قناة السويس تحتفل بمرور 150 عاماً على افتتاحها

كتب:  أحمد ماهر أبوالنصر

قناة السويس تحتفل بمرور 150 عاماً على افتتاحها

قناة السويس تحتفل بمرور 150 عاماً على افتتاحها

شهد مبنى «مارينا هيئة قناة السويس» بمحافظة الإسماعيلية، انطلاق الحفل الذى نظمته الهيئة بمناسبة مرور ١٥٠ سنة على افتتاح القناة للملاحة البحرية، بحضور الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، والدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، والسفير الفرنسى ستيفان روماتيه، وعدد من رؤساء تحرير الصحف والكتاب على رأسهم محمود مسلم، رئيس تحرير الوطن، إضافة إلى حضور أعضاء جمعية أصدقاء فرديناند ديليسيبس، صاحب فكرة حفر القناة فى العصر الحديث.

رئيس الهيئة: "التوسعات الجديدة" حافظت على التصنيف العالمى للقناة.. وتعاقدنا على شراء كراكتين ضمن خطة تطوير شاملة

وقال رئيس هيئة القناة، خلال كلمته، إن قناة السويس حظيت باهتمام الدولة المصرية على مدار تاريخها عبر تبنى سلسلة من مشروعات التطوير المستمرة وأحدثها مشروع قناة السويس الجديدة، الذى نجح فى الحفاظ على التصنيف العالمى للقناة وتحسين مستوى الخدمات الملاحية المقدمة للسفن العابرة، إلى جانب تقليل زمن العبور واستيعاب أكبر عدد ممكن من السفن يومياً، مؤكداً أنه سيبذل قصارى جهده لتظل القناة جسراً للعبور إلى النصر وعلامة مضيئة فى تاريخ الشعب المصرى.

١٫٣ مليون سفينة عبرت المجرى الملاحى بحمولات ٢٨٫٦ مليار طن وإيرادات ١٣٥٫٩ مليار دولار خلال قرن ونصف

وأوضح «ربيع» أن حركة الملاحة بقناة السويس منذ افتتاحها حتى اليوم شهدت عبور ١٫٣ مليون سفينة بحمولات بلغت ٢٨٫٦ مليار طن وإيرادات ١٣٥٫٩ مليار دولار، مشيراً إلى أن الإحصائيات الملاحية خلال العام المالى الحالى سجلت عبور نحو ١٩٠٠٠ سفينة بحمولات ١٫٢ مليار طن وإيرادات ٦ مليارات دولار، مشدداً على أن هيئة القناة مؤسسة متكاملة لها طابع اقتصادى تنموى ودور مجتمعى رائد فى منطقة القناة، كما أنها شهدت العديد من الصراعات التى جعلت منها رمزاً لصمود الشعب المصرى، مضيفاً أن خطة التطوير تمتد إلى تحديث أسطول الكراكات بالهيئة، حيث تم التعاقد على شراء كراكتين جديدتين ستدخلان الخدمة بحلول ٢٠٢٠، مقدماً درع الهيئة لوزير الآثار والسفير الفرنسى ورئيس جمعية أصدقاء ديليسيبس.

وقام الفريق «ربيع» بجولة مع الحضور شملت زيارة بعض الأماكن التاريخية التى اشتملت على كنيسة سان فرانسوا دى سال والتى افتتحها «ديليسيبس» فى ٨ سبتمبر ١٨٦٤، وهى مبنية على أرض تم التنازل عنها مجاناً لرهبان الأرض المقدسة، وتضم الكنيسة ذات الطراز القوطى لوحة تصور القديس فرانسوا دى سال مهداة من الإمبراطور نابليون الثالث، وتعد الكنيسة صرحاً رومانياً مبنياً من الطوب ومغطى بالقرميد الرومانى، كما زار رئيس الهيئة مستشفى سان فانسان دى بول، مروراً بأنفاق «تحيا مصر»، التى يعرّفها مصطفى عادل، مهندس تشغيل الأنفاق، بأنها عبارة عن أنبوبتين تحت القناة مباشرة، وللمرور بها لا بد أولاً من المرور بما يسمى «الصالحية الفنية للمركبات» والتى قال إنها أحد أهم مراحل دخول النفق، ويتم من خلالها قياس أبعاد وارتفاعات السيارات لاستبعاد ما لا يتناسب مع طبيعة النفق، ثم بعد ذلك تأتى مرحلة التفتيش بأشعة الليزر قبل التفتيش اليدوى، ثم قسم تحصيل الرسوم، ليتم الدخول إلى النفق الذى تزداد الإضاءة عند بدايته ثم تقل تدريجيا لتناسب رؤية السائقين.

ولفت إلى وجود أنظمة عالمية بالأنفاق لمواجهة الطوارئ والحرائق، فضلاً عن قسم مختص للإنقاذ السريع، بالإضافة إلى وجود ٦٤ مروحة بكل أنبوبة داخل النفق تعمل بنظام آلى يتناسب مع العادم والضباب داخل النفق، كما توجد كاميرات تصل المسافة بين الواحدة والأخرى ١٠٠ متر فقط.

ومرت القناة بالعديد من المحطات التى جعلت منها رمزاً لكفاح الشعب، حيث تم إغلاقها أمام الملاحة مرتين فى الفترة المعاصرة، الأول بعد العدوان الثلاثى البريطانى الفرنسى الإسرائيلى على مصر عام ١٩٥٦، وكان الدافع الرئيسى للغزو هو تأميم المجرى الملاحى للقناة، وقد أعيد فتح القناة بعدها عام ١٩٥٧، وجاء الإغلاق الثانى بعد نكسة ١٩٦٧، واستمر حتى ١٩٧٥، وذلك بعد توقيع مصر وإسرائيل اتفاق فض الاشتباك الثانى.

وتأتى المحطة الأهم منذ إنشاء القناة بعدما فكرت القيادة السياسية فى إنشاء قناة موازية لتعظيم الاستفادة من القناة وتوسعاتها الجديدة وتحقيق أكبر نسبة من الازدواجية بتسيير السفن فى الاتجاهين دون توقف فى مناطق انتظار داخل القناة وهذا بدوره يقلل زمن عبور السفن المارة ويزيد قدرتها الاستيعابية لمرور السفن فى ظل النمو المتوقع لحجم التجارة العالمية مستقبلاً، إلى جانب رفع درجة الثقة فى القناة كأفضل ممر ملاحى عالمى، كما تهدف القناة المزدوجة لزيادة الدخل القومى من العملة الصعبة.


مواضيع متعلقة