رئيس "تنظيم الأسرة": 22 مليون سيدة يستخدمن وسائل منع الحمل

08:06 م | الاثنين 20 يناير 2020

قالت الدكتورة سحر السنباطى، رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة، إن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تفيد بتراجع وفيات الأمهات 30% والأطفال 20% بسبب ممارسات تنظيم الأسرة، موضحة أن هناك حالات فى صعيد وريف مصر ترفض التجاوب مع حملات تنظيم الأسرة «الستات بتتنافس مين تجيب أكتر عشان تربط الراجل، دى ثقافة لازم تتغير». وأضافت «سحر» فى حوارها لـ«الوطن» أنه تم تقديم خدمات تنظيم الأسرة لـ21 مليون سيدة خلال العام الماضى وزيادة نسبة الحاصلات على الوسائل بنسبة 19.9%.

تنظيم الأسرة مشروع استثمارى.. وكل جنيه بنصرفه بنوفر قصاده 56 فى احتياجات تعليمية وطبية ومعيشية

فى البداية ما المقصود من مفهوم تنظيم الأسرة؟

- ببساطة مفهوم تنظيم الأسرة هو حق الزوجين فى تخطيط حياتهما، واتخاذ قرارات خاصة بالإنجاب كتحديد الموعد المثالى للإنجاب، ووضع مدة فاصلة بين كل مولود وآخر، والاكتفاء بعدد معين من الأطفال، ولكن كل حق له شروط ومن ضمن شروط تنظيم الأسرة أن يكون القرار من قبل الزوجين معاً، وأن يمارس حق تنظيم الأسرة فى إطار المحافظة على صحة الأم والطفل، فوفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن تنظيم الأسرة ساعد على خفض وفيات الأمهات 30% والأطفال 20%.

حالات فى الصعيد والريف ترفض التجاوب.. و"الستات بتتنافس مين تجيب أكتر عشان تربط الراجل.. ودى ثقافة لازم تتغير"

هل لا يزال هناك حالات ترفض التجاوب مع حملات تنظيم الأسرة فى بعض المناطق؟

- بالطبع هناك بعض الحالات التى تواجه حملات تنظيم الأسرة بالرفض وخاصة فى صعيد وريف مصر واستخدام بعض الشيوخ فى الزوايا لمفهوم تنظيم الأسرة بشكل خاطئ فضلاً عن العادات والتقاليد التى تعتبر حاجزاً قوياً أمامنا «إحنا قعدنا نتكلم مع الناس فى الريف والصعيد، الستات بتتنافس مين تجيب أكتر عشان تربط الراجل، دى ثقافة لازم تتغير، وده دورنا، غير أن بعض العائلات عندها مفهوم كثرة الأولاد عزوة ودا غلط أكبر، الناس لازم تفهم إن تنظيم الأسرة هو مشروع استثمارى بنصرف فيه جنيه بيجيب قصاده 56 جنيه، تنظيم الأسرة بيوفر فى المستشفيات والمدارس وبيئة المياه والهواء».

هل هناك جهود ملموسة فى مشروع «2 كفاية»، للتوعية بأهمية القضية السكانية؟

- للأسف هذا الفكر منتشر فى صعيد وريف مصر كما أشرت.. ولكن يجب أن نشير إلى تضافر جهود الوزارات فى الفترة الأخيرة لضبط النمو السكانى، وأفضل دائماً أن نقول ضبط النمو السكانى وليست القضية السكانية، لأن الضبط هو ميزان قدرات بين الاحتياجات الأساسية والتعداد السكانى، وفى حالة رغبة المواطنين بالشعور بالعدل يجب أن يتم ضبط الميزان وأن تكون الكفتان متساويتين، وفيما يتعلق بمشروع «2 كفاية» قامت وزارة التضامن الاجتماعى بإطلاق هذا المشروع لتحقيق استراتيجية الدولة للسكان من خلال رفع الوعى لدى السيدات فى الفئة العمرية من 15 إلى 45 عاماً بمفهوم الأسرة الصغيرة والمباعدة بين الولادات وتصحيح المفاهيم الخاطئة وكذلك تحسين مستوى الخدمات المقدمة لتنظيم الأسرة من خلال الجمعيات الأهلية خاصة فى المناطق الريفية، ووزارة التنمية المحلية تلعب أيضاً دوراً مهماً للمساعدة فى تنظيم الأسرة من خلال مشروع تسريع الاستجابة المحلية لتخفيض الزيادة السكانية، وهذه الجهود ستعمل على خفض الزيادة السكانية وسيأتى يوم وتتغير هذه العادات فنحن فى العصر الذهبى للتخلص من الأزمة السكانية.

