"إسراء" هزمت السخرية بروحها الحلوة.. والسورية "هيلا" اقتحمت عالم الكوميديا رغم التلعثم

كتب: غادة شعبان

"إسراء" هزمت السخرية بروحها الحلوة.. والسورية "هيلا" اقتحمت عالم الكوميديا رغم التلعثم

"إسراء" هزمت السخرية بروحها الحلوة.. والسورية "هيلا" اقتحمت عالم الكوميديا رغم التلعثم

خُضن حرباً شرسة ضد التنمر، منهن من ذاقت مرارة الكلمات اللاذعة والنظرات المليئة بالسخرية، وكأنهن يتدخلن فى إرادة الله، فكانت لليوتيوبر المصرية إسراء أحمد، نصيب الأسد، إذ تعرضت للتنمر بشتى طرقه ما بين التعليقات الساخرة والانتقادات على مظهرها، كونها واحدة من أصحاب الهمم وذوى القدرات الخاصة، وعبر مقطع فيديو لا يتعدى مدته 7 دقائق، طرقت «إسراء» عالم السوشيال ميديا والاندماج وسط ملايين المتابعين، سردت من خلاله مواقف عدة من التنمر الذى تتعرض له بكل أشكاله، كونها واحدة من ذوى الهمم والقدرات الخاصة، وحصد الفيديو 3 ملايين مشاهدة فى أقل من 3 أيام، رغم محاولة البعض تشويه صورتها من خلال التنمر مراراً، مدعين أنها تستغل حالتها الصحية فى استقطاب المتابعين، معللين رفضها مساعدات المتخصصين فى مجال التجميل، حتى تسنح لها فرصة فى الشهرة بشكل موسع.

وذكرت «إسراء» التى يطلق عليها جمهورها «صاحبة الروح الحلوة» تفاصيل بدايتها فى عالم السوشيال ميديا حتى تمكنها من إدراج اسمها ضمن المشاهير على مستوى الشرق الأوسط، قائلة «بدأت أولى خطواتى عام 2017، من خلال مقطع فيديو صغير».

تخطى عدد متابعى «إسراء» على حساباتها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعى 2 مليون متابع، ما أهلها للحصول على الدرع الفضى من إدارة موقع يوتيوب الشهير، فور بلوغها 100 ألف مشترك، إلى جانب توثيق حساباتها عبر موقعى «إنستجرام وفيس بوك»: «كانت الفيديوهات موجهة لفئة معينة غالبية الوقت، كون أصحابها يلجأون لطلب مساعدتى كلسان ناطق عنهم، وكنوع من تقديم دعم نفسى لهم» وفقاً لها.

بدأت «إسراء» مشاركة متابعيها فى شتى أمور حياتها، فدائماً ما تطلعهم على كل جديد، تقول: «على مدار 3 أعوام شاركت فى العديد من الندوات والمؤتمرات، حتى قررت دخول عالم الكتابة والتأليف من خلال (روح حلوة)»، الذى يحتوى على مواقف حياتية للتنمر الذى عاشته، والذى رفضه البعض كونها من ذوى الهمم وغير مؤهلة على المستوى الفكرى والصحى، ما جعلها تدخل فى دوامة وسيل من الانتقادات. الكتاب ذاته الذى جعلها محل السخرية والانتقاد، هو ما أهلها للفوز بمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعى، فى الفئة الفردية للثقافة ونشر الوعى داخل المجتمع تقديراً لجهودها فى مكافحة التنمر، والتكريم من قبل سمو الشيخ محمد بن زايد.

رغم صغر سنها التى لا تتعدى الـ24 عاماً، إلا أن المدونة والناشطة هيلا زياد غزال، التى تنتمى لأصول سورية حلبية، المعروفة فى مجال منشئى المحتوى على صعيد الوطن العربى وشمال أفريقيا، باسم «هيلا تى فى»، استطاعت إثبات جدارتها وكفاءتها وإدراج اسمها ضمن قائمة المشاهير والشخصيات ذات القيمة، رغم تنمر الكثيرين عليها كونها تتلعثم فى الكلام والنطق، حينما كانت فى مرحلة طفولتها. اختيرت «هيلا» شخصية العام الأكثر تأثيراً عدة مرات، تحت سن الـ40، وتقلدت منصب سفيرة برنامج التغير التابع للأمم المتحدة للتنمية المستدامة عام 2016، كأول عربية فى الشرق الأوسط، إلى جانب تكريمها فى مارس 2017 فى حفل جوائز النساء الأكثر إلهاماً فى دولة الإمارات، وواحدة من بين 50 امرأة مرشحة للفوز بالجائزة، كما اختارتها مجلة «فوربس»، ضمن أكثر 10 نساء عربيات تأثيراً على الإنترنت.

