يوسف فوزي: النقابة لا تسأل عني.. وتلقيت عرضا من أمير سعودي بالسفر إلى ألمانيا للعلاج

كتب: أحمد حسين صوان

يوسف فوزي: النقابة لا تسأل عني.. وتلقيت عرضا من أمير سعودي بالسفر إلى ألمانيا للعلاج

يوسف فوزي: النقابة لا تسأل عني.. وتلقيت عرضا من أمير سعودي بالسفر إلى ألمانيا للعلاج

يُعد الفنان يوسف فوزى، واحداً من أهم الفنانين الذين ارتبط بهم الجمهور بشكل كبير لما يتمتع به من موهبة حقيقية جعلته يُقدم الكثير من الأدوار، سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية، ليلمع نجمه ويتميز فى أداء الشخصيات المختلفة، التى تنوعت بين الشر والكوميديا، ليختتم مشواره الفنى عام 2015، ليُعلن اعتزاله بعد إصابته بالشلل الرعاش، ويبتعد عن الأضواء منذ ذلك الحين.

استقبل «فوزى»، «الوطن» فى منزله، إذ تحدّث عن تطورات حالته الصحية، ورحلته مع مرض الشلل الرعاش، واعتزاله مجال الفن، وكواليس تعاونه مع الفنان أحمد زكى، وعن مشواره الفنى بشكلٍ عام.. وإلى نص الحوار:

أهوِّن على نفسى بمقولة "اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته"

فى البداية.. نود الاطمئنان على حالتك الصحية حالياً؟

- الحمد لله، حالتى الصحية على ما يرام، والوضع العام يعتبر جيداً إلى حدٍّ كبير، فقد تزداد الرعشة حال وجودى وسط مجموعة من الأشخاص، وتبدأ تتلاشى عندما أكون موجوداً فى مكان ما بمفردى، لكن الحمد لله فى كل الأحوال، فالحكمة الأبرز التى اكتسبتها من رحلة مرضى هى «اللى يشوف بلاوى الناس؛ تهون عليه بلوته».

لا أخشى أن أكون فى طى النسيان

هل هناك قنوات اتصال مع الفنانين بشأن الاطمئنان على حالتك من آنٍ إلى آخر؟

- بالتأكيد، هناك عدد كبير من الفنانين يحرصون على التواصل معى من وقت إلى آخر، بشأن الاطمئنان على حالتى الصحية، لعلّ أبرزهم أمير كرارة، وعزت العلايلى ومحمود قابيل، وبيومى فؤاد، فلم أتخوّف لحظة أن أكون فى طى النسيان، بعد ابتعادى عن الساحة الفنية، لأننى لا أهتم بهذا الأمر إطلاقاً، وأتذكر أننى كنت أصيب بنوع من الدهشة، فى بداية شهرتى الفنية، عندما كنت أسير فى الشارع، ونظرات الناس تتعقب خطواتى.

وما دور نقابة المهن التمثيلية فى رحلة مرضك؟

- لا أحد يسأل عنى، فليس هناك تواصل مع النقابة، أو الدكتور أشرف زكى، فى السنوات الأخيرة، منذ ابتعادى عن الساحة تقريباً، لا سيما أننى لست فى حاجة للمساعدة، أو إنجاز طلبٍ ما: «عمرى ما طلبت حاجة من النقابة خالص».

أدعو الله ألا ينقلب مرضى إلى فقدان النطق والطبيب أوصانى: "عِش حياتك واطمئن"

هل تتذكر كواليس بداية رحلتك مع مرض الشلل الرعاش؟

- هذا المرض بدأ معى منذ عام 2013، وظللت أمارس مهنة التمثيل رغم إصابتى، لكن كان أغلب تركيزى وقتها مُنصباً على حركة اليدين، وكيف أظهرها دون أن ينتبه أحد إلى الرعشة، فالأمر كان مُتعباً ومُزعجاً بالنسبة لى، واكتشافى لهذا المرض جاء بعد شعورى بذبذبات فى ذراعى اليمنى، بشكل مفاجئ ومتواصل، لكن كانت تختفى حينما أقبض على ذراعى بقوة، حتى قررت التواصل مع دكتور أعصاب، وقال لى مُباشرة «أنت مُصاب بالشلل الرعاش»، لكنه حاول طمأنتى وقال إن النوع الذى أصبت به خفيف وأعراضه ليست قاسية، مثل الملاكم محمد على كلاى، الذى كان مصاباً أيضاً بالشلل الرعاش، لكنه كان يفتقد النطق وعدم القدرة على ممارسة أى نشاط، فهو «مرض لعين»، فأتمنى من الله أن يسترها معى، وألا تتغير إصابتى إلى هذا النوع الخطير، فالطبيب أوصانى: «عِش حياتك واطمئن».