هل مشكلة الزيادة السكانية موجودة فقط فى الصعيد؟

- لا.. الإحصائيات تشير دائماً إلى أن صعيد مصر به خصائص سكانية عالية، ولكن يجب ألا ننسى الوجه البحرى أيضاً به خصائص سكانية كالزواج المبكر والتسرب من التعليم، وهو نتيجة رغبة الأهل فى زواج الطفلة فى سن صغيرة والتخلص من أعبائها، لذلك يجب تغيير قانون الزواج بمصر، فالقانون قام بتحديد سن الزواج بدءاً من سن 18 عاماً.

كم عدد السيدات اللاتى استفدن من خدمات تنظيم الأسرة خلال 2019؟

- تم تقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية لـ21 مليون سيدة من المترددات خلال العام الماضى عن طريق 5405 وحدات ثابتة على مستوى محافظات الجمهورية، كما تم تنفيذ 36 ألف زيارة بالعيادات المتنقلة للمناطق النائية والمحرومة من الخدمات الصحية، و613 قافلة طبية وتوعوية للصحة الإنجابية، إضافة إلى تنفيذ 4 حملات توعوية وخدمية تنشيطية بمحافظات الجمهورية.

وبلغ عدد السيدات الحاصلات على وسائل تنظيم الأسرة ما يقرب من 22 مليون سيدة، مقارنة بعام 2018، فهناك زيادة بنسبة 19.9% وهذا الفارق يعود إلى الحملات التوعوية والدعائية وعيادات تنظيم الأسرة والجمعيات الأهلية.

يوجد بعض السيدات المنقطعات عن وسائل تنظيم الأسرة.. كيف يتم التعامل معهن؟

- هناك برنامج سيتم إطلاقه هذا العام لمتابعة المنقطعات عن استخدام وسائل تنظيم الأسرة لضمان الاستمرار فى استخدام الوسيلة ورصد أسباب انقطاع البعض منهن عن استخدام الوسائل، فعند الجلوس مع السيدات المنقطعات وجدنا أنه من الضرورى استخدام وسائل جديدة خاصة فى المحافظات الحدودية، كما سيتم إطلاق برنامج إلكترونى للربط بين الوحدة الصحية والإدارة والمديرية لرصد عدد المنتفعات.

ماذا عن افتتاح عيادات لتنظيم الأسرة داخل المستشفيات الجامعية؟

- تم فتح 5 عيادات لتنظيم الأسرة بمستشفيات الجامعات، وفتح وإعادة تنشيط 5 عيادات أخرى لتنظيم الأسرة بمستشفيات التأمين الصحى والشرطة والمؤسسة العلاجية وهيئة قناة السويس ومراكز طبية متخصصة، كما تم عقد 35 دورة تدريبية لرجال الدين الإسلامى والمسيحى بالتعاون مع اليونيسيف للتدريب على رسائل تنظيم الأسرة للمجتمع، كما تم افتتاح 7 عيادات جديدة لتقديم خدمات تنظيم الأسرة بالجمعيات الأهلية فى 5 محافظات وهى: الجيزة، والبحيرة، وقنا، وبنى سويف، والمنيا، وذلك خلال العام الماضى.

سحر السنباطى لـ"الوطن": لدينا أزمة فى عدد الرائدات الريفيات.. و30% منهن بلغن سن المعاش

ما أدوات الرائدات الريفيات لإقناع السيدات بتنظيم الأسرة؟

- أولاً الرائدات الريفيات يكنَّ من نفس البيئة التى تنتشر فيها برامج تنظيم الأسرة، وقبل النزول للتعامل مع السيدات تحصل الرائدة على تدريبات ليست خاصة بتنظيم الأسرة فقط بل فى الصحة الإنجابية بشكل عام، وتقوم بالتركيز على السيدات حديثات الولادة «ندق على الحديد وهو سخن»، ولكن ما نعانى منه الآن هو قلة عدد الرائدات الريفيات لأن 30% منهن سيتقاعدن لبلوغهن سن المعاش، و20% منهن سنهن فوق الـ55 عاماً، لذلك نحتاج 10 آلاف رائدة جديدة.