هل رمي الجمرات في الحج رجما للشيطان؟.. الأزهر الشريف يجيب

هل رمي الجمرات في الحج رجما للشيطان؟.. الأزهر الشريف يجيب
- ابن عباس
- الأزهر الشريف
- الصفا والمروة
- جمرة العقبة
- حجة الإسلام
- رسول الله صلى الله عليه وسلم
- شعائر الحج
- رمي الجمرات
- ابن عباس
- الأزهر الشريف
- الصفا والمروة
- جمرة العقبة
- حجة الإسلام
- رسول الله صلى الله عليه وسلم
- شعائر الحج
- رمي الجمرات
جعل الله عز وجل رمي الحجارة منسكا أساسيا لإتمام شعائر الحج، ويعتقد البعض يعتقد أن رمي الجمار في الحج يكون رجما للشيطان.
وتلقي الأزهر الشريف سؤال على صفحته الرسمية جاء به: "هناك طرح عقلي يقول: من شعائر الحج رمي الجمرات على الشيطان فكيف يؤثر هذا على الشيطان والشيطان عبارة عن شيء معنوي غير حسي؟ وما الحكمة من ذلك، إننا نرمي حجرا بحجر؟".
فرد الأزهر: "اتفق المسلمون جميعهم على أن رمي الجمار من شعائر الحج، واشتهر عند بعض العوام أن رمي الجمار هو رجم للشيطان حقيقة، وهذا خطأ بالكلية لم يقل به أحد من العلماء قط، أما ما رواه الإمام أحمد، قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رمل بالبيت، وأن ذلك سنة فقال: صدقوا وكذبوا الحديث، وفيه: ويزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة، وأن ذلك سنة؟ قال: صدقوا، إن إبراهيم لما أمر بالمناسك، عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطان فقال يونس: الشيطان فرماه بسبع حصيات، حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، الحديث ورواه الحاكم في مستدركه مرفوعا".
وأضاف: "هذا الحديث يدل على أن الشيطان عرض لإبراهيم عليه السلام عند الجمرات الثلاث فرماه بالحصى، والشيطان لا يعرض للحجاج، وما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون فإنما يعني به الرجم المعنوي، لا الحسي؛ أي أن الامتثال إلى أمر الله عز وجل هو عين رجم الشيطان وكيده، إذن فرمي الجمار لا يكون للشيطان حقيقة، وإنما هو رمز لكيده بالامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى".
وتابع في رده: "أما عن الحكمة من رمي الجمار فتتجلى في عظم الانقياد واتباع أوامر الله عز وجل، حتى وإن جهلنا علة الأمر، وإذا كنا لا نخضع للأوامر الإلهية إلا فيما يدركه العقل لأصبحنا بذلك نعبد العقل ولسنا نعبد الله سبحانه وتعالى، ومن المعلوم ضرورة أن العقل لا يدرك حقيقة كل شيء".
وقال حجة الإسلام الإمام الغزالي: "وأما رمي الجمار؛ فاقصد به الانقياد للأمر إظهارا للرق والعبودية، وانتهاضا لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه، ثم اقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام حيث عرض له إبليس لعنه الله تعالي في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة أو يفتنه بمعصية، فأمره الله أن يرميه بالحجارة طردا له وقطعا لأمله".
وأضاف: "خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده؛ فلذلك رماه، وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان؛ فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه، وأنه يضاهي اللعب فلم تشتغل به".
وتابع: "اطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان، واعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة، وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان، وتقصم به ظهره؛ إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله سبحانه وتعالى تعظيما له بمجرد الأمر من غير حظ للنفس والعقل فيه".