الفنان الكبير: "الإخوان" وراء إصابتى بالشلل الرعاش.. وأوصى الجمهور بقراءة الفاتحة على روحى بعد وفاتى

فى اعتقادك، ما الأسباب التى أدت إلى تدهور الأعصاب لديك؟

- فترة وجود الإخوان فى المشهد السياسى، عام 2012، كنت أتحمل هموماً ضخمة، وأشعر بالخوف من حالة الفوضى التى عاشت فيها البلاد آنذاك، ولم أكن أعرف كيف أتعامل مع هذه الأحداث والانفلات الأمنى، لا سيما فى ظل تهديدات جماعة الإخوان الإرهابية باقتحام المنازل، فأتذكر أننى كنت أتصل بزوجتى كل 5 دقائق تقريباً، وهى خارج المنزل، بشأن الاطمئنان عليها، كانت أيام «عذاب» بالنسبة لى، فكل هذه الأحداث كانت سبباً رئيسياً فى تدهور أعصابى وإصابتى بالشلل الرعاش، إذ إن «الإرهابية» هى السبب فى ما أنا عليه حالياً.

هل هناك إمكانية للعودة إلى التمثيل مُجدداً بشكلٍ يتناسب مع حالتك الصحية؟

- لا إطلاقاً، فقد اتّخذت قرار الاعتزال بشكل نهائى ولا رجعة فيه، وتلقيت عروضاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لكننى اعتذرت عنها جميعاً، بحجة مرضى، حيث فوجئت بأن الأدوار المكتوبة خاصة بشخص مُصاب بهذا المرض، وتعجّبت جداً من كثرة هذه الأدوار على الشاشة، لا سيما بعد إصابتى بالشلل الرعاش، فلم أكن مُقتنعاً بهذا الأمر تماماً، وقرار الاعتزال بسبب عدم تحمّلى مسئولية التمثيل الضخمة فى الوقت الحالى، كما أننى كنت مُلتزماً، والوجود فى مواقع التصوير فى المواعيد المُحدّدة، واستطعت أن أحافظ على سُمعتى فى الوسط طوال الثلاثة والثلاثين عاماً الماضية، فلا أرغب فى إفسادها خلال السنوات الحالية، فحالتى الصحية لا تسمح بالتمثيل.

وما التجربة الأصعب التى تعرّضت لها مؤخراً؟

- هناك مواقف صعبة عدّة، ووقعت كلها خلال عام ونصف تقريباً، مع بداية عام 2016، لعل أبرزها سقوطى على الأرض داخل النادى، واصطدام رأسى بأرضية الغرفة، واكتشفت بعد مرور أسبوعين تقريباً، وجود تجمع دموى على غشاء المخ، وأجريت عملية جراحية على الفور، فلم أكن أستطيع وقتها السباحة كالمُعتاد، رغم أننى كنت بطلاً فى هذه الرياضة، وفقدت القدرة على التركيز تماماً، وموقف آخر عند ظهور دم مع البول لمدة 3 أيام متتالية، وحرصت على زيارة الطبيب، واكتشف وجود «نتوء» على المثانة، وأجريت عملية جراحية لإزالته فوراً قبل أن يتطور الأمر، وأخيراً أصبت بجلطة فى قدمى اليسرى، بشكل مفاجئ، وزُرت الطبيب، الذى نصحنى بتناول الأدوية لإذابتها، وهو ما حدث بالفعل، إذ لم يحتج الأمر إلى تدخل جراحى، وفى كل الأحوال أنا أحمد الله على هذه المواقف، لأن المرض بمثابة ابتلاء.

