استراتيجيون: الضربة الصاروخية تحفظ ماء وجه النظام فى إيران

كتب: محمد مجدى

استراتيجيون: الضربة الصاروخية تحفظ ماء وجه النظام فى إيران

استراتيجيون: الضربة الصاروخية تحفظ ماء وجه النظام فى إيران

وصف خبراء عسكريون واستراتيجيون الضربة الصاروخية التى نفّذتها إيران ضد أمريكا صباح اليوم ، بأنها «محاولة لحفظ ماء الوجه»، بعد الاغتيال الأمريكى لقائدها العسكرى قاسم سليمانى، ويبدو أن إيران اليوم تمثل صداعاً فى رأس الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حسب تصريحات اللواء دكتور نصر سالم أستاذ العلوم العسكرية والاستراتيجية لـ«الوطن»، مُعلقاً على الربط بين الأزمتين.

"سالم": الرئيس الأمريكى لن يلجأ للتصعيد

«الخسائر البشرية ستحسم الموقف».. بتلك الكلمات لخّص اللواء دكتور نصر سالم، الموقف، حين قال إنّ «أزمة 1979» ستطل برأسها فى ذهن «ترامب»، مع مخاوف من هزيمته على طريقة «كارتر»، حين فشل فى تحرير الرهائن الأمريكان لأكثر من عام، وتضرر الأمريكيين، الذين اتخذوا قراراً بسقوطه فى الانتخابات الرئاسية التالية، وتصعيد مرشح لعب على وتر قوته، وعدم اتخاذ منافسه «موقفاً رادعاً» أمام الأزمة الإيرانية. ويرى «سالم» أنّ الموقف لم تتضح ملامحه المستقبلية حتى الآن، إذ يلتزم الجانب الأمريكى الصمت حتى الآن، مع تسريبات عسكرية لـ«سى إن إن» الأمريكية، تُفيد بأنّ القوات الأمريكية تلقت تحذيراً بشأن الصواريخ الإيرانية قبل استهدافها بوقت كافٍ لنزول عناصرها إلى غرف مُحصّنة تحت الأرض، فى حين تؤكد إيران أنّ الهجمات أسفرت عن قتلى وجرحى فى القوات الأمريكية قدّرتها بنحو 80 مقاتلاً، حسب وسائل الإعلام الإيرانية.

ويوضح أستاذ العلوم العسكرية والاستراتيجية، أنّ الجانب الأمريكى لا يمكنه إخفاء وقوع قتلى أو إصابات فى صفوف جنوده حال حدوثها، وحديث مرتقب للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أو مسئولى وزارة الدفاع الأمريكية سيحسم هذا اللغط.

«لو كانت الخسائر فى طائرات أو أسلحة فقط، فالجانب الأمريكى لديه الكثير منها، ولن يتضرّر (ترامب) منها بشدة فى سباقه الرئاسى المقبل، ومن ثم سيتم احتواء الأمر».. بتلك الكلمات استكمل «سالم» تصريحاته، مشيراً إلى أنّ الساعات المقبلة ستحمل الخبر اليقين، سواء بالتصعيد، أو بالاكتفاء بأن يكون الأمر «تراشقاً إعلامياً»، بحيث يظهر كلا الجانبين بموقف القوة أمام شعبه. ولفت إلى أنّه حال وقوع خسائر بشرية، فإنّ «ترامب» سيرد بعمل قوى، حتى يؤكد لشعبه أنّه ليس ضعيفاً، خاصة بعد الشعبية التى اكتسبها مؤخراً، بقتل الإرهابى أبوبكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش الإرهابى.

ويشير «سالم» إلى أنّ هناك وجوداً أمريكياً قوياً قرب الجانب الإيرانى، وحال مواصلة التصعيد ستقع خسائر بشرية بالضرورة بين الجانبين، وهنا يكون موقف «ترامب» ضعيفاً فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما لا يريده، لذا فالأقرب هو التهدئة حال عدم وجود خسائر بشرية فى الأزمة الحالية، أو سيكون مضطراً لـ«الردع»، لضمان عدم تكرار الاستهداف مرة أخرى.

"العمدة": الفترة المقبلة ستشهد تراشقاً إعلامياً بين الطرفين

أما اللواء عادل العمدة، أستاذ العلوم العسكرية والاستراتيجية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، فأكد أن الوضع لن يتجه نحو التصعيد؛ فـ«ترامب» استعرض قوته بالفعل بقتل القائد الإيرانى البارز قاسم سليمانى، وفى الوقت نفسه لم تسفر الضربات الإيرانية عن وقوع إصابات، إثر تلقى القوات الأمريكية والتحالف الدولى إنذاراً مسبقاً، لتنزل فى الغرف المُحصّنة، فيما أن الضربة «تحفظ ماء وجه النظام الإيرانى»، على حد قول «العمدة».

وأضاف «العمدة» لـ«الوطن»، أن كلا النظامين يحاول كسب تأييد شعبه، وألا يظهر بمظهر الضعيف؛ فإيران تعانى على المستوى الاقتصادى، وتحاول قلب المواجهة مع أمريكا، لتصبح نقطة لتوحيد جبهتها الداخلية، بعد الاحتجاجات التى شهدتها فى الفترة الماضية، و«ترامب» يحاول أن يصبح «بطلاً شعبياً» قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى اقتربت، ومن ثم استهدف زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبوبكر البغدادى، وتلاه قتل القائد العسكرى الإيرانى المعروف قاسم سليمانى، بما يعتبر استعراضاً لقوة أمريكا لدى شعبه، وبأقل تكاليف ممكنة. وتوقع أستاذ العلوم العسكرية أن يقتصر الأمر خلال الفترة المقبلة على مجرد «التراشق الإعلامى» بين الجانبين فقط.


مواضيع متعلقة