مدبولي يوجّه الحكومة بتنفيذ المشروع القومي لتنظيم الأسرة في 72 مركزا

كتب: محمد مجدي

مدبولي يوجّه الحكومة بتنفيذ المشروع القومي لتنظيم الأسرة في 72 مركزا

مدبولي يوجّه الحكومة بتنفيذ المشروع القومي لتنظيم الأسرة في 72 مركزا

طالب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، الحكومة بتجهيز عرض متكامل للمشروع القومي لتنظيم الأسرة، يتضمن البرامج التنفيذية وخطة التمويل، بما يسمح بالبدء في تنفيذ المشروع بالعام المالي الجديد، على أن يبدأ التنفيذ في الـ72 مركزا الأكثر إنجابا للمواليد على مستوى الجمهورية.

جاء ذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء، الذي ترأسه اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، إذ قدّمت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، عرضا عن المقترح الخاص بالمشروع القومي لتنظيم الأسرة.

وأوضحت زايد أنّ الإطار العام للبرنامج المقترح، يهدف إلى وضع استراتيجية متكاملة لضمان حياة كريمة للمواطنين، من خلال تحسين الخصائص السكانية والعادات الصحية، خاصة للمرأة والطفل والصحة الإنجابية، ودعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، وتقديم الخدمات المحددة وفقا لاحتياجات الفئات المستهدفة، مع التركيز على المحافظات الأكثر فقرا.

الصحة: مشروع تنظيم الأسرة يحقق أهداف التنمية المستدامة وضمان حصول الجميع على خدمات

وأكدت وزيرة الصحة أنّ المشروع القومي لتنظيم الأسرة، يسهم وبشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويسعى إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة وضمان حصول الجميع على خدمات الرعاية الصحية، وتوفير سبل الحصول على الأدوية واللقاحات الآمنة بأسعار معقولة للجميع، وتشجيع ريادة الأعمال وتوفير العمل اللائق للمواطنين.

زايد: مشروع تنظيم الأسرة يستهدف المناطق الأكثر معدلا للنمو السكاني.. ونستهدف وصول نسبة الزيادة لـ2% بدلا من 3.2%

وتابعت زايد خلال العرض أنّ البرنامج المقترح للمشروع القومي لتنظيم الأسرة، يستهدف المناطق الأكثر معدلا للنمو السكاني (تقدر بنحو 72 منطقة)، وكذا السيدات بين سن 12 حتى 50 عاما، مشيرة إلى أنّه مستهدف الوصول بمعدل الزيادة السكانية إلى 2% بدلا من نسبة 3.2%.

وأشارت وزيرة الصحة إلى تنفيذ المشروع القومي لتنظيم الأسرة من خلال مراكز تنظيم الأسرة والقوافل الثابتة في 72 منطقة الأكثر معدلا للإنجاب، والقوافل المتحركة في جميع أنحاء الجمهورية، إلى جانب جهود الرائدات الريفيات، ومكلفات الخدمة العامة.

الصحة: ننفذ المشروع القومي لتنظيم الأسرة انطلاقا من نجاح المبادرات الرئاسية

ولفتت زايد إلى أنّه انطلاقا من نجاح المبادرات الرئاسية الصحية وتوافر بيانات تنظيم الأسرة الخاصة بـ4.6 مليون سيدة، وتوافر البيانات الديموجرافية الخاصة بـ25 مليون سيدة، وبناءً على ذلك سيتم الاستفادة من البيانات في تنفيذ المشروع القومي لتنظيم الأسرة، وميكنة تقديم الخدمات وتيسيرها، إلى جانب تحسين الوصول الذكي المستهدف لمختلف الفئات.

وأضافت الوزيرة أنّ المشروع القومي لتنظيم الاسرة يتضمن عددا من أوجه التحفيز، بينها دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وريادة الأعمال لرفع مستوى المعيشة للأفراد، والاستعانة بمنظمات المجتمع المدني والأهلي في الوصول للسيدات، وتقديم خدمات تنظيم الأسرة، وخدمات الإقراض، وربط الدعم والمساندة بعدد أفراد الأسرة، وخفض معدل بطالة المرأة، موضحة أنّ المشروع يتضمن إطلاق العديد من الحملات الإعلانية والتوعوية من خلال مختلف وسائل التواصل.

الأوقاف: المفاهيم الدينية الخاطئة ساهمت في تفاقم مشكلة الزيادة السكانية

وفيما يخص التعامل مع ملف الزيادة السكانية، أشار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف، إلى أنّ المفاهيم الدينية الخاطئة أسهمت في تفاقم هذه المشكلة، منوها بأنّه في إطار التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بهذا الملف، تم عقد اجتماع مؤخرا ضم مسؤولي من وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكان، لمناقشة واستعراض ما تم إنجازه من خطوات تتعلق بملف السكان، إذ تمت الإشارة إلى ما تم نظمته من دورات تدريبية وتثقيفية للأئمة والواعظات، والتي ضمت أكثر من 3 آلاف و700 إمام وواعظة.

