بريد الوطن.. بين الرفاهية والراحة النفسية

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن.. بين الرفاهية والراحة النفسية

بريد الوطن.. بين الرفاهية والراحة النفسية

يبحث البعض باستمرار عن طرق جديدة لزيادة الرفاهية فى حياتهم، ظناً منهم بذلك أنها الوسيلة المناسبة للوصول إلى راحة النفس، وبعد تحقيق الكثير منها يتملكهم شعور بالفراغ الداخلى واليأس من الحياة، فكيف يحدث ذلك؟!

هناك فهم مغلوط يخلط بين الراحة النفسية وحالة الرفاهية، فهناك أعمدة أساسية للسلامة النفسية، كما أن هناك حقيقة نفسية تسمى توهم الراحة، ففى أحد المعانى الأصلية لكلمة راحة تعنى هدوء النفس وسَكينتها، بينما الرفاهية يطلق عليها «تسلية» لتغيير حالة مؤقتة، فهى بمثابة تشتيت مؤقت للعقل عن صعوبات الحياة، وهذا لن يمنع وجود تلك الصعوبات، ولذلك فهى تسمى بالراحة المزيفة، والاعتياد على كثرة وسائل الرفاهية قد يُريح الجسد ويسبب متاعب كثيرة للنفس.

سلامتك النفسية لن تتحقق بالرفاهية ولكنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعاداتك اليومية التى تكبر وتنمو معك، والتى تبدأ بالبصيرة فى فهم النفس وقبولها بحب، لأنه لا توجد نفس واحدة كاملة ولا يوجد إنسان راضٍ عن حياته بشكل مطلق، وتستمر بالقدرة على مواجهة ضغوط الحياة اليومية بإيجابية، وذلك لأن المشكلات والضغوط هما جزء أساسى من طبيعة الحياة، لن نستطيع التخلص منهما نهائياً، بإمكاننا فقط العمل على الحد من تأثيراتها السلبية، فلا تقع فريسة للميل الدائم للرفاهية، الذى يعد مؤشر إنذار لغياب بهجة الحياة الحقيقية.

                                                                          د. ريمون ميشيل

                              استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة