داود أوغلو: استحواذ أردوغان على جميع السلطات أضعف تركيا وحزبه في أزمة

كتب: بهاء الدين عياد

داود أوغلو: استحواذ أردوغان على جميع السلطات أضعف تركيا وحزبه في أزمة

داود أوغلو: استحواذ أردوغان على جميع السلطات أضعف تركيا وحزبه في أزمة

شن رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، هجوما حادا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معتبرا أن تحويله البلاد الى النظام الرئاسي الذي استحوذ به على جميع السلطات يضعف المؤسسات والهياكل الرئيسية للدولة، وجعل حزبه المهيمن على المشهد يخرج عن قيمه ويعيش تعاسة عميقة وواسعة النطاق.

وقال "أوغلو" في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أضعف مؤسسات الدولة وأضر بهياكل السلطة الأساسية من خلال التحول إلى النظام الرئاسي.

وأشار إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم والمهيمن على المشهد بقيادة أردوغان يعاني من تعاسة عميقة.

وقال رئيس الوزراء التركي السابق، إن انحراف حزب العدالة والتنمية يثير غضبا عميقا في المجتمع التركي، مضيفا إن "المؤسسات التركية تضعف"، وأن التحول إلى نظام رئاسي يضع سلطة غير مسبوقة في يد أردوغان بما "يضر الهياكل الأساسية" لتركيا.

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن انشقاق داود أوغلو عن أردوغان بالإضافة إلى استقالة وزير الاقتصاد السابق علي باباجان قد أضعف الحزب، موضحة أن هذه الانتقادات من جانب صقور الحزب القدامى يمثل تحديا غير مسبوق لأردوغان، في الوقت الذي يواجه في أردوغان مشاكل اقتصادية عميقة وتوترات متصاعدة مع الغرب.

وأكدت الصحيفة أن هذا الانقسام الذي يعاني منه حزب العدالة والتنمية الحاكم قد اثار غضب أردوغان وحذر الأسبوع الماضي قائلا: "أولئك الذين يشاركون في هذا النوع من الخيانة سيدفعون ثمنًا باهظًا".

وأكد داود أوغلو أنه ليس لديه أمل في إصلاح حزب العدالة والتنمية الذي لا يزال ينتمي إليه، مشيرا إلى أنه لم يتحدد بعد جدول زمني للإعلان عن الحزب الجديد.

وأشارت فيننشال تايمز إلى أن الكثيرين في معارضة في تركيا أبدوا تشككهم إزاء محاولة داود أوغلو تقديم نفسه حلاً لمشاكل البلاد، ولكونه المهندس الرئيسي للسياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية، يلقي باللوم عليه من قبل الكثيرين بسبب العزلة الإقليمية لتركيا بعد أحداث "الربيع العربي".

ويقول النقاد أيضًا إن أحاديثه وصيحاته الحاشدة الحالية مجرد أحاديث جوفاء، لأنه ساهم في فرض القيود الشديدة المفروضة على حرية التعبير وحقوق الإنسان في تركيا بحلول الوقت الذي غادر فيه منصبه في عام 2016.

وأشارت الصحيفة إلى أن تناقض مواقف داود أوغلو بسبب رفضه إدانة سجن صلاح الدين دميرتاش، الرئيس المشترك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي ومرشحه للانتخابات الرئاسية التركية سابقا، الذي أمضى ما يقرب من ثلاث سنوات وراء القضبان بتهمة "الإرهاب"، بحسب الصحيف.

ويعد داود أوغلو شخصية مهمة في حزب العدالة والتنمية منذ تولي الحزب السلطة في عام 2002، وواحداً من اثنين من الأعضاء الأثقل وزنا الذين عبّروا علناً عن سخطهم بعد نكسة الانتخابات المؤلمة التي أدت إلى فقدان الحزب السيطرة على إسطنبول، أكبر مدينة في تركيا، بالإضافة إلى العاصمة أنقرة.

وعلى الرغم من تراجع التأييد الجماهيري لحزب العدالة والتنمية، ما زال أردوغان أكثر السياسيين شعبية في تركيا، حيث أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "بير" مؤخراً أن 80% من ناخبي حزب العدالة والتنمية، لن يدعموا حزباً يؤسسه داود أوغلو على الإطلاق.

وأشار الاستطلاع إلى أن حزباً يقوده باباجان، الذي قاوم توحيد الصفوف مع داود أوغلو، سيتم النظر إليه بشكل أكثر إيجابية.

وقال داود أوغلو إن هدفه هو خلق مناخ سياسي جديد في تركيا، مضيفاً: إن "ما نحتاج إليه هو علم نفس جديد قائم على الانفتاح والشفافية والحرية والتحدث دون أي خوف".

وأكد رئيس الوزراء التركي السابق، أنه تعمد فتح نقاش حول قضايا مثل الفساد والمحسوبية قائلاً: "لأنه إذا كنت أنا كرئيس وزراء سابق خائفاً، فلن يتمكن المواطنون من التحدث"، مختتماً حديثه بقول: "إذا كنت خائفاً من الحديث والتفكير، فلن يكون هناك حل".


مواضيع متعلقة