جمعة: تكثيف الحملات التوعوية والإعلامية لخدمة أهداف الدولة في القضية السكانية

وأشار وزير الاوقاف إلى الاتفاق على تكثيف التوعية المجتمعية والطبية والدينية خلال الفترة المقبلة، واقتراح إتاحة الخدمات الطبية اللازمة مع توفير وسائل تنظيم الأسرة الآمنة وذات الجودة العالية، بصورة أكبر للقرى والنجوع والمناطق المحرومة، وتكثيف الحملات الإعلامية والتركيز على أثر الزيادة السكانية على بناء الشخصية السوية، والتأكيد على ضرورة تطبيق الحوافز الإيجابية على الأسر التي تلتزم بخطة الدولة في القضايا السكانية.

وأضاف وزير الأوقاف، أنّ لدينا عددا من الواعظات للعمل مع الرائدات الريفيات في هذا المجال، لتوعية المرأة المصرية بأنّ تنظيم الأسرة لا يتعارض إطلاقا مع الشرع، مجددا التأكيد على استمرار التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية بملف الزيادة السكانية، وفي مقدمتها المجلس القومي للسكان، مشيرا إلى وجود إدارة كاملة بالوزارة مهمتها التعامل مع هذا الملف.

من جانبها، أشارت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إلى عدد من المؤشرات التي أعلن عنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، فيما يتعلق بملف السكان، وأوضحت أنّ الجهاز أعلن وصول سكان مصر بالداخل في 11 فبراير الحالي إلى 100 مليون نسمة.

ولفتت السعيد إلى أنّه فيما يتعلق بمؤشرات تطور عدد سكان مصر عبر التعدادات المختلفة، أوضحت المؤشرات أنّ عدد السكان في مصر تضاعف 3 مرات منذ 1897، وكان أول تضاعف خلال 50 سنة، ومع تزايد أعداد المواليد تضاعف العدد خلال 29 سنة فقط، ثم حدث التضاعف الثالث خلال 30 سنة، ومع الاستمرار في الارتفاع في عدد السكان فى ظل معدلات الإنجاب الحالية المرتفعة والتي وصلت إلى (3.4 مولود لكل سيدة)، متوقع وصول عدد السكان إلى 192 مليون نسمة بحلول 2052، أما في حال تفعيل برامج تنظيم الأسرة والمبادرات المختلفة الخاصة بتوعية المجتمع وتكثيف وتكاتف جهود جميع أجهزة الدولة المعنية والمجتمع المدني ليصل معدل الإنجاب إلى (2.1 مولود لكل سيدة)، فيتوقع أن يصل عدد السكان إلى 143 مليون نسمة بحلول عام 2052، أي بفارق 50 مليون نسمة، ما يساوي عدد سكان العديد من الدول.

التخطيط: 3.3 فرد جديد كل دقيقة

وبشأن متوسط الزيادة السكانية خلال 2019، أشارت المؤشرات إلى زيادة 3.3 فرد كل دقيقة، ما ينتج عنه زيادة بأكثر من 1.7 فرد في السنة.       

واستعرضت نيڨين القباچ، وزيرة التضامن الاجتماعي، جهود الوزارة في التعامل مع ملف الزيادة السكانية، إذ أشارت إلى أنّ الإطار الاستراتيجي لخطة التعامل يقوم على تفعيل دور المجتمع المدني في مجال تنظيم الأسرة، والتأثير الإيجابي على المفاهيم والسلوكيات من خلال الحملات الإعلامية التوعوية، والتعاون بين الوزارات المعنية والشركاء المحليين، والتركيز على أسر "تكافل وكرامة" والأكثر فقرا.

وعلى صعيد الحملات الإعلامية التي أُطلقت مؤخرا، أشارت وزيرة التضامن إلى أنّها تضمنت إطلاق حملة إعلامية تمهيدية مُتكاملة في 9 سبتمبر 2018 مُكوَّنة من: 5 تنويهات تليفزيونية تركز على الآثار الاقتصادية والاجتماعية لزيادة عدد الأطفال في الأسرة، وإصدار كتاب "تنظيم النسل في الإسلام" بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، وتقديم  برنامج "دقيقة أسرية": 100 حلقة إذاعية على إذاعة القرآن الكريم لتصحيح أهم المفاهيم الدينية الخاطئة المرتبطة بكثرة الإنجاب.

التضامن: 2000 رائدة ريفية و4000 مكلفة خدمة عامة لإجراء زيارات منزلية للتوعية بخطورة الزيادة السكانية

وفيما يتعلق بالاتصال المباشر، يتم إعداد كوادر تغيير مجتمعية 2000 رائدة ريفية و4000 مُكلفة خدمة عامة لإجراء زيارات منزلية ولقاءات مجتمعية لتوعية الأسر بالاستخدام السليم لوسائل منع الحمل وبحث مشكلاتهم، ولإبراز الآثار الإيجابية للأسر الصغيرة على جودة رعاية الأطفال وتحسين مستوى معيشة الأسرة، وإطلاق برنامج "وعي"  في القرى والمناطق العشوائية، وعقد لقاءات مع وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة لإيجاد رسائل موحدة بشأن أسس بناء أسرة سليمة والرعاية الجيدة للأطفال، والتركيز على تلك الرسائل في خطب الجمعة وفي حلقات الدروس بالمساجد والكنائس، فضلا عن تنفيذ عروض مسرحية شعبية في القرى لتصحيح المفاهيم المجتمعية الخاطئة الأكثر انتشارا حول تنظيم الأسرة.


مواضيع متعلقة