بريد الوطن.. داء الأنانية وحب الذات
بريد الوطن.. داء الأنانية وحب الذات
حب الذات غريزة مكنونة فى أعماق النفس البشرية، وهذا الحب مباح، وللإنسان الحق فى الاعتناء به عندما يكون التعبير عنه صحياً وسلمياً، وأن تكون حدوده فى حب الخير لنفسه وجعله دافعاً للتفوق ودفع الأذى عن نفسه والدفاع عن طموحاته ويكون مقبولاً فى أوساط المجتمع، ولكن الإفراط فى هذا الحب يتحول فى كثير من الأحيان إلى مرض نفسى ومعضلة فكرية يؤديان إلى العدوانية والاستحواذ والالتهام ومن ثم تأتى الأنانية المأخوذة من الأنا والغرور والتفرد الشخصى واختلاق المشاكل وافتعال الأزمات ووضع المتاريس هنا وهناك لمنع الآخرين من أبسط مظاهر الحياة، فالشخص الأنانى يتملكه الغيرة والحسد والحقد ويغل فى إلحاق الأذى بالآخرين، الأنانية أشد ما يحتل قلب الإنسان ويلهو بعقله، فيجعله يكره الآخرين ولا يحب الخير لهم، ووضع لنفسه طريقاً لا يغيّره، يسير الأمور كلها فى سبيل مصلحته فقط لا غير، لا يهتم بوجع الآخرين ولا بمرضهم ولا بحزنهم، يحلق منفرداً فى سبيل تحقيق أمنياته ورغباته، حتى وإن جار على حقوق الآخرين ومكتسباتهم، ومن مظاهر الأنانية الغرور والتكبر وخيال صاحبهما أنه امتلك الذكاء والإدراك دون غيره، فالشخص الأنانى يتميز بالاتكالية وترك التعب والعناء لغيره، الشخص الأنانى لا يقبل النصح والإرشاد أبداً، يجد فى نفسه الأفضل دائماً ويظن أنه دائماً على صواب، منزه عن الزلات.
سامى جابر
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
