"العدالة والتنمية" يعتزم طرد داود أوغلو.. وخبير: رسالة تخويف

"العدالة والتنمية" يعتزم طرد داود أوغلو.. وخبير: رسالة تخويف
أفادت وسائل إعلام تركية، بأنّ اللجنة التنفيذية في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم قررت، أمس الأول، بالإجماع إحالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو إلى لجنة تأديبية تمهيداً لطرده من صفوف الحزب.
وبحسب صحيفة "حرييت" التركية فإنّ اللجنة التنفيذية خلصت إلى هذا القرار في ختام اجتماع استغرق 5 ساعات.
وتأتي إحالة داود أوغلو إلى اللجنة التأديبية تمهيداً لفصله من الحزب في الوقت الذي نأت فيه شخصيات حزبية أخرى بارزة مثل الرئيس السابق عبدالله غول ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، وكلاهما من الأعضاء المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، بأنفسهم عن أردوغان.
من ناحيته، قال الدكتور كرم سعيد الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك العديد من المبررات تدفع "العدالة والتنمية" إلى هذا الأمر، أولها محاولة احتواء الانتقادات الموجودة داخل الحزب، وثانيها رسالة تخويف للأعضاء الذين تراودهم أفكار برغبة الانضمام لكيانات تحت التأسيس سواء كانت تابعة لعلي باباجان أو أحمد داود أوغلو، أما الأمر الثالث فهو يرتبط بتصاعد الانتقادات للقيادات التي انفصلت عن الحزب واعتمادها لغة "خشنة" وتصريحات مضادة لتوجهات "أردوغان".
وأضاف الخبير في الشأن التركي لـ"الوطن"، أن توجه أوغلو وبعض المسؤولين لانتقاد الحزب وسياساته لها عدة دوافع أولها أن أحمد داود أوغلو يحمل مشاعر كراهية كبيرة للرئيس أردوغان، بعد تهميشه عندما كان رئيسًا للوزراء والإطاحة به من رئاسة الحزب، وكان لديه إيمان شديد بأنه أحق برئاسة الحزب بعد دوره التاريخي في تأسيس الحزب وتجربة النهضة التركية.
أما عن الدافع الثاني فمرتبط بانحراف الحزب عن مساره الديمقراطي، وتراجع صورة تركيا في الوعي الجمع الدولي والإقليمي، وإحالة داود أوغلو للتأديب حسب "سعيد"، مشيرًا إلى أن حالة التراشق بين الطرفين أبعادها ستكون مؤلمة على الرئيس التركي وربما على المفصولين نفسهم.
وأوضح: "أردوغان قد تتراجع شعبيته في الشارع خصوصًا أن القيادات التي انفصلت عن الحزب لديهم رواج في الشارع السياسي التركي، واستطاعوا تقديم خطاب سياسي مغاير لحزب العدالة والتنمية ويبتعد عن الشعبوية التي يتبناها الرئيس أردوغان، وتداعيات ستكون أيضًا على حزب العدالة والتنمية بعديد من الانقسامات".