صيام رمضان في يد الأطباء.. "الإفتاء" تستعين بـ"طب عين شمس" لحسم الجدل

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

صيام رمضان في يد الأطباء.. "الإفتاء" تستعين بـ"طب عين شمس" لحسم الجدل

صيام رمضان في يد الأطباء.. "الإفتاء" تستعين بـ"طب عين شمس" لحسم الجدل

كشف الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوي بالدار، لـ"الوطن"، عن تشكيل لجنة طبية لدراسة الموقف الشرعي لعدد من الأمور الفقهية الإسلامية الخاصة بالمسلمين، في الفترة المقبل ومنها الصيام.

وقال عاشور: "سنعقد اجتماعا مع اللجنة الطبية، الأحد المقبل، واللجنة مشكلة من 4 أطباء كبار من كلية طب عين شمس، في تخصصات الصدر والأنف والأذن والحنجرة والمناعة والطب الشرعي، وستبحث تلك اللجنة عدة أمور منها صيام شهر رمضان، وهل هناك أي تأثير علي الصائم في ظل انتشار فيروس كورونا أم أن صيام لا يؤثر عليه في شيء، وبناء على الرأي الطبي سيجرى حسم أمر صيام شهر رمضان المقبل، ومن الذي لديه رخص للإفطار في ظل وباء كورونا".

وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعضو كبار هيئة العلماء، إنه حال نصح الأطباء بالإفطار في شهر رمضان، للوقاية من فيروس "كورونا"، سيتوجب اتباعهم، معلقًا: "القاعدة بتقول هطاوع الأطباء، لأنهم الأعلم بالواقع، لكن لا يجب استباق الأحداث".  

وأكمل جمعة، في تصريح له، أنه من الواجب، اتباع إرشادات الأطباء في حال تطلب الإفطار بشهر رمضان، للوقاية من فيروس "كورونا"، حيث ينصح الأطباء بالحرص على شرب المياه بشكل مستمر، لأن جفاف الحلق قد يعرض صاحبه للإصابة بفيروس "كورونا".

وأكد أن أتباع نصائح الأطباء، فيما له خطورة على حياة الإنسان، واجب ومخالفته حرام، مشيراً إلى أن من لم يُطاوع الأطباء، فيحتسب عند الله عاصيًا، فشأنه شأن المنتحر.

وتابع بأنه إذا كان الصيام في شهر رمضان، سيؤدي إلى إلحاق الأذى بالصحة، يصبح الصيام حرامًا، ويعاقب عليه العبد بدلًا من الثواب.

وقال الشيخ محمود شلبي أمين فتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صيام شهر رمضان، مكلف به كل مسلم بالغ عاقل، والمرأة إن لم يكن لديها عذر شرعي. 

وأضاف شلبي، في رده على سؤال حول الموقف من صيام شهر رمضان مع ظهور فيروس "كورونا": "المسلم مكلف بصوم شهر رمضان، طالما أنه لا يُوجد أي ضرر يلحق به كمن أمره الطبيب بضرورة أن يظل حلقه رطبًا لظروف حالته الصحية".

وتابع أمين الفتوى بأنه لا يمكن استباق الأحداث وتعميم حكم بعينه، مشيرًا إلى أن المؤسسات الدينية الرسمية من الأزهر الشريف، ودار الإفتاء بالطبع، ستصدر بيانات رسمية، إن ظهر جديد في الأمر.

وأجاب مركز الازهر العالمى للفتوى الالكترونية على سؤال ما حُكم صيام شهر رمضان في حال رأى الأطباءُ ضرورة بقاء فم الصَّائم رطبًا طوال اليوم؛ كإجراء وقائيّ من العدوى بفيروس كرونا المُستجد (كوفيد – 19)؟. 

