بريد الوطن.. العلاقات الإنسانية التى ضاعت فى الزحام

بريد الوطن.. العلاقات الإنسانية التى ضاعت فى الزحام
ثمة شىء كبير تغير فى العلاقات الإنسانية فى زماننا هذا، ذهبت مشاعر الود والمحبة والأخوة بلا رجعة وأصبحت الكلمة العليا للمادة والتكالب عليها وفعل أى شىء مشروع أو غير مشروع للحصول عليها، والمصلحة الشخصية بقت هى الغالبة فوق المصلحة العامة، صلة الرحم ضاعت فى طرقات الحياة وعثراتها وصعوبة حل مشكلاتها، وجهلنا قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى»، حب الأخ لأخيه المسلم أصبح من الأطلال، ونسينا قول نبينا: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، الإسلام دين التوحيد والدين الخاتم الجامع الشافى من كل سقم، الذى لم يترك أيضاً علاقة المسلم بغيره من الأجناس والأديان إلا ووصى عليها ووضع أسسها، وكما قال رسولنا: «وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً»، وكما يتمنى الإنسان الخير لنفسه، فالواجب والدين يقتضى تمنى الخير أيضاً للآخرين، فالسعادة ليست فى ملذات الحياة، ولكن فى هداية الآخرين والسير على الدرب الصحيح، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، لماذا تعكرت العلاقات الإنسانية وحل الحقد والغل والحسد محل الرحمة فى القلوب، ومساعدة الفقراء والمساكين والمحتاحين، وإزالة الحمل الثقيل من على كاحل المستضعفين، لماذا تسابقت العقول وخططت فى سبيل أذى الآخرين والنهش فى الأعراض والاعتداء الصارخ على الممتلكات العامة والخاصة، ثمة فكر عقيم توغل فى نفوس الكثيرين، وجعل العيون تعمى عن الحقيقة وصمّت الآذان عن ذكر الله، ونطق اللسان زوراً وافتراءً وإثماً كبيراً.
سامى الشيخ عامر
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com