"بحرير من الهند ومشاركة 120 عاملا".. قصة أول كسوة سعودية للكعبة

كتب: ماريان سعيد

"بحرير من الهند ومشاركة 120 عاملا".. قصة أول كسوة سعودية للكعبة

"بحرير من الهند ومشاركة 120 عاملا".. قصة أول كسوة سعودية للكعبة

شهدت مكة المكرمة مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة على يد 160 فنياً وصانعاً جرياً على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بإشراف الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، حيث جرى استبدال كسوة الكعبة المشرفة القديمة بكسوة جديدة.

وتعود صناعة أول كسوة للكعبة المشرفة في مكة المكرمة إلى عام 1346، عندما أصدر الملك عبدالعزيز أوامره بإنشاء دار خاصة بصناعة الكسوة في مستهل شهر محرم من نفس العام، وأنشئت تلك الدار بمحلة أجياد أمام دار وزارة المالية العمومية بمكة، وجرى بناء المصنع الجديد من طابق واحد في 6 أشهر، فكانت هذه الدار أول مؤسسة خصصت لحياكة كسوة الكعبة المشرفة بالحجاز منذ أن كسيت الكعبة في العصر الجاهلي إلى العصر الحالي، حسب الموقع الرسمي لمركز مكة الإبداعي.

رحلة الحرير من الهند إلى مكة

تعود قصة أول كسوة للكعبة إلى أول رجب لعام 1346، حيث وصل من الهند إلى مكة 12 نولا يدويا، وأصناف الحرير المطلوبة ومواد الصباغة اللازمة بذلك والعمال والفنيون اللازمون، وكان عددهم 60 عاملا منهم 40 من "المعلمين" الذين يجيدون فن التطريز على الأقمشة، و20 من العمال المساعدين، وعند حضورهم إلى مكة نصبت الأنوال ووزعت الأعمال وسار العمل على قدم وساق في صنع الكسوة وتطريزها، حتى تمكنوا من إنجازها في نهاية ذي القعدة 1346.

وكسيت الكعبة المشرفة بهذه الكسوة التي تعد أول كسوة للكعبة تصنع في مكة، وظلت دار الكسوة بأجياد تصنع الكسوة منذ تشغيلها، واستمرت في صناعتها حتى عام 1358، ثم أغلقت الدار.

وعادت مصر بعد الاتفاق مع الحكومة السعودية إلى فتح أبواب صناعة الكسوة بالقاهرة سنة 1358هـ، وأخذت ترسل الكسوة إلى مكة سنويا حتى عام 1381هـ.

ولاختلاف وجهات النظر بين مصر والسعودية توقفت مصر عن إرسال الكسوة منذ ذلك التاريخ.

وأعادت المملكة فتح وتشغيل مبنى تابع لوزارة المالية بحي جرول، يقع أمام وزارة الحج والأوقاف سابقا، والذي أسندت إليه إدارة المصنع، ولم يكن لديها وقت لبناء مصنع حديث، وظل المصنع يصنع الكسوة إلى عام 1397هجريا، حيث نُقل العمل في الكسوة إلى المصنع الجديد، الذي تم بناؤه في أم الجود بمكة، وما زالت الكسوة تُصنع به إلى يومنا.

مراحل تصنيع كسوة الكعبة

تمر صناعة الكسوة بمراحل متعددة:

المصبغة: إزالة المواد العالقة بخيوط الحرير في أحواض ساخنة بمواد كيماوية مخلوطة وموزونة لضمان ثبات درجة اللون المطلوب، قبل صباغة الحرير باللون الأسود للخارج، والأخضر للستارة الداخلية، وتجرى الاختبارات للخيوط الحريرية بالمختبر للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المطلوبة، من حيث قوة الخيوط الحريرية ومقاومتها لعوامل التعرية.

النسج: تحويل الخيوط إلى قسم النسج الآلي عبر أجهزة متطورة، كما يعمل هذا القسم الكسوة الخارجية التي زود في تصنيعها بنظام "الجاكارد" الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية المنسوخة، وآخر خال تتم عليه المطرزات.

المختبر: مطابقة الخيوط للمواصفات من حيث رقمها وقوة شدها ومقاومتها، كما يركب ألوان الصبغة ويجربها على عينات مصغرة من الخيوط لاختيار أفضلها ومن ثم تزويد هذه النسب للمصبغة للعمل بموجبها مع وضع عينة في ماكينة الصباغة ومن ثم تعاد ثانية للمختبر لإجراء الاختبارات اللازمة عليها من حيث ثبات اللون عليها  ومقاومتها للغسيل و قوة شدها، وإجراء جميع التجارب اللازمة عليها، وبعد إنتاج القماش يجرى تزويد المختبر بعينات عشوائية من الأقمشة وفحصها والتأكد من أن جميع المنتجات على نفس المواصفات المطلوبة، كما يجرى في المختبر عمل بعض الأبحاث في اختيار أجود أنواع الأصبغة، وبعض المواد الكيميائية التي تزيد من مقاومة الأقمشة للغسيل والأتربة وزيادة شدها.

الطباعة: طباعة الآيات القرآنية على الحرير، والزخارف الإسلامية.

التطريز: يعد من أهم الأقسام، حيث يطرز المذهبات والفضيات والزخارف الإسلامية، بوضع الخيوط القطنية بكثافات مختلفة فوق الخطوط والزخارف المطبوعة على القماش الأسود الذي يشد على المنسج قبل البدء بممارسة الغرز اللازمة والحشو والقبقبة.

وينتج قسم التطريز 16 قنديلا مكتوبا عليه آيات قرآنية بأسلاك الفضة، و"الصمديات"، وهي عبارة عن سورة الإخلاص مكررة أربع مرات، توضع كل واحدة في ركن من أركان الكعبة، إضافة إلى 16 قطعة لحزام الكعبة، و6 قطع تحت الحزام بمختلف الأحجام، إضافة إلى الستارة الخارجية لباب الكعبة.

التجميع: يتولى جمع قطع الكسوة في ثوب كامل بجميع الجهات، وتثبيت القطع المذهبة من حزام وقناديل على الثوب الأسود.

 


مواضيع متعلقة