زاهى حواس: يجب إدراج مسئولية مصر أدبياً عن آثارها فى الخارج

كتب: رضوى هاشم

زاهى حواس: يجب إدراج مسئولية مصر أدبياً عن آثارها فى الخارج

زاهى حواس: يجب إدراج مسئولية مصر أدبياً عن آثارها فى الخارج

قال الدكتور زاهى حواس، خبير المصريات وزير الآثار الأسبق: إن حريق «متحف البرازيل» يوم حزين للحضارة، مطالباً بتشكيل لجان لمتابعة المتاحف العالمية دورياً، وأن تكون مصر مسئولة أدبياً عن الرقابة على آثارها الموجودة فى الخارج لمواجهة أى عبث يلحق بها. وقال «حواس»، فى حوار لـ«الوطن»، إن «الآثار المصرية كانت تباع بشكل رسمى، وبسندات بيع حتى سبعينات القرن الماضى، وكان هناك منفذ لبيع الآثار بالمتحف المصرى بالتحرير». وإلى نص الحوار:

كيف استقبلت خبر تفحم متحف البرازيل؟

- يوم حزين فى عالم الآثار سواء للأثريين أو العاملين فى المتاحف، أو لأى مهتم بالحضارات، فتلك هى المرة الأولى التى ينشب فيها حريق بهذا الشكل فى متحف من المتاحف.

{long_qoute_1}

أليس غريباً عدم تأمين المتحف ضد الحريق؟

- اشتعال النيران لمدة سبع ساعات يدل على أن البرازيل لم تتخذ أى إجراءات حماية للحفاظ على المتحف ضد مخاطر الحريق، وهو ما كان سبباً فى تفحم عشرات، بل مئات القطع الأثرية العامة، منها نحو 700 قطعة أثرية تعود للحضارة المصرية من العصر القديم إلى البطلمى، وقد زرت هذا المتحف منذ خمس سنوات ووجدت أنه يحوى مومياوات وتماثيل، كما أن من أهم القطع تابوت حجرى بديع الصنع يرجع للأسرة الـ26، حيث أهداه الخديو إسماعيل، للإمبراطور فيدرو الثانى، وهو تابوت لمطربة مصرية فرعونية.

وهل اطلعت على حالة الآثار المصرية بعد الحريق؟

- بشكل رسمى لم تصلنا أى أنباء، لكن جميع التقارير الإعلامية الواردة من البرازيل تؤكد أن جميع القطع المصرية الموجودة فى المتحف دُمرت تماماً.

وكيف وصلت آثارنا إلى متحف فى البرازيل يبعد عنا آلاف الأميال؟

- المتحف عمره 200 سنة، ووصلت إليه الآثار بطرق مختلفة، منها مجموعة من مهرج السيرك بلزونى، الذى زار مصر فى إحدى رحلاته، ونقب فى «جبانة طيبة»، وعثر بداخلها على قطع أثرية مهمة، ووصلت تلك القطع إلى العديد من المتاحف، ومنها متحف البرازيل الوطنى، وفى هذا الوقت كان من حق أى منقب بيع ما يجده من آثار.

{long_qoute_2}

عقب حريق المتحف بالبرازيل، زاد الخوف على مصير آثارنا بالداخل.. فكيف وضع الحماية المدنية فى متاحفنا ومخازننا؟

- عقب ثورة يناير، واقتحام المتحف المصرى، وحريق مبنى الحزب الوطنى الملاصق للمتحف، قمنا بتأمين متاحفنا بشكل كامل، وعمل إجراءات الحماية المدنية فى جميع المتاحف المصرية، وحاولت عمل إدارة للحماية المدنية، لكن ذلك كان صعباً فى ذلك الوقت، وأتمنى من وزير الآثار الدكتور خالد العنانى أن يصدر قراراً لعمل تجربة حريق يشرف عليها الأمن القومى، لضمان حماية المتاحف، فحريق البرازيل يجعلنا ننتبه إلى أمرين، أولهما: حال المتاحف، وثانيهما: المسئولية الأدبية عن آثارنا فى الخارج.

ما معنى أن نكون مسئولين أدبياً عن الآثار؟

- فى 2009، حاول مدير متحف برلين وضع جسم تمثال لرأس نفرتيتى عليه، ووقتها قُدنا حملة لوقف هذا الهراء، وقلت ليس معنى أن رأس نفرتيتى لديكم ألا يكون لنا وصاية أدبية عليها، بمعنى أن يكون لنا الحق فى وقف أى عبث بآثارنا ومراقبة المتاحف الكبرى دورياً، خاصة أن هناك متاحف كاللوفر وبرلين وغيرها تحوى أكثر من 30 ألف قطعة أثرية مصرية.

{long_qoute_3}

ما يحدث للآثار فى الخارج ألا يجعلنا أصحاب حق فى استعادتها؟

- كل تلك الآثار خرجت بطريقة شرعية، سواء عن طريق الإهداء من مصر قبل قانون الآثار، أو «قسمة البعثات» وقت أن كان مسموحاً للبعثات باقتسام ما تجده مع مصر، كما أن مشكلة الآثار المصرية أنها كانت تباع بشكل رسمى حتى السبعينات، وأثناء اطلاعى على مخطوطات المتحف المصرى، وجدت أن بنك القاهرة الذى يوجد فى واجهة المتحف، كان يسمى «صالة البيع»، فنحن كنا نبيع الآثار أمام متحف التحرير، وتوجد سندات بيع لآثار تم شراؤها من تاجر مصرى بـ2 جنيه مصرى، وهذا هو المقيد بالسجلات، وحتى فترة زمنية معينة كان القانون لا يمنع بيع الآثار، فهناك قطعة آثار تم رصدها والمسجل فى الورق الخاص بها أنه تم شراؤها من متحف التحرير قبل قانون الآثار، وكانت الآثار تصدر بشهادات تصدير رسمية.


مواضيع متعلقة