلم الأول وحكيم الحكماء، وأن هذا النبي العظيم علّم البشرية أشياءً قبل الحضارة، معبرا بقوله "توجهي إن اسم إدريس جاي من الدراسة أي إدرس، وفي ناس قالوا إدريس جاي من أوزوريس".

نبي الله إدريس علّم الناس الزراعة والبناء وكان أول خياط وأول مصمم أزياء

وردًا على سؤال الإعلامي عمرو خليل، عما إذا كان من الممكن أن يكون النبي إدريس ملكًا لمصر في يوم من الأيام، قال الدكتور علي جمعة: "الغالب في الروايات الشعبية والروايات العلمية، أنه ليس هناك ما يرفض هذا، نعم المكانة العليا في هذا الوقت المبكر جدًا، قبل الطوفان كان للعلماء، وسر التحنيط لم نكتشفه إلى الآن، وحتى صناعة الهرم لم يكتشفها أحدًا، وكل هذه أشياء يبدو أنها بدأت من إدريس عليه السلام، لأنه عاش في مصر معلما وعلم الناس كل هذا".

نبي الله إدريس علّم الناس الزراعة والبناء، وكان أول خياط وأول مصمم أزياء، استكمل جمعة حديثه عن النبي إدريس عليه السلام، لافتا إلى أنه كان كلما خاط بغرزة من الإبرة سبح الله، فكان يرفع إلى السماء قدر فعل الخيرات من الناس في الأرض جميعًا.

حواس: ما قاله علي جمعة عن أبو الهول وسيدنا إدريس "خرافات"

ردًا على تصريحات الدكتور علي جمعة في برنامج "مصر أرض الأنبياء"، قال عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، إنه ليس هناك داعٍ ليتحدث مفتي الديار المصرية السابق عن الآثار، فهو رجل فقيه في الدين؛ لذا فإنه عندما تحدث عن الآثار، فقد تحدث بمعلومات عن الآثار لا تمت للعلم بصلة، بل معلومات رددها الكثيرون من مهووسي الآثار دون علم أو دراسة.

حواس:كل الأدلة العلمية تشير إلى أن أبو الهول يعود إلى عهد الملك خفرع

وقال عالم الأثار،"إذا تحدثنا عن الأدلة أولاً لدينا الأدلة الكاملة عن أن الملك زوسر هو الذي بنى أول هرم موجود لدينا، وأن الذي غيّر البناء من الطوب اللبن إلى الحجر هو إيموحتب العبقري، ولدينا أقدم بردية عُثر عليها إلى الآن وهي بردية وادي الجرف، والتي يتحدث فيها رئيس العمال "مرر" عن بناء هرم خوفو".

وعن أبو الهول أوضح الدكتور زاهي حواس أنه لا يعود، على حد قول الشيخ علي جمعة، إلى ما قبل عهد خوفو وخفرع وهذا خطأ فادح؛ لأن كل الأدلة العلمية تشير إلى أن أبو الهول يعود إلى عهد الملك خفرع، وأن نحته تم كي يظهره في شكل حورس وهو يتعبد إلى الإله رع.

واختتم حديثه: "أنا أحب الشيخ علي جمعة، وأقدره على المستوى الشخصي، لكن عندما يتحدث عن الآثار، فأقول له بصدق وقوة ووضوح، قف، وتراجع عن هذه الأقاويل غير العلمية والتي يرددها غير المتخصصين".