مرصد الإفتاء يحذر من تمدد داعش نحو جزر المالديف

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

مرصد الإفتاء يحذر من تمدد داعش نحو جزر المالديف

مرصد الإفتاء يحذر من تمدد داعش نحو جزر المالديف

ذكر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، في تقرير حديث له، إنّ تنظيم "داعش" بات يصعد اهتمامه بجزر المالديف عبر عمليات الذئاب المنفردة التي ينفذها عناصر تبايع التنظيم هناك، في محاولة جديدة من التنظيم للبحث عن موطئ قدم يتحرك من خلاله في تنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية.

وأشار تقرير المرصد إلى أنّه على الرغم من صغر حجم جزر المالديف الجغرافي، فإنها تعد أرضًا خصبة للجماعات الإرهابية، وهذا يعود إلى انتشار عناصر تؤيد تنظيم القاعدة وجماعة عسكر طيبة الباكستانية، ومع تصاعد العنف في سوريا بداية من عام 2013 سافر ما يترواح بين 50 و100 شخص إلى سوريا وانضموا إلى تنظيم جبهة النصرة سابقًا هيئة تحرير الشام حاليًّا، إضافة إلى الجيش السوري الحر.

وأوضحت تقارير أنّ جزر المالديف كانت من بين 4 دول في جنوب آسيا من المحتمل أن ينضم عناصر منها إلى تنظيم "داعش"، إذ قدّر عدد من سافروا بعد ذلك من جزر المالديف إلى سوريا والعراق نحو 200 شخص عام 2015، وهناك تقارير أشارت إلى تصاعد هذا العدد إلى 500 شخص وهو عدد كبير، إذ إنّ عدد المجتمع المالديفي لا يزيد عن 400 ألف نسمة.

وأوضح التقرير أنّ دعاية تنظيم "داعش" اتجهت مؤخرًا نحو استهداف مناطق أخرى جديدة لم يكن التنظيم سلط الضوء عليها بشكل كبير، إذ نشرت منصات التنظيم مطلع هذا العام إصدارًا يتحدث فيه 3 أشخاص، أشاروا إلى أنّهم سيعملون على استهداف قطاع السياحة في جزر المالديف لإضعاف الحكومة، كما شنّ تنظيم "داعش" في فبراير من هذا العام، هجوما إرهابيا قتل فيه 3 سائحين.

وفي العدد (230) من صحيفة النبأ الصادر بتاريخ أبريل من العام، أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف فيه زوارق تابعة للحكومة المالديفية، إذ أعلن أنّ العملية تمت بواسطة القنابل الحارقة.

وأفاد المرصد بأنّه في أغسطس عام 2015 كان تنظيم "داعش" نشر فيديو موجهًا إلى جزر المالديف، يدعو فيه المواطنين إلى الانضمام إليه، إضافة إلى توجيه تحذيرات للسلطات هناك لإطلاق سراح العناصر المؤيدة التي تم القبض عليها.

ةتشير تقارير إلى أنّ المقاتلين الذين التحقوا بصفوف التنظيم منذ ظهوره ينحدرون من خلفيات إجرامية تتعلق بعصابات النهب والجريمة ويبحثون عن فرص للتوبة، وهذا يرجع إلى أنّ دعاية التنظيم التي تبث إلى هؤلاء تقنعهم أن باب "التوبة" مقبول إذا شاركوا في "الجهاد".

وذكر المرصد في تقريره أن السلطات المالديفية تمكنت من إحباط عدد من الهجمات الإرهابية منذ عام 2017، وكشفت عن محاولات من قبل مؤيدين من التنظيم لنشر أفكاره وذلك في عام 2019 حيث ألقت السلطات القبض على شخص يدعى "محمد أمين" مسؤول عن تجنيد الشباب وإقناعهم بالانضمام إلى تنظيم داعش والسفر إلى سوريا والعراق، ويعتقد أنّه يحتل مركزًا مرموقًا فيما يعرف بـ"ولاية خراسان" التابعة لتنظيم داعش.

وفي ذات السياق، اعتبر رئيس البلاد الأسبق محمد نشيد، في سبتمبر 2019، أنّ خطر عودة مقاتلي تنظيم "داعش" إلى بلدانهم قد يشكل خطرًا على جزر المالديف نظرًا لوجود عناصر من التنظيم كانت تقاتل معه في مناطق انتشاره، إضافة إلى أنّه حذر من وجود شبكات للتجنيد ممتدة في معظم بلاد جنوب شرق آسيا مرروًا ببلاده.

وحذر المرصد من تصاعد اهتمام تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى بهذه المنطقة، خاصة أنّ هناك خطابًا إعلاميًّا مقدمًا من قِبل تنظيم داعش نحو هذه المنطقة في الوقت الذي يعتبر فيه المجتمع المالديفي على دراية كبيرة باللغة الإنجليزية، ما يسهل على التنظيم نشر خطابات بها، إضافة إلى وجود تقارير أخرى تتحدث عن تركيز مؤيدي تنظيم داعش على الإنترنت وعلى منصات التواصل الاجتماعي، بسبب أنّ غالبية المجتمع المالديفي لديه السهولة في الولوج إليه، إذ يتمتع الدعاة الراديكاليون المالديفيون بحضور عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل Facebook و Twitter و Instagram و YouTube و Flickr وغيرها.


مواضيع متعلقة