تحتل «هيلا» المرتبة الثانية ضمن قائمة «أقوى يوتيوب عربى»، إذ تقوم بتقديم مقاطع كوميدية ناقدة لبعض العادات فى المجتمعات العربية، واستطاعت أن تحقق انتشاراً واسعاً على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وروت «هيلا» تفاصيل بدء مشوارها فى عالم اليوتيوب والسوشيال ميديا خلال حديثها لـ«الوطن»: «أطلقت قناتى على اليوتيوب فى منتصف عام 2013، قمت بإطلاق قناتى الثانية (it›s Hayla)، استثماراً لنجاح وتخطى القناة الأولى ملايين المشتركين، ما جعلنى أتحمس للثانية والناطقة باللغة الإنجليزية والمحتوى المصاحب لها والموجه لمنطقة الولايات المتحدة، ويبلغ عدد متابعى عبر حساباتى على السوشيال ميديا أكثر من 8 ملايين عبر موقع إنستجرام».

استطاعت «هيلا» تسجيل حضور دولى فى عدد من المهرجانات والمؤتمرات العالمية، ولعل أبرزها مهرجان ليونزغيت إنترتاينمنت فى فرنسا فى يونيو 2016، ومؤتمر التكنولوجيا والمرأة فى بلجيكا فى العام ذاته: «كان أول عرض أزياء أشارك به فى يونيو 2015، وأسست علامة تجارية خاصة بى باسم (هيلا كوتور للأزياء)، وقدمت مجموعة من الإعلانات التجارية لعدة علامات»، وكان لها بصمة فى المجال السينمائى والتليفزيونى والمسرحى، وبلغ رصيدها التمثيلى فيلمين قصيرين شاركت بهما خلال عام 2014، ومسرحية واحدة و3 مسلسلات قصيرة خلال عامى 2016 و2017.

اليوتيوبر نور نعيم، المعروفة باسم «نور ستارز» تخطى عدد متابعيها عبر موقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام»، 6 ملايين، وعلى «يوتيوب» 13 مليون مشترك، لتحصد لقب أكبر يوتيوبر فى الشرق الأوسط، وبدأت فى بث قناتها على يوتيوب خلال عام 2014، تقول لـ«الوطن»: «بدأت أولى خطواتى فى عالم السوشيال ميديا فى نوفمبر عام 2014، عقب انتقالى للولايات المتحدة الأمريكية، وكانت أول مادة مصورة أشاركها عبر قناتى (نور ستارز)، بعنوان (ماذا يوجد فى جوالى)، الذى حصد ملايين المشاهدات، ما جعلنى أقدم على التوسع فى تقديم كل القوالب، كالفيديوهات الكوميدية الممتزجة بين النصائح التجميلية والتمثيلية إلى جانب إضفاء نوع من الفكاهة والتحديات المتنوعة، كتحدى (لو خيروك)»، ما أهلها للحصول على درع المائة ألف الفضى، لكونها أول فتاة عربية تصل إلى نصف مليون مشترك فى أغسطس 2015، ليزداد طموحها لنيل درع المليون الذهبى عام 2016، وفى العام ذاته أخذت المركز الـ47 فى مخطط «تيوبفلتر»، كأكثر 100 قناة اشتراكاً شهرياً وحصدت 350 ألف مشترك شهرياً. لم يقف طموح «نور» عند هذا الحد، فقد حققت شهرة واسعة وذاع صيتها، ما جعل مجلة فوربس تضع اسمها ضمن قائمة اليوتيوبر المشهورين فى الوطن العربى، وتحتل المركز الثانى على مستوى الشرق الأوسط، فى مايو 2017.

