متخصصون وغنامة: خرفان "الجَلَّالة" فيها بكتيريا سامة.. وفتوى أزهرية تحرّمها

متخصصون وغنامة: خرفان "الجَلَّالة" فيها بكتيريا سامة.. وفتوى أزهرية تحرّمها
- أضحية العيد
- أكوام القمامة
- الأزهر الشريف
- الأمراض الجلدية
- الثروة الحيوانية
- الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء
- آكلة اللحوم
- أضحية العيد
- أكوام القمامة
- الأزهر الشريف
- الأمراض الجلدية
- الثروة الحيوانية
- الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء
- آكلة اللحوم
عشرات من الخرفان والماعز تتجمع حول مقلب كبير من القمامة، تأكل الطعام المتعفن يرعاها الغنام مع سطوع أول شعاع للشمس، ولا ينصرف بها إلا مع اقتراب وقت الغروب، مشهد يومى متكرر اعتاد سكان محافظة البحيرة أن يروه فى القرى والمراكز، حتى سكان المدن لم يفتهم هذا المشهد الذى يثير آلاف التساؤلات، عن مصير تلك الأغنام وفى أى مكان يتم ذبحها، ومع اقتراب عيد الأضحى الموسم الذى يكثر فيه ذبح الخراف، حالة من التردد والحيرة تسيطر على كل من يُقدم على شراء أضحية العيد، خوفاً من أن تقع بين أيديهم ذبيحة من هذه النوعية، خاصة بعد الإحصائية المعلن عنها من قبل تجار الأغنام، التى تفيد بأن من بين 1000 مواطن يشترون خروف العيد، 100 شخص يشترون خروف «الجَلَّالة»، وهو الاسم الذى يطلقه عليه العرب منذ أكثر من 1400 عام.
وأظهرت فتوى أزهرية حُرمة أكل لحوم «الجَلَّالة»، بالإضافة إلى الخطورة التى تكمن فى أكلها، وتعرض كل من يتناولها إلى أمراض لما تحمله من بكتيريا وطفيليات وأنسجة مسمومة، أشهرها «الدودة الشريطية، الميكروب الحلزونى، العديد من الأمراض الجلدية»، وتزيد خطورة هذه الأمراض وكثرة انتشارها، لما يصعب من اكتشاف إصابة الأغنام، خصوصاً أن الفحص فيها يكون بالعين المجردة.
نقيب فلاحى البحيرة: "اللى بتاكل القمامة تحمل مخاطر كبيرة وتُصدر للقاهرة والجيزة"
المهندس حمدى شعبان، نقيب الفلاحين بالبحيرة، يقول لـ«الوطن»، ثروة مصر الحيوانية تقدر بنحو ١٩ مليون رأس ماشية، وفق تقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عام 2017، وتأتى محافظة البحيرة فى المرتبة الأولى، حيث تبلغ ثروتها الحيوانية نحو ٢٫٣٩٥٫٤٦٧ رأس ماشية وتليها فى الترتيب محافظة الشرقية ومحافظتا بورسعيد والسويس وتأتى محافظتا شمال سيناء وجنوب سيناء الأقل فى الإنتاج، ومن العدد الإجمالى لرؤوس الماشية والأغنام فإن نسبة ليست قليلة منها تتغذى على القمامة وفضلات الحيوانات، وهو ما يؤدى لمخاطر صحية كبيرة على الإنسان الذى يتناول لحوم هذه الأغنام.
وأضاف، بعيداً عن انعدام الدور الرقابى، فأنا أتهم فى المقام الأول الغنامة كما يطلق عليهم خبراء الطب البيطرى، وأرى أنهم الأخطر على مستقبل الثروة الحيوانية، بسبب العشوائية فى تربية الأغنام وعدم الاهتمام بها، وقد يرى البعض أنهم يساهمون فى زيادة إنتاج الأغنام، ولهم دور إيجابى فى خفض الأسعار بالأسواق، إلا أننى أرى عكس ذلك لأن عملهم فى الغالب يقوم على تلقيح الأغنام لبعضها مقابل أجر يأخذه من صاحب الغنمة، وهو أمر متعارف عليه بين الغنامين، الأمر الذى يُسهل انتشار العدوى بعد تلقيح هذه الأغنام، التى غالباً ما تتغذى على القمامة، ويترتب عليه انتشار الحمى التى تؤدى إلى نفوق آلاف الرؤوس من الأغنام، وكثيراً ما طلبنا من مديرية الطب البيطرى التعاون مع المحليات والصحة والبيئة والزراعة لفرض الرقابة على هؤلاء الغنامة، لمنع انتشار الحمى القلاعية، وجدرى الغنم، وهى أوبئة أخذت تنتشر بكل المحافظات فى الفترة الأخيرة، بعدما ساهم فيها نقل الأغنام من بلد إلى آخر.
