الطيب: تجريع الأطفال واجب على الأبوين والتقاعس عنه إثم وخطيئة
شيخ الأزهر
احتضن الأزهر الشريف اليوم فعاليات الاجتماع السنوي السادس للفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال، في مقر مشيخة الأزهر بالدراسة، لمناقشة التقدم المحرز والتحديات الماثلة بالدول الموبوءة والمعرضة لخطر ذلك المرض خلال عام 2019، في أفغانستان وباكستان والصومال، وتسليط الضوء على جهود الفريق الاستشاري في مواجهة الأباطيل والمفاهيم الخاطئة والمعلومات الزائفة والشائعات التي تطال اللقاح المضاد لشلل الأطفال وسائر المبادرات المعنية بصحة الأمهات والأطفال.
وأكد الإمام الأكبر استعداد الأزهر الشريف لمضاعفة الجهود المبذولة للقضاء على مرض شلل الأطفال، من خلال تدريب طلابه الوافدين على كيفية الوقاية من هذا المرض في بلادهم، وتثقيفهم في كل ما يتعلق بالطفولة تربية ووقاية وعلاجا، ومتابعة أنشطتهم في هذا المجال، إضافة إلى ما يستطيعه الأزهر من استقدام الأئمة من أفريقيا وآسيا على نفقته لإعدادهم وتثقيفهم عبر "برنامج خاص" بالتعاون مع علماء الشريعة والطب والتربية.
وأضاف الطيب: "سارع الأزهر الشريف بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي وبنك التنمية الإسلامي، لتكوين الفريق الاستشاري الإسلامي المعني بشلل الأطفال"، الذي يعقد اجتماعه السادس انطلاقا من تحمل مسؤوليته أمام الله تعالى في خدمة الإنسانية وتأمينها وحمايتها وأمنها وسلامها، وكل ذلك من شعب الإيمان الكبرى، ونحن نعلم أنّ "إماطة الأذى عن الطريق" من شعب الإيمان، حتى وهي في المرتبة الأدنى، فكيف بإماطة مرض فتاك عن أطفال لا حول لهم في التوقي من أخطاره القاتلة؟.
وتابع شيخ الأزهر: "منذ الاجتماع الثاني لهذا الفريق الذي عقد هنا في القاهرة في 2015، وأنا دائم المراجعة مع الأستاذ الدكتور جمال أبوالسرور مدير المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، وكنت أسمع منه أنباء طيبة عن محاصرة هذا المرض في أفغانستان وباكستان والصومال، وأنّ بعض البلدان في أفريقيا تخلصت منه نهائيا، وكنت أحمد الله تعالى على توفيقه إياكم في أداء هذه الرسالة النبيلة".
وقال الطيب: "ما أظنني بحاجة إلى أن أتلو على مسامعكم شيئا مما نعلمه جميعا عن اهتمام الإسلام، اهتماما خاصا بالأطفال، ويكفيني ويكفيكم أن نفخر بهذا الدين القيم الذي تفرد بأحكام شرعية وفقه تفصيلي يتعلق بالأطفال قبل ولادتهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم، وفي أثناء ولادتهم، وتطورهم في مراحل الطفولة حتى بلوغهم سن الرشد، فكلنا يعي هذه الأهمية القصوى التي يوليها الإسلام للأطفال وكلنا نحتفظ في مكتباتنا بمصنفات مستقلة في أحكام المولود وفقه الأطفال، والذي يعنينا اليوم - فيما أعتقد – هو مراجعة هذه الجهود الكريمة، وتتبع منحنى النجاح في مقاومة مرض شلل الأطفال في أفريقيا وآسيا، وهل في استطاعتنا أن نبذل المزيد؟".
وزاد شيخ الأزهر: "لا زلت أرى أنّ الأزهر الشريف قادر بحول الله وقوته أن يقدم شيئا ذا بال في هذه المعركة الشرسة التي لا تزال في حالة كر وفر مع هذا العدو اللعين، وذلك بما يدخره الأزهر من 35 ألف طالب وطالبة من الوافدين الذين يدرسون بالأزهر، بينهم 5 آلاف طالب وطالبة من أفريقيا وحدها، كلهم يدرسون في الأزهر ويتخرجون من أروقته كل عام مئات وألوف.
واستكمل: "نستطيع أن نكون من هؤلاء العلماء الشباب جيشا يدرب هنا في مصر على نشر الوعي في الأسر، بتجريع الأطفال بالأمصال، وكيف أنّ ذلك واجبا شرعيا على الأبوين وأن التقاعس عنه إثم كبير وخطيئة تقترب من خطيئة القتل والوأد، ويقيني أن بعض الجماعات التي أوصدت الأبواب في دولها دون دخول الأدوية لن تستطيع أن توصد الأبواب في وجه مواطنيها الدارسين في الأزهر والعائدين إلى هذه البلاد، غير أنّ هذا الأمر يحتاج إلى تكوين فريق لتدريب الطلاب العائدين، وتثقيفهم في كل ما يتعلق بالطفولة تربية ووقاية وعلاجا، ومتابعة أنشطتهم في هذا المجال، إضافة إلى ما يستطيعه الأزهر من استقدام الأئمة من أفريقيا وآسيا على نفقته لإعدادهم وتثقيفهم عبر برنامج خاص يتكفل بتصميمه وإعداده الأستاذ الدكتور جمال أبوالسرور بالتعاون مع علماء الشريعة وعلماء الطب وعلماء التربية".