في الدورة الـ٧٠ للبرليناله: لا صوت للسينما العربية بعد "حديث الأشجار"

كتب: برلين: علا الشافعى

في الدورة الـ٧٠ للبرليناله: لا صوت للسينما العربية بعد "حديث الأشجار"

في الدورة الـ٧٠ للبرليناله: لا صوت للسينما العربية بعد "حديث الأشجار"

كان العام الماضى هو عام السينما العربية بامتياز، حيث نجحت العديد من الإنتاجات العربية سواء الوثائقية أو الروائية فى تحقيق إنجازات وجوائز فى العديد من كبرى المهرجانات وكان من بينها الفيلم السودانى اللافت والمميز جداً «حديث الأشجار» لصهيب قسم البارى والذى شهدت الدورة الماضية لبرلين السينمائى عرضه الأول واقتنص الفيلم جائزة أفضل فيلم تسجيلى.

ولكن هذا العام صوت السينما العربية خافت للغاية فلا يوجد فيلم عربى واحد يعرض فى المسابقة الرسمية مثلما حدث فى الدورات السابقة، مثلاً عرض الفيلم التونسى (بنحبك هادى) ٢٠١٦ والذى اقتنص الدب الفضى.فى الدورة الـ٧٠ للبرليناله تشارك السينما العربية فى قسم «الفورم» أو Forum Expanded.

والأفلام المشاركة من مصر الفيلم الروائى القصير «الموعود» إخراج أحمد الغنيمى، و«معظم ما يلى حقيقى» إخراج ماجد نادر من فلسطين، وفيلم Letters to a friend، إخراج إميلى جاسر، إنتاج فلسطين وأمريكا، ومن لبنان فيلم «الهبوط»، إخراج أكرم زعترى، إنتاج لبنان والإمارات، وذلك بعد مشاركته الأخيرة عام 2015 بفيلمه «ثمانية وعشرون ليلاً وبيت من الشعر».

وعُرض مساء أمس الأول فى إطار نفس المسابقة الفيلم اللبنانى «كما فى السماء كذلك على الأرض» للمخرجة سارة فرنسيس، التى ولدت ودرست فى بيروت، ويمثل هذا الفيلم فيلمها الروائى الطويل الثانى بعد فيلم «طيور أيلول» الذى أُنتج فى العام 2013.

فيلم «كما فى السماء كذلك فى الأرض»، الذى صوّر بالأبيض والأسود، يجمع مجموعة من البشر يتجولون فى أرض خاوية، فوقهم السماء ولا غيرها، ومن خلال تفاعلهم معاً يبدو وكأننا نشاهد بداية الحياة على كوكب الأرض منذ البداية، وتشكّل الأفكار والقوميات والديانات وكل شىء، حيث يبدو الإنسان فى مركز العالم فى وقت ندرك فيه أننا مجرد جزء صغير للغاية من كون شاسع.

المعانى التى تقصدها المخرجة واضحة تماماً ولكن حتى لو كانت المخرجة تميل إلى التجريب إلا أن السينما هى فن الصورة، لذلك لم نفهم منطق العمل الذى قدمته المخرجة والذى يحفل بالحكى مع صورة ثابتة لأرض فضاء يقفز فيها طابور صغير من البشر من أعمار مختلفة، وصورة أخرى للقمر مع تغيير الإضاءة والدرجات اللونية والتى تتدرج من الأحمر والأخضر والأسود، المخرجة تربط كل شىء فى حكيها عن الأرض وما يحدث للبشر عليها بتعريفات لغوية للقمر وتحولاته من بدر إلى هلال إلى الغسق، وبالطبع توظف شريط الصوت والذى يعكس جزءاً كبيراً من صراعات الحياة.

والقوى السياسية الكبرى والتى أحالت بلدان العالم الثالث والفقيرة إلى خراب.

سارة فرنسيس اختارت لفيلمها إطاراً بصرياً وسردياً بعيداً عن المعتاد، ولكنه فى ظنى يخاصم الاحتفاء بالصورة، فما معنى أن تغمض عينيك لتستمع لحكى مميز ومكتوب بذكاء شديد.

وتتواصل فعاليات مهرجان برلين فى دورته الـ٧٠ حتى الأول من مارس، وهناك العديد من الأفلام العربية التى لم تعرض قد يكون بعضها يحمل بصيصاً من الأمل.


مواضيع متعلقة