وتابع: الغريب فى الأمر أن ظاهرة انتشار أغنام «الجَلَّالة» أو خرفان القمامة كما يُطلق عليها، يراها البعيد والقريب ولم يستوقف هذا المشهد أحدهم ليحقق فيه ويحاسب مرتكبيه، ويساهم بطريقة غير مباشرة فى تسريب هذه النوعية من الأغنام إلى الأسواق، خاصة فى موسم مثل عيد الأضحى، يجنى من خلاله غنامة «الجَلَّالة» أموالاً طائلة على حساب صحة المصريين، حيث لا يتحمل الغنام أى مصروفات لعلف الخرفان والماعز، ويتركها طوال العام للتكاثر، ثم يجوب بها على أكوام القمامة لعلفها، وأعرف عن قرب أحدهم بدأ مشروعه بـ500 جنيه، وتقدر ثروته الآن بنحو 3 ملايين جنيه، 30% منها عبارة عن أغنام ترعى على أكوام القمامة، وأذكر أن هذا الغنام لا يبيع إنتاجه فى البحيرة، بل يرسلها إلى محافظتى القاهرة والجيزة لقلة خبرة الأهالى هناك فى شراء الأغنام، ويغريهم السعر الذى يقل عن السوق بنحو 200 أو 300 جنيه، إلا أنهم يفاجأون بعد ذبحها بطعم لحمها المُر وبه «زفارة»، ويدركون وقتها أنهم وقعوا فريسة لتجار معدومى الضمير.
تاجر: "مفيش معايير واضحة عشان تعرف خروف الجَلَّالة من غيره قبل ما تشتريه"
«مفيش معايير واضحة عشان تعرف خروف الجَلَّالة من غيره قبل ما تشتريه»، هذا ما قاله محمود كوالح، تاجر أغنام بالبحيرة، مضيفاً، التاجر الأمين هو من يقوم على تغذية أغنامه بالأعلاف وخراج الأرض، ونواجه أزمة كبيرة فى الأسواق بسبب خرفان الجلالة، لأن أصحابها يبيعونها بأسعار أقل منا بكثير، ولا يستطيع الشخص العادى التفرقة بين هذه الأغنام وغيرها، إلا أننى أذكر بعض العلامات التى تشير إلى أغنام الجَلَّالة، حيث يكون بطنها مرتفعاً على غير الطبيعى «لها كرش كبير»، ويكون نفسها قصيراً جداً وبه «نهجان»، بالإضافة إلى انبعاث رائحة كريهة من فروتها، وهى من أهم العلامات التى تميزها عن الأغنام العادية، وأحياناً ما تكون «باشمة» لا تحرك فمها لمضع الطعام طوال الوقت، وهى علامات يعرفها الغنامة بسهولة، إلا أنها صعبة على من ليس لديهم الخبرة الكافية، لذا أنصح باصطحاب غنام ذى ثقة أثناء شراء أضحية العيد.
وحذر من التعامل مع الغنامة الجوالة، الذين يجوبون المدن والمراكز دون ذهابهم للسوق، ويعتمدون فى البيع على المواطنين الذين لا خبرة لديهم، والابتعاد عن الجزارين غير المعروفين لشراء اللحوم الضانى والماعز، وعدم شراء اللحوم التى يميل لونها للزراق، ولا يوجد عليها الخاتم الدائرى الخاص بالسلخانة، مع العلم أن أحياناً كثيرة لا يميزها طبيب السلخانة عن غيرها، بسبب الكشف النظرى الذى يوقع على الذبيحة.
وقال الشيخ محمد إبراهيم الدحلوبى، إمام بمسجد الضيفية الخلوتية، لا شك أن مرجعية المسلمين فى مصر هو الأزهر الشريف، وبخصوص أغنام الجَلَّالة فالأمر لا يحتاج إلى فتوى معقدة، فإننا نحذر من أنه لا يحل شرعاً تناول لحوم حيوانات تغذت على القمامة، لما فى القمامة من نجاسة واحتوائها على قاذورات، والعلماء يفرقون بين الدواجن والطيور التى تربت فى المنازل ونظيرتها التى تركت للشارع لتأكل النجاسة والقاذورات وتسمى «الطيور المخلاة» ولا يحل أكلها، كما يفرق العلماء بين الحيوانات آكلة اللحوم كالذئاب والأسود والنمور، وهى أكلها محرم لأنها تعيش على الحيوانات النافقة، وعلى الرغم من أنه لا يوجد حديث صحيح ينهى عن أكل هذه اللحوم، لكن السنة النبوية لا تقتصر فقط على الأحاديث، وإنما هى ثلاثة أنواع إما قول أو فعل أو تقرير.
وتابع: التقرير مثل أن رسول الله، صلى الله على وسلم، رأى الصحابة لا يأكلون الحيوان الداجن مثل الأوز والبط والدجاج المخلاة لتغذيتها على النجاسة، إلا إذا كان يأكل ما ليس متروكاً فى الشارع، فيقر هذا، وعليه سميت «سنة تقريرية»، كما أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أحياناً كان يرى شيئاً ولا يمنعه فيصير مباحاً، ولذلك فإن سكوته عنه يدل على جوازه شرعاً، ولذلك يؤخذ هذا على أنه سنة من النبى، صلى الله عليه وسلم، ومن سننه فى الإسلام أنه لا تؤكل الحيوانات أو الطيور التى تعيش على الجيف.