جس نبض.. لماذا تحدث أردوغان عن معرفة أمريكا وروسيا بعملية شرق الفرات؟

جس نبض.. لماذا تحدث أردوغان عن معرفة أمريكا وروسيا بعملية شرق الفرات؟
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تركيا ستقوم بعملية عسكرية جديدة شرق نهر الفرات في شمال سوريا في المنطقة التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، مبينًا أنَّ بلاده أعلمت موسكو وواشنطن بذلك.
العملية العسكرية التي أشار لها أردوغان ستكون التوغل التركي الثالث في سوريا خلال السنوات الثلاثة الاخيرة بعد عملية عفرين، وعملية غصن الزيتون، والتي أعلن عنها مسبقًا في وقت مبكر من العام الجاري، إلا انه توقف وتراجع عنها لاحقًا.
وبعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في العام الماضي عزمه سحب قواته من شمال سوريا، اتفق كل من أمريكا وتركيا على إقامة منطقة آمنة داخل سوريا على حدودها الشمالية الشرقية مع تركيا، على أن تخلو من وجود الوحدات الكردية.
وعلى الرغم من الاتفاق بين الجانبين، إلا أن تركيا مستاءة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعتبر تركيا الوحدات التركية تنظيمًا إرهابيًا، في الوقت الذي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية حليفًا لها، حيث تقول أنقرة إن الولايات المتحدة جمدت المساعي الرامية لإقامة المنطقة الآمنة، وطالبت واشنطن بقطع صلاتها بالوحدات.
كرم سعيد
تركيا تسعى بكل قوة لإقامة منطقة عازلة وآمنة في سوريا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وأزمة اللاجئين، حسب الدكتور كرم سعيد الباحث المتخصص في الشئون التركية، لافتًا إلى أنه على الرغم من الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية على إقامتها، إلا أن تركيا تريدها على عمق 35 كيلومتر في سوريا بعكس رغبة كل من أمريكا وروسيا بتنفيذ لتفاقية أضنة 1998، التي تعطي تركيا الحق في منطقة بعمق 5 كيلومترات فقط.
وأضاف كرم في تصريحات لـ"الوطن" أن نقطة الخلاف الثانية تتمثل في رغبة تركيا في فرض سيادة كاملة على شرق الفرات، على عكس رغبة الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، موضحًا أن تركيا ترغب في تقطيع أوصال الأكراد، بينما امريكا لن تتخلى عنهم.
تركيا لن تستطيع شن أي عملية عسكرية دون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية، حسب خبير الشأن التركي، مؤكدًا أن حديث أردوغان المتكرر عن عملية شرق الفرات ليس إلا وسيلة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لوقف دعمها المستمر للأكراد.
سعيد أردف أن كلام اردوغان أنه أخبر أمريكا وروسيا بالعملية ليس إلا جس نبض للدولتين، اللتين تعارضان تلك العملية ولا تقبلان بها، لدعم أمريكا للأكراد وروسيا للجيش السوري، مشيرًا كذلك إلى أن الحديث عن تلك العملية موجه للداخل التركي ورسالة بأنه يسعى لحل أزمة اللاجئين التي خسر بسببها حزب أردوغان الانتخابات البلدية، وأنه يسعى لوقف تدفقهم لتركيا عن طريق تلك العملية.
من جانبه، أكد الدكتور محمد حامد، المتخصص في الشأن التركي، أن العملية المزعومة غير واضحة المعالم، فالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ليسا على توافق مع تركيا بشأن العملية العسكرية التي يرغب أردوغان في شنها.
وأكد أبو حامد لـ"الوطن" أن حديث أردوغان عن العملية يمكن اعتباره جس نبض لأمريكا لمعرفة رد فعلها في الوقت الحالي، مضيفًا أنه كذلك يرغب في إبعاد الأنظار عن ملف غاز المتوسط وانتهاكاته المستمرة، وملف الـS400، كما أنه يرغب في الضغط على أمريكا للتخلي عن الأكراد.