بطالة وانتحار جماعي وأمراض بالجملة.. أردوغان يذبح الشعب التركي

كتب: دينا عبدالخالق

بطالة وانتحار جماعي وأمراض بالجملة.. أردوغان يذبح الشعب التركي

بطالة وانتحار جماعي وأمراض بالجملة.. أردوغان يذبح الشعب التركي

لم تقتصر الأزمة في تركيا على الإنهيار الاقتصادي فقط، وإنما يعاني أفراد الشعب من أزمات أخرى طاحنة، بينما ينشغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمعاداة الدول وشن عدوانا على البلدان الأخرى، وتوسيع نفوذه وثرواته.

وخلال الساعات الماضية، أعلن أردوغان إرسال جنوده إلى ليبيا بدواعي حماية حكومة الوفاق المدعومة من الميلشيات، ثم كشف أن بلاده بدأت بالفعل في تشييد ما وصفها بـ"المستوطنات" في المناطق التي تسيطر عليها أنقرة بقوة السلاح شمالي سوريا.

 

البطالة

 ويتزامن ذلك، مع تراجع حاد بالاقتصاد التركي وانتشار الفقر، وهو ما ولد نسب عالية من البطالة، كيث كشف معهد الإحصاء التركية، أن معدلها ارتفع في البلاد بنسبة 2.9 بالمئة في أغسطس الماضي، مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2018، ليسجل 14 بالمئة.

وقال بيان صادر عن هيئة الإحصاء التركية، إن عدد العاطلين عن العمل ازداد 980 ألف شخص في أغسطس الماضي، ليرتفع إجمالي العاطلين إلى 4 ملايين و650 ألف مواطن، موضحًا أن معدل العاطلين عن العمل لدى الفئة العمرية 15-24، ارتفع بنسبة 6.6 بالمئة، مسجلا 27.4 بالمئة في أغسطس الماضي، فيما ارتفع معدل البطالة لدى الفئة العمرية 15-64 بنسبة 2.9 بالمئة، مسجلًا 14.3 بالمئة، بحسب بيان الهيئة.

كما أظهرت بيانات الإدارة العامة للمساعدات الاجتماعية التابعة لوزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية ارتفاع عدد الأتراك طالبي المساعدات الاجتماعية في 2018 إلى 3 ملايين و494 ألف مواطن، بنسبة زيادة 9.2% تقريبا مقارنة مع 2017، بينما ارتفع إجمالي نفقات المساعدات الاجتماعية بنحو 1.25 مليار دولار في العام ذاته.

الجرب

كما يعاني الشعب التركي أيضا من نقص حاد بالأدوية وارتفاع أسعارها، بسبب انهيار الليرة، وهو ما ساعد في تفشي الأمراضي، ليتنشر بشدة الشهر الماضي "الجرب"، حيث كشفت تنسيقية غرف المهن الصحية، في مدينة إسطنبول، ارتفاع حالات الإصابة به بين سكان المدينة.

وقالت تنسيقية المهن الصحية، التي تضم غرفة أطباء إسطنبول وغرفة الصيادلة وغرفة الأطباء البيطريين وغرفة أطباء الأسنان، إنه بالفترة الأخيرة شهدت المدينة الأكبر بالبلاد ارتفاعا كبيرا في الإصابة بمرض "الجرب"، مقارنة بالمدن الأخرى.

كما حذرت وزارة الصحة التركية، من انتشار مرض الجرب في عدد من المدن التركية، ودعت المواطنين في حالة ظهور أعراض المرض عليهم إلى التوجه للمستشفيات على الفور.

فيما صدمت هيئة الصيادلة الأتراك المواطنين بعدم توافر الأدوية الخاصة بعلاج مرض "الجرب"، وحذرت السياح القادمين للبلاد من الأمراض المنتشرة بالبلاد.

 

قطع الكهرباء

وفقا لصحيفة "زمان" التركية، يوجد أكثر من 4 ملايين مواطن تركي غير قادرين على سداد فواتير الكهرباء والغاز، بسبب سياسات أردوغان الخاطئة التي أدرت لتدهور الاقتصاد وارتفاع الليرة وانتشار الفقر وارتفاع معدلات التضخم.

وقالد كمال كيليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، إن أكثر من 2 مليون متقاعد يحصلون على معاش تقاعد أقل من الحد الأدنى للأجر، وأن التيار الكهربائي قطع عن أكثر من 3.5 مليون شخص خلال العام الماضي بسبب تعثر سداد فواتير الاستهلاك، وأنه تم قطع الغاز الطبيعي عن 710 ألف أسرة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2019.

وأشار إلى أنه هناك 8 ملايين و600 ألف شخص يحصلون على دخل شهري أقل من 673 ليرة تركية، وهناك 6 ملايين يحصلون على معاش تقاعد أقل من 2000 ليرة أي أقل من الحد الأدنى للأجر، وأن هناك 647 ألف شخص يحصلون على معاش يتامى وطلاق شهريا أقل من 1000 ليرة تركية.

