سامي عبدالراضي يكتب: هيثم أحمد زكي.. وأخ لم يضع جنيها كصدقة جارية عنه

11:50 م | الأحد 23 فبراير 2020

تابعت منذ قليل ما قدمه الإعلامي الرائع وائل الإبراشي في التلفزيون المصري عن كيفية التعامل باستهتار شديد مع "تراث" النجم أحمد زكي.. وكيف أن الوريث الوحيد لهيثم أحمد زكي.. وهو شقيقه من الأم رامي عز الدين.. هذا الوريث الذي حضر من لندن بعد ساعات من الوفاة.. وأول ما بحث عنه "إعلام وراثة" ليرث ما تركه الممثل الشاب هيثم عن والده الفنان العظيم.. وهو ما حدث ونحن الآن بعد حوالي ٩٠ يوماً من رحيل "هيثم".

أدهشني "الإبراشي" عندما حل بكاميرا البرنامج في مكتب أحمد زكي في الهرم والذي باعه الوريث بـ٨٠٠ ألف جنيه.. والمكتب الذي يضم تراثاً مكتوباً وسيناريوهات أفلام وصور وخطابات باليد وملابس تكفي لعمل متحف يليق باسم النجم العملاق أحمد زكي.. ولكن بـ "استهتار وبرود" شديدين.. باعوا المكتب وما فيه.. بل إن المحامي قال نصا عن هذا التراث، "دول شوية كراكيب".

الاندهاش لم يتوقف.. ولكن مداخلة المحترم أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية وقوله إن محامي رامي عز الدين خدعه.. وقال أشرف إنه أخبر رامي ومحاميه بأنه يجهز صدقة جارية على روح هيثم.. وطلب منهما أموالاً ولو جزء بسيط من هذا الميراث.. وأقسم قائلا: "والله ما حد منهم بعت جنيه واحد كصدقة جارية.. محدش منهم بعت جنيه.. محدش منهم دفع جنيه !.".

هيثم أحمد زكي.. وصدقة "جنيه مصري واحد "

هيثم أحمد زكي.. مات يوم 6 أو 7 نوفمبر.. في اليوم التالي مباشرة.. حُرر إعلام وراثة.. وفي اليوم الثاني حُررت مخاطبة لإدارة المرور بالسيارات التي يمتلكها هيثم.. كما حُرر مخاطبة للبنك المركزي بأموال هيثم في البنوك.. ده كله حركة رامي عز الدين شقيق هيثم من الأم.. من خلال محامي الأسرة.. محامي رامي ووالده.. واتعمل كانت مصر كلها بتبكي على هيثم وشبابه.. كان التفكير هنا مختلف.. وحق "رامي ووالده ومحاميه".. بالقانون والشرع.. رامي هو الوريث الوحيد.

رامي أنهى بعد ٢١ يوما من الوفاة إجراءات تسلمه شقة شقيقه الراحل بمنطقة بيفرلي هيلز بالشيخ زايد والتي توفى فيها "هيثم" وتسلم "رامي" ومحاميه بلال عبدالغني جزءا كبيرا من عناصر ممتلكات شقيقه خلال الأيام الماضية على أن يتسلم الوحدات والعناصر الباقية تباعا بموجب إعلام الوراثة الذي يفيد بأنه الوريث الوحيد فرضا وعصبا لشقيقه الراحل نظرا لعدم وجود عصب وارث آخر بين عائلة الفنان الراحل هيثم أحمد زكي.. هناك سيارتان جار البحث عنهما وتحديد مكانهما من بين عناصر التركة إحداها كانت تخص الفنان الكبير الراحل أحمد زكي وآلت ملكيتها منه إلى نجله هيثم ولم يستدل على مكانها حتى الآن.

