نقيب الزراعيين: نخطط لتحويل البحر الأحمر عاصمة لغابات المانجروف

نقيب الزراعيين: نخطط لتحويل البحر الأحمر عاصمة لغابات المانجروف
افتتح الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، نيابة عن اللواء أحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر، ورشة عمل تدريبية لطلاب الجامعات، على إعادة التأهيل البيئي لغابات المانجروف، والتوعية بالأهمية الاقتصادية لأشجار المانجروف والتدريب على استزراع هذه الأشجار، بحضور الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، والدكتور أحمد الخولي، استشاري مشروع زراعة المانجروف في البحر الأحمر، والذي تدعمه أكاديمية البحث العلمي التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وقال الدكتور سيد خليفة إن المشروع يساهم في توفير فرص العمل وتشكيل مجتمع عمراني كبير لتقليل حجم البطالة في المحافظة، مضيفا أنه وفقا للإحصائيات المؤكدة تبين أن 85% على الأقل من إجمالي السائحين الأجانب الوافدين من مختلف دول العالم للبحر الأحمر يقومون برحلات غطس من أجل التمتع بالكائنات البحرية الموجودة في منطقة البحر الاحمر.
وأضاف "خليفة"، ان المشروع ساهم في إعادة تأهيل 6 مواقع على ساحل البحر الأحمرمنها ثلاث مناطق في القلعان وحماطة جنوب مرسى علم، وثلاث مواقع جنوب سفاجا، موضحا إنه تم انشاء عدد 2 صوبة لاكثار أشجار المنجروف في سفاجا وحماطة، وتم استزراع 30 ألف شتلة من أشجار الشورة، وعدد 18 ألف شتلة من أشجار القندل في المواقع المختارة.
ولفت "خليفة"، إلى أن أشجار المانجروف تعد بيئة مناسبة لمعيشة وتغذية وتكاثر الأسماك الاقتصادية والمهمة في البحر الأحمر مثل أسماك "المرجان، البوري، السيجان، القاصة، البياض، سرطان البحر، الأنشوجة، النهاش"، كما أن بيئة المانجروف المائية تناسب معيشة الأنواع المهددة بالانقراض كعروس البحر، السلاحف البحرية، أسماك الراية، موضحا أن أشجار المانجروف، تلعب دورا مهما في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية القريبة، والحشائش البحرية التي هي أيضا مناطق صيد تجارية هامة.
وجدد نقيب الزراعيين مطالبه، بتنفيذ مشروع قومي للتوسع في زراعة غابات المانجروف بامتداد سواحل البحر الأحمر على خليج السويس وجنوب سيناء، للمساهمة في زيادة الدخل القومي والإنتاج السمكي والترويج السياحي ومواجهة تآكل هذ السواحل، وحماية الاستثمارات السياحية والمناطق العمرانية بهذه المناطق، فضلا عن تحملها الظروف البيئية غير المناسبة مثل ملوحة المياه والتربة والملوثات الأخرى.
وشدد "خليفة"، على أهمية تطبيق ضوابط صارمة لتنفيذ المشـروعات السـياحية والمجتمعات العمرانية علـى سواحل البحار غير المدروسة، والحد من المخلفات الناتجة عن النشاطات البحرية، المرتبطة بحركة السفن، والرعي الجـائر، ونقص التوعية بأهمية ودور المانجروف، موضحا أن أشجار المانجروف من أكثر المناطق جذبا للسياحة والسياح، فهي تحتوي على أشجار المانجروف البديعة، وكذلك الحياة البحرية المتنوعة (الطيور، السرطانات)، والنظم البيئية الأخرى المجاورة لأشجار المانجروف، والمتكاملة معها مثل (المستنقعات المالحة والشعاب المرجانية والحشائش البحرية).
من جانبة قال اللواء أحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر، في كلمته للمشاركين في ورشة العمل، إن المشروع يستهدف في المرحلة القادمة الامتداد والتوسع في استزراع أشجار المانجروف على ساحل البحر الأحمر وحتى مدينة الغردقة، وذلك بدعم مالي من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، للاستفادة منها في إعادة التوازن البيئي في المنطقة، وهو ما دفع المحافظة إلى التوسع في زراعة غابات المانجروف علي امتداد سواحل المحافظة وتحويل البحر الأحمر، لتكون عاصمة المانجروف بمصر.