 

الثوم للأغنياء فقط

وبسبب تلك المشاكل الاقتصادية المتفاقمة، ارتفعت أيضا أسعار الأغذية، وبات "الثوم" مخصصًا للأغنياء فقط، وفقًا للصحف التركية، حيث وصل سعر الكيلو منه إلى 5 ليرات، خلال فصل الصيف الماضي، ومع دخول الشتاء تضاعف سعره بشدة حتى بلغ رقما قياسيا هو 45 ليرة ليتضاعف أكثر من 9 مرات، بالشهر الماضي.

ومع تلك الزيادة الضخمة، بات العديد من الأتراك يتخلون عن شراء الثوم بالكيلو ويحصلون عليه بالواحدة، في محاولة لتخفيف أعبائه المادية المرتفعة عن أنفسهم.

ويأتي ذلك في ظل ارتفاع أسعار 296 سلعة في تركيا، بشهر نوفمبر الماضي، حيث قفز معدل التضخم إلى 10.56%، بحسب هيئة الإحصاء التركية.

 

الاكتئاب يسيطر على الأتراك

وبسبب تلك الأزمات الطاحنة، سيطر الاكتئاب على المواطنين الأتراك، حيث كشف مركز استوكهولم للحريات، في تقريره السنوي لعام 2019، تفاقم النفسية بين الشعب التركي، لما  وصفوه بانتكاسة لسيادة القانون، والحقوق الديمقراطية، والحريات الأساسية، وتدهور الأحوال الاقتصادية.

وأورد المركز أن نسبة 86.3% ممن شاركوا في استطلاع الرأي يعيشون في مستوى عال من الاكتئاب، بينما 78.8% يعانون من ضغوط نفسية، و72.1% من المشاركين ذكروا أنهم يعالجون من الأرق، وهو ما يظهر تفشي القلق العقلي والضغط النفسي للمواطنين الأتراك.

وتابع أن نسبة 65.1% من المشاركين وصفوا أنفسهم بأنهم "غير سعداء" وذلك بدرجات متفاوتة في القدر من عدم السعادة، وهو ما يعني أن واحدا من بين كل 10 أفراد في تركيا يتناول أدوية مضادة للاكتئاب.

ووفقا لبيانات وزارة الصحة التركية، فإن عدد مستخدمي العقارات المضادة للاكتئاب ارتفعت نسبتهم من نسبة 23.2% بمقدار 35.4 مليون علبة في عام 2014 إلى مقدار 43.6 مليون علبة لعام 2015، وفي الشهور التسعة الأولى من 2016، ارتفع مجددا إلى 33.6 مليون علبة عقار مضادة للاكتئاب.

 

الهجرة هي الحل

وفي ظل ذلك التدهور، لجأ العديد من الأتراك للهجرة خارج البلاد، فيما أبدى قطاعا ضخما رغبته في ذلك أيضا، حيث كشف تقرير لجمعية العدالة للضحايا، أنه أجرى استطلاعات للرأي لنحو 4 آلاف شخص في البلاد، حيث أبدى 83.9% منهم رغبتهم في الانتقال إلى بلد آخر إذا أتيحت لهم الفرصة.

وتابعت الجمعية أن 37% منهم فكروا في الانتحار مرة واحدة على الأقل، حيث إن جميعهم يعانون من الصعوبات المالية للغاية، بينما أكثر من ربع مليون تركي تأثروا بشدة بحالة الطوارئ، فيما يعانى أكثر من مليون ونصف المليون على نحو غير مباشر.

وتابع أن 99.64% ممن تم فصلهم من وظائفهم في أعقاب الانقلاب، خضعوا لتحقيق إداري أو الجنائي لأول مرة في حياتهم، حيث يواجهون الفقر الشديد بسبب حظر السفر والقيود المفروضة على العمل.

 

الانتحار الجماعي

أدى القمع والغضب والاكتئاب والتدهور الاقتصادي بين أفراد الشعب إلى ارتفاع نسبة الانتحار بين الأتراك، حيث كشف موقع "تركيا الآن"، أن 50 ألفا و378 شخصا انتحروا خلال 16 عاما، وألفان و963 مواطنا تركيا ينتحرون فى العام الواحد، بالإضافة إلى أن  246 مواطنا تركيا ينتحرون فى الشهر الواحد، بينما 8 أتراك ينتحرون يوميا.

وفي نوفمبر الماضي، انتحرت 3 عائلات تركية بشكل جماعي، خلال أقل من أسبوعين، كما انتحر 4 أشقاء كانوا يعيشون معا في مدينة إسطنبول، أعقبه انتحار أسرة بكاملها مكونة من الزوجين وطفليهما في أنطاليا جنوب البلاد، ثم انتحار أب وابنيه في إسطنبول.


مواضيع متعلقة