ممثل أم طفل صغير؟.. حقيقة فيديو التنمر وتعاطف المشاهير معه

ممثل أم طفل صغير؟.. حقيقة فيديو التنمر وتعاطف المشاهير معه
"أريد أن أقتل نفسي، أريد فقط أن أطعن نفسي في القلب.. أريد أن يقتلني أحدهم".. كلمات تضمنتها مقطع فيديو نشرته والدة الطفل الأسترالي "كوادن"، لترسل رسالة إلى العالم وتحذر من تأثير التنمر والبلطجة على الأطفال، حيث عاد طفلها من المدرسة باكيا إثر تنمر أحد زملائه به، و"حولته البلطجة إلى طفل ذي أفكار انتحارية".
وانطلقت حملة ضد الطفل على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفينه بالمحتال والنصاب، وأنه ليس في عمر التاسعة كما يدعي هو ووالدته، بل يبلغ من العمر 18 عاما، وهو ممثل وأراد أن يكسب المزيد من الأموال من تعاطف الناس مع حالة التقزم التي أصيب بها، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
فيديو التنمر
وتعود بداية القصة إلى يوم الأربعاء الماضي، حيث نشرت السيدة ياركا بايلز والتي تعيش بمنطقة " بريسبان" الأسترالية، مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، لطفلها ذو التسعة أعوام "كوادن"، حيث عاد من المدرسة باكيا وأثناء ركوبه سيارة والدته، ظل يبكي متوسلا لها أن تعطيه حبلا يقتل نفسه به بعد تعرضه للتنمرالشديد من زملائه بسبب شكله، أو يطعن نفسه في القلب لإنهاء المعاناة والحياة المأساوية التي يعيشها، وفقا للصحيفة.
وقالت "ياركا" أن ابنها مصاب بأحد أنواع التقزم ويعرف باسم "الأوجان الغضروفي"، في مقطع الفيديو الذي بلغت مدته خمس دقائق: "التقطت للتو ابني من المدرسة، وشهدت حلقة تنمر، وأريد أن يعرف الناس أن هذا هو تأثير البلطجة، لذا هل يمكنكم تثقيف أطفالكم وعائلاتكم وأصدقائكم لأن كل ما يتطلبه الأمر هو حالة أخرى من التنمر، ونتساءل لماذا يقتل الأطفال أنفسهم"، وأضافت: "هذا هو التأثير الذي يحدثه التنمر على طفل يبلغ من العمر تسع سنوات يرغب فقط في الذهاب إلى المدرسة، والحصول على التعليم والمتعة، لكن في كل يوم يحدث شيء ما، تنمر آخر، بلطجة أخرى، حلقة لا تنتهي".
شائعة الممثل "كوادن"
ونشر حساب يدعى "كوادوس" أوهم الجميع أنه الحساب الرسمي "كوادن"، تغريدات خاطئة زعمت أن "كوادن" في الواقع رجلًا يبلغ من العمر 18 عامًا ، وليس تلميذا في المدرسة الابتدائية في التاسعة من عمره، الأمر الذي تسبب في موجة واسعة من الدهشة والغضب.
وطالب الحساب المزيف "كوادوس" التبرع بالأموال واضعا رابط التبرع، فيما نشرت إحدى النساء صورة لـ"كوادن" في حفل عيد ميلاده الثامن عشر مدعية أنه كان بالغًا بالفعل، إلا أن الأمر تم نفيه وأن الحفل كان لشخص آخر وتصادف أن الطفل الصغير كان من بين الحضور، حسبما ذكرت "ديلي ميل".
حقيقة عمر الطفل الصغير
وانتقدت "بايلز" والدة الطفل نظريات المؤامرة التي انطلقت ضد ابنها، مؤكدة أنه مجرد طفل صغير ولم تطلب من أحد جمع الأموال له، بل كل ما طلبته هو التوعية بتأثير التنمر على الأطفال، قائلة: "نعم، هو تسعة أعوام فقط، التقزم ليس مزحة، هل هو عارض أزياء أو ممثل كما يدعى البعض؟.. لا هذا غير صحيح".
وأكدت سيدة عرفت "كوادن" منذ الصغر، قبل ظهور الفيديو، صحة ما كتبته "ياركا"، قائلة :" أنهم غارقين في البلطجة وغاضبين منها، وأنا أفهمها على أكمل وجه، لم تطلب أبدا المال".
ونشرت والدة "كوادن" صورة في ملفها الشخصي على فيسبوك، تظهره وهو رضيع، وتعود لعام 2012، وهو ما يدحض أيضًا الادعاء بأنه شخص بالغ، وعلقت على الصورة في ذلك الوقت قائلة: "الرجل الصغير يبلغ آلان 15 شهرا".
وتداول رواد السوشيال ميديا، إشاعة أخرى قالت إن "كوادن" أراد قتل نفسه بعد الكشف عن ملفه الشخصي ببرنامج "startnow"، وهو الأمر الذي نفته الأم تماما مدعمة صحة موقفها بصورة طفلها الصغير البالغ من العمر 9 أعوام وهو يجلس داخل سيارتها، بالإضافة إلى ما كتبته على ملفها الشخصي بفيس بوك في عام 2012.
دعم المشاهير للطفل
ومنذ مشاركة الفيديو الذي بلغت مشاهدته حوالي 4 ملايين مشاهدة، أرسل لها العديد من الأشخاص والمشاهير رسائل دعم وحب، وبين بينهم أباء يتطلعون إلى أن يكونوا قلمًا طويل المدى لكوادن، كما دعا فريق "Indigenous All Stars NRL"، الطفل الصغير للظهور مع اللاعبين بالملعب يوم السبت المقبل.
وقال لاعب الكرة لاتريل ميتشل، الذي ارتدى قميص جنوب سيدني رابيتوهس بعد توقيعه مع النادي لموسم 2020، إنه يتطلع لرؤية "كوادن" وإخباره أن الفريق بالكامل إلى جانبه، "أردت فقط أن أتمنى لك كل الخير يا كوادن، نحن نعلم أنك تمر بوقت عصيب في الوقت الحالي ونحن هنا لدعمك، نريد فقط التأكد من أنك بخير".
ورصد الممثل الكوميدي براد ويليامز أكثر من 30 ألف دولار لإرسالها لكوادن، إذ يعاني هو أيضا من نفس المرض، مؤكدا أنه يريد إرسال الطفل الصغير ووالدته إلى "ديزني لاند" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وأنه لن يصمت على البلطجة، مضيفا "أنه طفل رائع حقا"، كما تعاطف النجم هيو جاكمان وجيفري دين مع "كوادن"، مؤكدين دعمهما الكامل له، عبر مقطع فيديو عبرا فيه عن إعجابهما به وحبهما له.