مدير مستشفى "العباسية": علينا الاهتمام بـ"الصحة النفسية" للأطفال

08:57 م | الأحد 23 فبراير 2020

قال الدكتور مصطفى شحاتة، مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، إن «هناك تغييراً طفيفاً فى نظرة المجتمع إلى المرض النفسى، ونحن بحاجة إلى وضع ملف الصحة النفسية ضمن أولوياتنا الأساسية، لأنه يهدّد حياة الملايين من الأشخاص»، مؤكداً أن «الدراما ظلمت المرض النفسى، وتعاملت مع المريض بشكل سيئ وحصرته فى إطار كوميدى».. وإلى نص الحوار:

بداية كيف ترى ملف الصحة النفسية فى مصر؟

- بدأ يتغير نحو الأفضل، ويتجسّد ذلك فى نظرة المسئولين عن الصحة النفسية، وبداية نشر ثقافتها، وإزالة وصمة المرض النفسى، والتركيز على أنها أولوية إنسانية يجب أن توضع ضمن الأولويات الأساسية، لأن خطورة هذا المرض تهدد حياة ملايين الأشخاص، فلم يَعد مقتصراً على انتظار أن يأتى المريض إلينا، بل هناك خطط وقائية وتثقيفية للمواطنين جميعاً فى النوادى والمدارس والجامعات.

كيف ترى تعامل الدراما مع المريض النفسى؟

- نظرة المجتمع إلى المريض النفسى لم تتغير حتى الآن، وإن حدث تغيير يكون طفيفاً، ولا يرضينا كأطباء نفسيين، كما أن تناوله أو الصورة الذهنية عنه فى الدراما بشكل عام «مظلومة»، ويتم تناولها بشكل سيئ، بتحويله إلى نوع من الكوميديا أو الاكتئاب، لكن هناك صورة إيجابية يجب أن تعرضها، فالمريض النفسى قابل للشفاء، ويمكن أن يشارك فى الحياة المجتمعية.

هل ملف الصحة النفسية الخاص بالطفل مظلوم؟

- بكل تأكيد، ملف الصحة النفسية الخاص بالطفل مظلوم، خاصة أن مجتمعنا ملىء بالمشكلات بسبب «الطلاق» و«التوبيخ»، حيث يخلقان جيلاً منطوياً على نفسه وغير قادر على إقامة حلقات نقاشية أو التواصل مع الغير، لذلك لا بد من الوقوف على أهمية التعامل معه بشكل جاد منذ الصغر، لبناء مجتمع سليم، فهناك 40% من الأطفال الرضع لديهم مشكلات وجدانية، وبدأ العالم كله يهتم بالطفل، ووضع برامج للاهتمام بهم فى سن الصغر.

700 طبيب نفسى على 100 مليون مواطن "خلل"

نعانى من نقص الأطباء فى مستشفى العباسية للصحة النفسية.. كيف ترى هذا التصريح؟

- عدد الأطباء يصل إلى 700 طبيب نفسى على 100 مليون مواطن فى مصر، وهذا يعتبر خللاً فى المنظومة، لا بد من مواجهته، وتقديم الحلول اللازمة.

د. مصطفى شحاتة: "الأطباء" تركوا المهنة بسبب الاعتداءات وقلة الرواتب

وهل نقص عدد الأطباء بسبب الرواتب أيضاً أم ماذا؟

- يرجع فى الأساس إلى تعرّضهم للاعتداء بشكل كبير من قِبل المرضى، وعدم وجود حافز مادى، ونظرة المجتمع للطبيب النفسى سبب العزوف عن دراسة هذا النوع من الطب، وتوظيف الدراما لهم بشكل خاطئ.

برأيك، ما أكثر الفئات عرضة للاكتئاب؟

- الأكثر عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب هم من فى سن المراهقة لأنهم أكثر الفئات عرضة للضغوطات النفسية، وعدم القدرة على فهمها، خاصة مع غياب دور الأسرة فى المجتمع، فى ظل انتشار مواقع التواصل المختلفة والمقارنة بالغير، وانتشار الأفكار السلبية، فالجيل الحالى أكثر عرضة للاكتئاب.

وهل الاكتئاب مرض وراثى؟

- هناك نوعان من الاكتئاب، واحد منهما وراثى بالفعل، ويكون مصاحباً لحالات انتحار، ونسبة الشفاء منه قليلة، وهناك اكتئاب تفاعلى ويحدث ذلك بسبب ضغوط الحياة، ويستمر لمدة محدودة ويعود الشخص إلى طبيعته كما كان.

مدة علاج مريض الإدمان تصل إلى 100 يوم

هناك أحاديث عن إطلاق «الصحة» مبادرة «مكافحة الإدمان».. ما المدة التى يقضيها مريض الإدمان داخل المستشفى؟

- مدة علاج مريض الإدمان تكون من 70 إلى 100 يوم، والمستشفى يتحمل تكاليف العلاج، بداية من دخول المريض، وإجراء فحوصات كاملة وتحليل مخدرات، وبعدها مرحلة التأهيل النفسى، التى تعتمد على علاج الذاكرة الإدمانية، وفى حالة زيادة مدة العلاج على 70 يوماً تكون مدفوعة الأجر من قِبل المريض.