وشدد محافظ البحر الأحمر على أهمية التوسع في زراعة هذه الأشجار ذات الأهمية الاقتصادية، حيث تلعب دورا هاما في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية القريبة، موضحا أن غابات المانجروف تعد من أكثر المناطق جذبا للسياحة فهي تحتوي على تنوع هائل من أشجار المانجروف والحياة البحرية المتنوعة ومنها، "الطيور، الشعاب المرجانية، الحشائش البحرية، الأسماك الملونة، أسماك القرش، عروس البحر، والدرافيل" وغيرها من الكائنات البحرية النادرة.
وأضاف "عبدالله"، أن هذه الميزة النسبية هي التي صنعت قطاع السياحة بمحافظة البحر الأحمر، والذي بات النشاط الاقتصادي الأول بالمحافظة وتفوق كثيرا على صناعة البترول الموجودة بالمنطقة، موضحا أن القيمة التقريبية للأسماك التي تم صيدها والمرتبطة بأشجار المانجروف بقيمة تصل إلى حوالي 130 مليون دولار على ساحل مصر والتي تتزايد سنويا.
من جانبه قال الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي، إن أشجار المانجروف تقوم بوظيفة حماية السواحل عن طريق الحد من تأكلها بفعل الأمواج والأعاصير وحركة المد والجزر القوية ، وتعد بمثابة خط الدفاع الثاني بعد الشعاب المرجانية، فهي تلعب دوراً حيوياً في حماية الشواطئ من الموجات المتكررة، وتأثير العواصف أو تأثير موجات "تسونامي" علي هذه المناطق.
وأضاف أن أشجار المانجروف تعمل على تنقية المياه من المعادن الثقيلة، كما يتميز بقدرة فائقة على امتصاص وتخزين الكربون بمعدل أسرع تجعلها حيوية في مكافحة تغير المناخ، وتوفر أشجار المانجروف مناطق حماية للنحل من الظروف القاسية، مثل الطقس البارد والجفاف و الأمطار الموسمية والفيضانات، موضحا أنه عندما تزهر أشجار المانجروف فإن الرحيق الموجود في أزهارها يستخدم لإنتاج العسل ويكون ذو نوعية ممتازة، ونكهة قوية، ولذيذ للغاية، كما تلقى أنواع العسل الناتج عن زهور المانجروف بالإقبال لتميزه بالجودة وخصائصه الصحية الكبيرة وارتفاع أسعاره مقارنة بالأنواع الأخرى من العسل.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد الخولي، أستاذ البيئة بمركز بحوث الصحراء، إن المشروع ساهم في رصد الملوثات والكائنات الدقيقة في بيئة المنجروف، وجارٍ العمل على معالجة هذه الملوثات بالطرق الحيوية.
وأضاف الخولي: "يقوم الفريق البحثي للمشروع برصد كمية الكربون الذي تختزنه هذه الأشجار حيث تتميز بقدرتها الفائقة على امتصاص وتخزين الكربون بمعدل أسرع من الأنواع النباتية الأخرى، ما يجعلها حيوية في مكافحة تغير المناخ".
وأوضح أستاذ البيئة في مركز بحوث الصحراء أن بيئة المانجروف تمثل نظاما بيئيا متكامل حيث توجد النباتات (الأشجار، الحشائش البحرية)، والمغذيات العضوية، والبكتريا، والطحالب، والديدان، والقشريات، والجلد شوكيات، والأسماك الفقارية، والأسماك اللافقارية، والثدييات، والسلاحف البحرية، والهوام البحرية، والأصداف، والطيور، والزواحف (السحالي)، والحشرات.
وأشار الخولي إلى أن النظم البيئية لأشجار المانجروف توفر حيزا حيويا لأكثر من 2000 نوع من الأسماك واللافقاريات والنباتات الهوائية في مختلف أنحاء العالم، حيث تدعم مصايد الأسماك التجارية والمعيشية، من خلال عملها كمناطق حضانة لصغار الأسماك، و كمناطق تغذية للأسماك الكبيرة، كما أنها توفر المأوى والحضانة للجمبري، والأنواع البحرية الأخرى، وتعد مورد رزق للآلاف من الصيادين الصغار على السواحل.