زاهي حواس يتحدث عن نكتة من عهد الفراعنة: ورثنا من الأجداد خفة الدم

زاهي حواس يتحدث عن نكتة من عهد الفراعنة: ورثنا من الأجداد خفة الدم
- زاهى حواس
- العالم زاهى حواس
- الحضارة الفرعونية
- الفراعنة
- زاهى حواس
- العالم زاهى حواس
- الحضارة الفرعونية
- الفراعنة
قال الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصري، إنّ خفة دم المصريين جاءت كتراث فرعوني، إذ عثر علماء الآثار على العديد من الرسومات الهزلية ممثلة على أوراق البردي وكسر الأحجار والفخار من الحضارة الفرعونية القديمة.
وأضاف حواس، خلال مقالة في جريدة "الشرق الأوسط"، أنّ الرسوم ذات الحس العالي من الفكاهة، أو ما يمكن تسميته بـ"النكتة المصورة"، أنتجها الفنان المصري ذاته الذي أبدع لنا روائع أعمال الفن المصري القديم على جدران المعابد والمقابر، واستغل الفنان المصري القديم أوقات فراغه في تنفيذ مثل هذه الأعمال الهزلية، خاصة المصورة على الحجارة والفخار، وهذه الرسوم ما هي إلا طريقة هزلية يعبر الفنان من خلالها عن الأوضاع الخاطئة في مجتمعه، إضافة إلى الأحداث الطريفة التي تفاعل معها الفنان نفسه وأراد التعبير عنها ونقلها للآخرين في صورة فكاهية طريفة.
وتابع حواس، أنّ هذه الرسوم تتشابه إلى حد كبير مع فن الكاريكاتير حاليا، رغم أنّها جاءت خالية من النصوص التي تفسرها، ومن أطرف الأمثلة التي وصلتنا عن فن الكاريكاتير في مصر الفرعونية، أو ما يطلق عليه الرسم الهزلي، مشهدا يصور مجموعة من الفئران تشكل جيشا وتهاجم حصنا للقطط، فنرى الفئران وهي ترشق الحصن بسهامها، بينما تسير مجموعة أخرى من الفئران بطريقة عسكرية وكل فأر يحمل درعا وبلطة ويسير في اتجاه الحصن، ويقود جيش الفئران فأر عظيم الحجم يركب عربة حربية تجرها كلبتان، بينما وقف الفأر القائد داخلها يرشق حصن القطط بسهامه، ليس هذا فقط بل إنّ الفئران أحضرت معها سلما لتصعد عليه إلى داخل هذا الحصن.
وتابع حواس أنّ الرسم الهزلي ببساطته عبّر بصدق عما آلت إليه مصر في فترة من فتراتها الحاكمة، إذ دخلها عدد كبير من الأجانب الآسيويين، وانتشر نفوذهم داخل البلاد حتى أصبح أهلها غرباء، وأصبح الوافدون يعملون كأنّهم أصحاب البلاد، وهكذا عبّر الفنان عن أهل مصر بالقطط التي استكانت حتى ضعفت وأصبحت عرضة لمهاجمة الفئران، وهم الأجانب.
وزاد: "نستطيع أن نستخلص أيضا من هذا الرسم الهزلي، أنّ الفنان المصري القديم استخدم الرمزية في التعبير عن الأحداث السياسية التي تمر بها بلاده، وهو هنا سبّاق في هذا النهج الذي لا يزال إلى يومنا هذا يتبع في كثير من البلدان ذات الظروف السياسية الخاصة التي قد لا تتيح للفنان التعبير بحرية مطلقة عن أفكاره".