خصصت «نور» قناتها للفتيات، حيث تعمل على نقل تجاربها فى شتى الأمور لغيرها للاستفادة منها، فى صورة نصائح وإرشادات، كمقطع الفيديو الشهير الذى حمل عنوان «الزواج وغش الماكياج»، الذى حصد أكثر من 6 ملايين مشاهدة فى منتصف 2017: «كتير من الفتيات يعانين من عدم توفيقهن فى اختيار مساحيق التجميل، وهو ما جعلنى أقدم شرحاً كافياً ووافياً لهن فى هذا المجال».

سجلت «نور» حضوراً عالمياً فى فيديو يوتيوب «ريوايند»، الذى ضم ما يقارب 300 شخصية من جميع المجالات، لتعتبر الفتاة العربية الوحيدة التى تمت دعوتها من يوتيوب للمشاركة فى هذا العمل، فى ديسمبر 2017. حملت «نور» رسالة قوية من خلال قناتها فكانت اللسان الناطق عن اللاجئين فى العالم، وظهرت خلال ديسمبر عام 2018، بجانب اليوتيوبر السعودى «محمد مشيع»، إلى جانب مساهمتها وسعيها الدائم لتمكين المرأة فى العالم العربى، «كثيراً ما يحاول البعض استنزاف المرأة واستهلاك بريقها وهو ما أحاول من خلال قناتى بث روح القوة والتفاؤل فى ذاتها لمواجهة التحديات والانتصار على الأزمات».

"كاتى جرانت" صاحبة القدرات الخاصة تتحول إلى وجه إعلانى

الأمريكية كاتى جرانت، صاحبة الـ21 عاماً من عمرها، كانت دائماً تتمتع بالشغف بعالم الموضة والأزياء، تراقب العارضات فى مشيتهن وأحاديثهن لوسائل الإعلام، فهوت المجال وتمنت أن تصبح مثلهن، حينما تُصبح شابة يافعة، إلا أن حلمها سُرعان ما يفسد كونها لا تتمتع بقوام ممشوق مثلهن، وكونها مصابة بمتلازمة داون، لكنها لم تكن تعلم أن الحلم لم يكن مستحيلاً حتى أصبحت الوجه الدعائى لحملة «رولر لاينر»، وواحدة من عارضات الأزياء المحترفات، ولها ملايين المعجبين.

صدفة غيرت مجرى حياة «جرانت»، عندما شاهدها ممثل شركة «Benefit»، للمرة الأولى خلال مقطع فيديو وهى تتحدث عن حلمها بأن تصبح عارضة أزياء، وعلى الفور وقع فى حبها، منذ الوهلة الأولى حرص على ضمها لطاقم عمل الشركة خلال صيف 2018، وذكرت كواليس بدايتها لـ«الوطن»، قائلة: «بدأت حياتى المهنية مع وكالة الإعلانات (ليو بورنيت) فى شيكاغو، كجزء من برنامجى التدريبى لإدارة الحسابات، ثم انضممت للعديد من الشركات الأخرى، حتى أدرت حسابات بعدة ملايين من الدولارات، والتى امتدت لـ7 أشهر، عبر البلدان النامية فى شمال أفريقيا وآسيا».

تركت «جرانت» حياتها المهنية فى مجال الإعلان، لمتابعة حياتها المهنية التى تبنتها للمساعدة فى القضاء على الفقر حول العالم، «فى أغسطس 2018، تصدرت عناوين الأخبار عندما أصبحت أول فتاة من متلازمة داون تفوز بمهرجان دولى للتجميل، وأدركت مدى رسالتى فى منح ذوى الاحتياجات الخاصة أملاً ودافعاً للانخراط فى المجتمع».

ملايين من الرواد يتابعون «جرانت» خلال حساباتها المختلفة، ويشيدون بجمالها ورقتها وبساطة تعاملاتها، فبلغ عدد متابعيها عبر حسابها على «إنستجرام»، أكثر من 3 ملايين متابع، واختتمت حديثها: «أحاول بث روح الأمل فى نفوس الكثيرات من ذوات الهمم وأنهن قادرات على إثبات أنفسهن مقارنة بغيرهن».

اقرأ أيضًا:

"إنفلونسرز" أقوى من التنمر

الفاشونيستا "أليس داليساندرو": دخلت عالم الأزياء لنشر ثقافة "البدينات هن الأفضل"

العارضة السودانية "إليك ويك": خرجت من أحضان الفقر والحرب إلى عالم الموضة


مواضيع متعلقة