إلى أين تتجه الأزمة الأمريكية الإيرانية بسبب "النووي"؟.. خبير يجيب

إلى أين تتجه الأزمة الأمريكية الإيرانية بسبب "النووي"؟.. خبير يجيب
منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني، مايو الماضي، وإعادته للعقوبات الاقتصادية على طهران، تشتعل الأزمة بين البلدين دون توقف، والتي كان آخر مظاهرها أمس، حيث تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة الضغط "دون هوادة" على إيران، لردع برنامجها الصاروخي، عقب كشف طهران عن سلاح باليستي جديد، بعد أيام على تجربة صاروخ "عابر".
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو، في بيان مساء أمس، إن تجاهل إيران الصارخ للأعراف الدولية ينبغي التصدي له، مضيفا: "يتعين علينا إعادة قيود دولية أكثر صرامة لردع برنامج إيران الصاروخي".
وأردف: "الولايات المتحدة ستواصل دون هوادة حشد الدعم في أنحاء العالم لمواجهة أنشطة النظام الإيراني الصاروخية البالستية المتهورة، وسنواصل ممارسة الضغط الكافي على النظام من أجل أن يغير سلوكه المؤذي - ومنها التطبيق الكامل لعقوباتنا".
كما نشر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مساء أمس أيضا، عبر صفحته بموقع "تويتر"، تغريدة قال فيها إن "عملية إطلاق الصاروخ الأخيرة لإيران تثبت مجددا أن الاتفاق الإيراني لا يقوم بشيء في وقف برنامج إيران الصاروخي".
ويأتي ذلك ردا على إعلان الحرس الثوري الإيراني، أمس، إنتاج صاروخا بالستيا جديدا يبلغ مداه 1000 كلم، بحسب وكالة الأنباء التابعة لقوة النخبة في إيران، تزامنا ذلك مع إحياء إيران الذكرى الـ40 لـ"الثورة"، ووسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.
وكانت طهران أكدت أنها حدت من معظم برنامجها النووي بموجب اتفاق عام 2015، لكنها واصلت تطوير تكنولوجيا صواريخها البالستية، والتي تثير قلق الغربيين الذين يتهمون إيران بأنها تريد زيادة مدى صواريخها وزعزعة استقرار الشرق الأوسط وإسرائيل، حيث يدعو قرار مجلس الأمن 2231 - الصادر عقب الاتفاق النووي - إيران، إلى "عدم القيام بأي أنشطة متعلقة بالصواريخ البالستية المصممة كي تكون قادرة على حمل أسلحة نووية"، وفقا لموقع "سكاي نيوز".
يفتح ذلك الخلاف الجديد، بابا آخرا للتصعيد بين البلدين، وفقا للدكتور هشام البقلي، الخبير بالشؤون الإيرانية، موضحا أن إيران حاليا تراهن على رفع حدة ذلك الأمر أمام أمريكا، بجانب تصعيدها أيضا مع الاتحاد الأوروبي برفض تصريحاته عن حقوق الإنسان ومنظومة الصواريخ في طهران.
وأضاف البقلي لـ"الوطن"، أن الولايات المتحدة في المقابل تحشد دوليا ضد طهران لتصعيد العقوبات الاقتصادية ضدها، وتضييق الخناق عليها، فضلا عن الضغط على الاتحاد الأوروبي بهدف انسحابه أيضا من الاتفاق النووي.
وفي الوقت الراهن، تراهن طهران على سيناريوهين، أولهما استمرار تواجدها في عدد من المناطق العربية منها العراق واليمن وسوريا، والآخر هو الاعتماد على سياسة النفس الطويل، كون النظام على يقين بأن النهاية ستكون من خلال المفاوضات والتي تحتاج لوقت طويل، ولكنها تستغل حالة الانقسام بالملفات الدولية، لصالحها وتراهن على اقتراب نهاية ولاية ترامب الرئاسية واحتمالية عودة الديمقراطيين للحكم، في رأي الخبير بالشئون الإيرانية.
ورجح البقلي أن تشهد الفترة المقبلة استمرارا لحالة التصعيد بين الدولتين، بجانب التعنت الإيراني، والحشد الأمريكي، تزامنا مع المؤتمر الدولي في بولندا بشأن الشرق الأوسط الذي أبرز ملفاته هو طهران، بجانب الاستعداد للقمة الروسية التركية الإيرانية للحديث عن سوريا.