وجاء رد المركز كالآتى: "إن كان الأمر سابقًا لأوانه؛ فإنه لا يجوز للمسلم أن يُفطِرَ رمضان إلَّا إذا قرَّر الأطباء وثبت علميًّا أن الصِّيام سيجعله عرضةً للإصابة والهلاك بفيروس كُورونا، وهو أمر لم يثبت علميًّا حتى هذه اللحظة. فقد حثَّ الإسلام على حِفَظِ النَّفس وصيانتها بكلِّ الطُّرق والسُّبل التي تدرأ عنها الهلاك، وتمنع عنها الضرر؛ ومن ذلك ما قعَّده الفقهاء من القواعد الوقائية في الشريعة الإسلامية بقاعدة (الدَّفع أقوى من الرَّفع): حيث قرَّروا فيها بأنه إذا أمكن رفع الضَّرر قبل وقوعه وحدوثه؛ فهذا أَولى وأفضل من رفعه بعد الوقوع، فهذا من باب العلاج الوقائي؛ لأنَّه إن أمكن علاج الأمر ودفعه قبل حدوثه فهذا يُجَنِّب المجتمع الأضرار والكوارث التي من الممكن أن تحدث إذا لم نُسرع بمعالجة الأمور".

وقد يثور هنا تساؤل ألا وهو: "هل من الأمور الوقائية كون الفم رطبًا دائما حتى لا يُصاب الشَّخص بعدوى فيروس كورونا المستجد؟ وهل يتوجَّب على المسلم الإفطار في رمضان كإجراء وقائي بترطيب فمه؛ ليحمي نفسه من العدوى بهذا الفيروس؟ والحقيقة، أنه لم يثبت علميًّا -حتى هذه اللحظة- كما جاء عبر الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية المكتب الإقليمي للشرق المتوسط، أنَّ شرب الماء من الإجراءات الوقائية من الإصابة بهذا المرض، فقد أجابت عن سؤالين عبر موقعها الإلكتروني مفادهما كما يلي:

السؤال الأول: هل شرب الماء يخفف من التهاب الحلق؟ وهل يقي من العدوى بمرض فيروس كورونا-2019 (كوفيد-19)؟ 

فأجابت: «من المهم شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم مما يحفظ الصحة العامة، ولكن لا يقي شرب الماء من العدوى بمرض كوفيد - 19». 

السؤال الثاني: هل تساعد الغَرْغَرَة بغسول الفم على الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد؟

 فأجابت: «لا، لا توجد أي بيِّنة على أنَّ استخدام غسول الفم يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد... هناك بعض العلامات التجارية لغسول الفم قد تقضي على جراثيم معينة لبضع دقائق في اللُّعَاب الموجود بالفم، لكن لا يعني ذلك أنها تقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد - 2019م». 

وعليه: فلا يجوز للمسلمين الإفطار في رمضان إلا إذا ثبت علميًّا أنَّ لعدم شرب الماء تأثيرًا صحيًّا على الصائمين؛ كإجراء وقائي لهم من الإصابة بهذا المرض بالإفطار في رمضان؛ فيرجع في حكم ذلك للأطباء الثِّقات وما يرونه؛ للحفاظ على صحة الإنسان، فهم أهل الاختصاص في هذه المسألة، وقرارهم مُلزِمٌ لكلِّ صائم مسلم بالإفطار من عدمه. وإذا أراد الصائم لأي سببٍ آخر أن يجعل فمه رطبًا، فقد سَنَّ له الإسلام المضمضة حال الوضوء، فيستعين بها على ترطيب فمه؛ شريطة ألَّا يُبالغ في ذلك؛ كي لا يدخل الماء إلى جوفه فيبطل صومه؛ وذلك لما جاء عن سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ:"هَشَشْتُ فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا، قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ مَضْمَضْتَ مِنْ الْمَاءِ وَأَنْتَ صَائِمٌ» قُلْتُ: لا بَأْسَ بِهِ، قَالَ: «فَمَهْ» [أخرجه أبو داود]، فقوله: «أَرَأَيْت لَوْ مَضْمَضْت مِنْ الْمَاء»: فِيهِ إِشَارَة إِلَى أن مجرَّد المضمضة حال الصوم ليس فيها شيء إذا لم يدخل الماء في جوف الصائم.  


مواضيع متعلقة