قائمة الممتلكات التي تم التوصل لها تضم: شقة بمنطقة المهندسين، وأخرى بمنطقة الهرم، وشقة في منطقة نيو جيزة كان "هيثم" سدد جزءا من ثمنها يقارب 15% وشاليه في منطقة الجونة مسدد من ثمنه قرابة 20% بالإضافة لشقة ببيفرلي هيلز التي توفي فيها الفنان الراحل، قائمة الممتلكات تضم أيضا السيارة الخاصة بالفنان الراحل بالإضافة لسيارتين كانتا تخصان الفنان الكبير الراحل أحمد زكي وآلت ملكيتهما لهيثم بعد وفاة والده ثم من بعده آلت إلى رامي عز الدين.

وتوصل "رامي" ومحاميه بلال عبدالغني إلى امتلاك شقيقه لأربع حسابات بنكية، منهم حسابان يضم كل منهما مبلغ 110 آلاف جنيه، ويتم الاستعلام حاليا عن رصيد الحسابين الآخرين بالإضافة لوثيقة تأمين قيمتها 200 ألف جنيه.

رحل " هيثم " شاباً وحيداً دون ونيس أو جليس كان معه حين الوفاة.. مات الشاب دون "طبطبة" أو يد تمتد له وتنقله إلى مستشفى.. أو حتى لسرير ويغطي جثمانه حتى تنتهي الإجراءات.. مات الشاب وأحزن رحيله كل من تابع.. وشاهد حوارات تلفزيوينة لـ"هيثم".. ولم يكن الحزن فقط سببه أن هيثم مات شاباً وحيداً.. ولكن الحزن لأن كل منا شعر بأنه "الحتة الباقية" من العبقري أحمد زكي ماتت.

تابعت جزء من حوارات رامي عز الدين.. شقيق هيثم بعد وصوله من لندن لتلقي العزاء.. قال رامي خلال لقائه في برنامج "ON Set" على قناة "ON E": "لم أرى هيثم منذ حوالي 7 سنوات، ولكن في أخر اتصالات تليفونية بيننا كان يفكر فى اعتزال التمثيل والهجرة إلى لندن وعمل مشروع مشترك بينى وبينه".. منذ 7 سنوات لم يلتقيا.. ولكن رامي الغائب عن شقيقه الوحيد تحرك ووالده ومحاميه في اليوم الثاني للوفاة بحثاً عن حق شرعي ولا لوم عليهما.. 7 سنوات لم يزره هو.. ولم يزره "هيثم".

كنت أتمنى أن يكون "رامي" قد تحرك في اتجاه آخر بعد أن أخذ حقه الشرعي وهو ميراث شقيقه.. وربما يكون الميراث متواضعا إذ ما قارنا ثروة "هيثم" بفنانين أصغر منه أو أكبر سنا.. تحرك رامي هو أن يضع جزءاً من الميراث كصدقة جارية.. يزوج بهم يتامى.. يضعهم في مستشفى متواضعة.. أو مستشفى لعلاج الأطفال.. هيثم لن ينفعه ما تركه.. هيثم مات و انقطع عمله.. وعمله سيستمر ويجازى به.. إذ ترك علماً ينتفع به.. أو ولد صالح يدعو له.. وهيثم لم يتزوج.. أو صدقة جارية.. والصدقة الجارية هنا في يد "رامي"..كان عليه أن يبادر ويجب ألا يكون محتاجاً لنصيحة أو إرشاد.. هيثم بحاجة إلى صدقة جارية..كلنا بعد الموت يحتاج إليها.. فلسنا أنبياء أو رسل.. وأتمنى أن يفعلها رامي ويسارع بها كما سارع في إعلام الوراثة.. وفي مخاطبة البنك المركزي.. وفي مخاطبة المرور.

لست وصياً على "رامي عز الدين" شقيق هيثم.. فهو حر في ماله الذي آل إليه.. وهو حر في تصدقه.. وحر في إنه "يطير الفلوس".. أو يحرقها فهو حر.. ولكن القسم الذي أقسم به أشرف زكي مع الإبراشي يؤكد أن رامي عز الدين لن يلتفت.. ولن يتذكر شقيقه الذي مات شابا.. بل سيأخذ كل أمواله ويبقى هناك في لندن.. ويبقى هيثم هنا بين يدي رب رحيم.