محلل سياسي تركي لـ"الوطن": "باباجان" كلمة السر في انهيار "حزب أردوغان"

10:14 م | الثلاثاء 13 أغسطس 2019

وجَّه وزير الاقتصاد التركي الأسبق المنشقّ من حزب العدالة والتنمية الحاكم علي باباجان انتقادات مثيرة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، دون ذكر اسمه صراحة، لتنفيذه سياسات اقتصادية يومية بدلاً من السياسات طويلة المدى التي تضمن تنمية مستدامة، وإقدامه على إجراءات هزتّ الثقة بالعدالة في البلاد، وفق ما نقلت صحيفة "زمان" التركية.

ونشر "فريق باباجان" فيديو عَبر تويتر من شأنه أن يثير غضب أردوغان، نظرا لأنه تضمن تصريحات لباباجان أدلى بها قبل سنوات وهي بمثابة ضربة في خاصرة أردوغان، حيث استهدف فيها باباجان النجاحات الاقتصادية "العابرة" التي كثيرا ما يتفاخر بها أردوغان ويوظفها في الحصول على التأييد الشعبي، بالإضافة إلى أنه ثار على انهيار المنظومة القضائية في البلاد منذ سنوات.

وأكد "باباجان" في الفيديو أن اقتصاد أردوغان مبني على القروض الخارجية بدلا من الإنتاج والصناعة على المستويين الخفيف والثقيل قائلا: "يحصلون على قروض من الخارج ثم يصرفونها في سبيل إنشاء مساكن فاخرة والتسوق في مراكز التسويق الكبيرة.. لكن أتساءل: هل نجحنا في الإنتاج والصناعة بالقدر الذي يسمح لنا بالإقامة في مثل هذه المنازل والمساكن الفارهة يا ترى؟!".

وورد أيضا في الفيديو المنشور عبر حسابٍ يحمل اسم "Babacan Talks" العبارات التالية: "كان علي باباجان يوجه انتقادات شديدة للاقتصاد القائم على قطاع الإنشاءات بعد عام 2011، ويشدّد على ضرورة تبنّي نهج اقتصادي مبني على الإنتاج والصناعة والتقشف وتجنب التبذير والإسراف".

ونوه "باباجان" في الفيديو، الذي نقلته الصحيفة، ذاته كذلك، بأن المشكلات المشهودة في السلك القضائي قد أخلّت باستقلال القضاء وهزّت ثقة المواطنين بالعدالة، وأضاف: "وإذا ما استمرت تلك المشكلات في جهاز القضاء فإن البلاد ستشهد تراجعًا في كل المجالات.. ذلك لأن البلد الذي اهتزّ فيه الثقة بالقضاء والعدالة فإن الاضطرابات الاجتماعية تتفاقم يوما بيوم".

من جهته، قال المحلل السياسي التركي والكاتب الصحفي تورجوت محمد أوغلو، في اتصال لـ"الوطن"، إن "باباجان يعد كلمة سر في الانهيار الذي يواجه الحزب الحاكم في تركيا، حزب العدالة والتنمية، لأن انشقاق الرجل الذي وصف يوما بمهندس الاقتصاد التركي شكل ضربة كبيرة للحزب، وجذبت شخصية باباجان كثير من الشخصيات القيادية داخل الحزاب الحاكم، ما سيفجر موجة من الانشقاقات ستكشف عن نفسها اليوم تلو الآخر، وانشقاقه ضربة لأردوغان".

وأضاف "تورجوت أوغلو": "أردوغان يتخذ جملة من القرارات الاقتصادية الغربية في الفترة الأخيرة، هي سبب الأزمة الاقتصادية ولن تقدم إلا مجرد حلول مؤقتة ستسبب أزمة أكبر مع الوقت".

وتابع: "فضلا عن أن استبداد أردوغان بالقرار وسعيه للهيمنة على السلطة أضعف من حالة الثقة في الاقتصاد التركي".