الزراعيين: تكليفات رئاسية لإطلاق أكبر مشروع لغابات المانجروف

الزراعيين: تكليفات رئاسية لإطلاق أكبر مشروع لغابات المانجروف
قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ومدير مشروع استزراع غابات المانجروف بالبحر الأحمر الذي تموله أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بوزارة البحث العلمي، بالتعاون مع وزارتي الزراعة ممثلة في مركز بحوث الصحراء، والبيئة ومحافظة البحر الأحمر، إنّ مصر لديها خطة طموحة للتوسع في غابات المانجروف بإطلاق أكبر مشروعات لهذه الغابات على سواحل البحر الأحمر، للمساهمة في تحقيق قيمة اقتصادية تجنيها الدولة من هذه الغابات وتحسين الأوضاع البيئية في المنطقة لصالح السكان المحليين ومواجهة مخاطر التغيرات المناخية.
وأضاف خليفة في تصريحات صحفية، أنّه جار تنفيذ مشروع لإكثار والتوسع في مساحات المانجروف بساحل البحر الأحمر، كأحد تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكثيف مشروعات السياحة البيئية، والاستفادة من المحميات الطبيعية في تحقيق هذه الأهداف، موضحا إقامة 4 مشاتل لإكثار غابات المانجروف بمناطق سفاجا – حماطة – شلاتين بمحافظة البحر الحمر، ومحمية "نبق" بمحافظة جنوب سيناء لإنتاج نحو 25 ألف شتلة مانجروف في العروة الواحدة بمعدل عروتين سنويا، بإجمالي 300 ألف شتلة خلال فترة المشروع بإجمالي مساحة مستهدفة تصل إلى 500 فدان.
وأوضح أنّ التوسع في زراعة أشجار المانجروف علي ساحل البحر الأحمر، يهدف لتعظيم إمكاناتها الاقتصادية والبيئية والسياحية التي تنعكس على الاقتصاد القومي، وتشكل أحد أركان تطبيق البحوث العلمية في هذا المجال الواعد الذي يشكل أيضا أحد الخطط الطموحة للدولة لتنمية شواطئها والاستفادة من الميزة النسبية للبحوث في تحقيق التنمية المستدامة.
وشدد مدير مشروع استزراع غابات المانجروف على أنّه يأتي كأحد أدوات التنسيق بين العديد من الوزارات، وبينها وزارت الزراعة والبيئة والبحث العملي للمساهمة في تحقيق خطط الدولة في التنمية المستدامة والحد من مخاطر التغيرات المناخية علي مصر وخاصة في المناطق الواعدة سياحيا بالبحر الاحمر.
وأشار إلى أنّه يمكن الاستفادة من مشروع تنمية غابات المانجروف، لأنها تعد أحد المراعي المتميزة لتغذية النحل، لإنتاج أفخر أنواع عسل النحل في العالم والأغلي من ناحية القيمة الغذائية، فضلا عن أنّه الأعلى سعرا في الأسواق الدولية، موضحا أنّ إقامة مناحل في هذه الغابات يوفر فرص عمل جديدة و تسويق منتجات المشروع وإنتاج عسل ذات مواصفات قياسية من غابات المانجروف بعيدا عن الملوثات والمبيدات و يساهم في الحصول علي منتجات عالية القيمة مثل حبوب اللقاح وانتاج الغذاء الملكي وانتاج طرود النحل وانتاج الملكات العذارى من ذوي الأسعار المتميزة.
ولفت نقيب الزراعيين إلى أنّه رغم الاستخدام المباشر لأشجار "المانجروف" في مصر، لايزال محدودا حاليا لكن الاستخدام غير المباشر مثل الخدمات البيئية والسياحة البيئية موجود بشكل واضح نسبيا، مشددا على أنّ المنطقة تحتوي على أهم الانظمة البيئة التي يمكنها تغيير خريطة البيئة إيجابيا في حالة مواصلة التوسع في إقامة غابات المانجروف.
وقال خليفة، إنّ التوسع في المشروع يساهم في الحد من مخاطر التغيرات المناخية، ويحول منطقة سواحل البحر الاحمر إلي أحد أهم الوجهات السياحية والبيئة، خاصة مع ارتباط المشروع بتحسين الأوضاع البيئة لأحد القري الريفية للصيادين والعاملين بمشروع زراعات المانجروف.
وأضاف، أنّ المشروع يعمل كمنطقة عازلة بين المنظومات الأرضية والبحرية ويحافظ علي الشاطئ ويحميه من التآكل، إضافة للحماية من الغمر الناتج من ارتفاع مستوى سطح البحر وعن طريق ارتباط المانجروف بكائنات أخرى مثل أعشاب البحر والشعاب المرجانية، ويلعب المانجروف دورا مهما في الحفاظ على الاستقرار والاتزان البيئي، موضحا أنّ الميزة النسبية لزراعة أشجار المانجروف تكمن في أنّه ينمو علي الصخور المرجانية الساحلية وفي الشقوق والفجوات الموجودة بالصخر ويحتل المانجروف دلتاوات الوديان، حيث تتراكم الرواسب المحمولة بمياه الأمطار.
وأوضح خليفة أنّ بيئة المانجروف ترتبط بوجود الكائنات الحية من النباتات والحيوانات المصاحبة، وبالتالي تعتبر مخزون للمادة الوراثية، حيث تعد أشجاره مأوي للطيور وللعديد من الحيوانات البحرية والارضية، كما أنّه يحمي الشواطئ من التآكل ومن ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض.
ولفت إلى أنّ وجود المانجروف يؤدي إلى الحد من الملوحة الزائدة وتصل درجة الملوحة للأراضي التي ينمو فوقها المانجروف لنحو 50 جزءا في الألف، بينما تزداد بشكل مفاجئ في الأراضي المجاورة مباشرة لنحو أربعة أمثال هذه القيمة وتتخلص أشجار المانجروف من الملوحة عن طريق الإفرازات والتخلص من الأوراق المسنة والأعضاء المشبعة بالإصلاح.