ظهورك فى مسلسل «أوبرا عايدة» من الأعمال الفارقة.. حدّثنا عن الكواليس؟

- يشاء القدر أن أصاب بالمرض الذى جسّدته فى «أوبرا عايدة»، وهذا الدور كان من المُفترض أن يُقدّمه الفنان محمود قابيل، لكنه اعتذر عنه كون مساحة الدور صغيرة، وهو كان يُقدم أدواراً بطولية فى ذلك الوقت، فالتجربة لا تتناسب معه، حتى أسند لى المخرج هذا الدور، حيث كان واثقاً من تأديته بشكل جيد، ولا أعرف من أين جاء بهذه الثقة، رغم أن المرض ليس معروفاً بين أغلب المصريين فى ذلك الوقت، وأتذكر أننى وصفته بـ«المرض القاتل»، حتى قاطعنى فجأة الفنان يحيى الفخرانى فى أثناء التصوير، وقال لى أود منك تصحيح المعلومة، وأن هذا المرض ليس قاتلاً، لذلك تمت إعادة تصوير هذا المشهد، وكنت متخوفاً من عدم استيعاب الجمهور ظهورى فى المسلسل، لكن حصلت على إشادات عدّة من الجمهور، واستقبلت التهنئة بالأحضان فى الشوارع، واستوقفنى طبيب وقال لى: «أنت عملت الدور كويس جداً.. برافو عليك»، لكن لم أتخيل لحظة أن أصاب بهذا المرض فى يومٍ ما.

لا أفكر فى كتابة مذكراتى

هل تفكر فى كتابة مذاكرتك يوماً ما؟

- لا أفكر فى هذا الشأن إطلاقاً، فأعتقد أن الجمهور يعلم تاريخى الفنى جيداً، لا سيما أننى أجريت لقاءات تليفزيونية على مدار سنوات طوال، فليست لدى أى أسرار أو كواليس أسردها فى هذه المذكرات.

إذا ترجمت حياتك إلى عمل سينمائى.. ماذا تُطلق عليها

- أختار اسم «مشوار» لهذا الفيلم، وأعتقد أن حياتى تستحق أن تُترجم فى عمل سينمائى، لما بها من محطات كثيرة وعجيبة.

وما المحطات العجيبة التى تقصدها؟

- هناك محطات عدّة، لعل أبرزها زواجى 4 مرات، فلم أكن أتخيل أن أتزوج من الأساس، لكن القدر كان له رأى آخر، فالزيجة الأولى، دامت لعام ونصف تقريباً، كنت فى عمر الشباب، وهى كذلك أيضاً، وكانت فى غاية الجمال، وكنت لها بمثابة الـ«بودى جارد»، الذى يُدافع عنها بسبب المضايقات التى تتعرّض لها، حتى انفصلت عنها، والزيجة الثانية كانت من تونسية، واستمرت 4 أعوام، وانفصلت عنها بسبب رفضها ترك لندن والإقامة معى فى مصر، إذ كان مُبررها بأنها تُنفق على عائلتها، وليس هناك عائل غيرها، وبالتأكيد ما زلت أتواصل معها بشكل أسبوعى حتى الآن، والزيجة الثالثة التى دامت 14 عاماً، أنجبت لى ابنتين، تقيمان فى كندا، وللأسف انفصلت عنها بسبب أختها الكبرى التى دفعتها لعدم ترك كندا والانتقال إلى القاهرة، وكانت ترفض إرسال ابنتى فى فصل الصيف أقضى معهما فترة الإجازة، والزيجة الرابعة مستمرة منذ 28 عاماً، وأحبها بشكلٍ كبير.

طليقتى حجبت ابنتىَّ عنى 17 عاماً

وكيف تحمّلت فترة الابتعاد عن ابنتيك؟

- طليقتى حجبت ابنتىَّ عنى، لمدة 17 عاماً متواصلة، بحجة أنها ترفض سفرهما إلى القاهرة، حتى سافرت كندا وقضيت معهما فترة الإجازة، وكانت فترة ابتعادى عنهما صعبة جداً: «ربنا ما يوريها لحد.. شىء فوق طاقة البشر.. لكنها فترة وعدت.. الضنا شىء غالى جداً»، لذلك أسافر لهما من آنٍ إلى آخر، لا سيما لقضاء بعض الوقت مع أحفادى.

أخيراً.. ما وصيتك للجمهور؟

- وصيتى للجمهور بأنه عندما يرى فناناً يُحبه على الشاشة، وقد رحل عن عالمنا، أن يقرأ له الفاتحة، لأن هؤلاء أفنوا حياتهم فى سبيل سعادتهم، وعملوا على حل مشكلاتهم من خلال تناول قضاياهم فى أعمال فنية، لذلك أوصيهم: «اللى يشوفنى على الشاشة وكان مبسوط منى، يبقى يقرا لى الفاتحة على روحى بعد ما أموت».


مواضيع متعلقة