بريد الوطن.. فنجان خالتى أمينة

بريد الوطن.. فنجان خالتى أمينة
دائماً ما أعود بكتاباتى حنيناً لأيام الماضى، هروباً من ضجيج الحاضر، وفى الماضى كانت تقطن أمام منزلنا خالتى أمينة، قارئة الفنجان المتصيطة وقتها، والتى كان يأتيها الناس من كل الأطياف، هذه جاءت بعد أن أخبروها عن براعة الخالة أمينة فى معرفة الطالع وكشف المستور، وأنها تستطيع، بقراءة الطالع، أن تعرف أسباب المشكلة وحلها، والغريب هو نوعية الزبائن التى تفد إليها والمستوى الثقافى لديهم، والعجيب هو سيطرة الخالة أمينة، تلك المرأة الجاهلة التى لا تعرف القراءة والكتابة، والأعجب أن منزل الخالة أمينة كان لا يوجد به أى نوع من الإضاءة سوى لمبة جاز كانت تجلس تقرأ الطالع عليها، والغريب هو أنها كانت تعانى من ضعف إبصار شديد، ومع ذلك كان لها من وسائل الإقناع ما يجعلها تسيطر فكرياً على زبائنها، هذا الأمر كان منذ زمن بعيد، رحلت الخالة أمينة إلى ربها، ولكن ظل بداخلى سؤال: كيف تمكنت هذه السيدة أن يكون لديها هذا القدر من الإقناع؟ إلى أن وجدت مع مرور الزمن أن حالة الخالة أمينة أصبحت الآن أكثر شيوعاً وتألقاً، وأصبحنا نرى قنوات معلنة وإعلاميين بارزين يعملون على استضافة هؤلاء، والاستماع إليهم بإنصات، وكأن الزمن قد توقف على عقول الناس وجمودها.
محمد الطرابيلى - المنصورة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com